رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استعداد الكنيسة لعيد الغطاس وسر تناول "القصب والقلقاس والبرتقال"

جريدة الدستور

تستعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية للاحتفال بعيد الغطاس المجيد، الذى يأتي سنويًا في 19 يناير، لإحياء ذكرى معمودية السيد المسيح في نهر الأردن على يد القديس يوحنا المعمدان، وتحتفل به جميع الإيبارشيات على مستوى المحافظات المصرية.

ومن المقرر أن يترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس ليلة عيد الغطاس، يوم الجمعة 18 يناير الجارى، بالكاتدرائية المرقسية بمنطقة محطة الرمل ـ الإسكندرية، بمشاركة الانبا بافلي اسقف عام المنتزه، والانبا هيرمينا اسقف عام كنائس شرق ووسط الإسكندرية.

«عيد الغطاس» هو عيد الظهور الإلهى بحسب العقيدة المسيحية، وتتم الصلوات فيه بالطقس الفرايحي، كما أنه من الأعياد "السيدية" وتحتفل به الكنيسة على مدار ثلاث أيام متتالية ويمنع فيه الصوم الإنقطاعى، ويرمز له بالمعمودية "التغطيس " وهي شرط أساسي ليكون الإنسان مسيحيا وفقًا للعقيدة الأرثوذكسية والكاثوليكية.

و«عيد الغطاس» هو عيد أرتبط عند الأقباط ببعض المأكولات كـ «القلقاس والقصب والبرتقال»، ولكل منهم دلالة بعيد الغطاس، كما أنه يأتى بشكل دائم في موعد ثابت سنويًا عقب الاحتفال بعيد الميلاد باثنى عشر يومًا.

وقال الأنبا رافائيل، الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، إن عيد الغطاس هو ذكرى لإحياء معمودية المسيح، ويطلق عبيهع دة أسماء متتالية من بينها: «الغطاس والأيبفانيا والثيؤفانيا، وعيد الأنوار».

وأضاف «رافائيل» عبر فيديو منسوب له، أن الكنيسة أطلقت عليه إسم «الغطاس» نظرًا للرجوع لآباء الكنيسة المصرية الأوائل الذين استوعبوا أن المعمودية لا تتم إلا بالغطس في الماء.

وأوضح الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة أن الأسماء الذى أطلقت على عيد الغطاس كـ «عيد الإبيفانيا»، هي كلمة يونانية تعني «الظهور»، لأنه ظهر ورآه الناس، أما «عيد الثيؤفانيا»، فهى كلمة «ثيؤس تعني الله، والكلمة كلها تعني «الظهور الإلهي»، أما سبب التسمية بـ«عيد الأنوار»، لأن العصور القديمة شهدت غطس المسيحيين في نهر النيل عقب القداس، وأحيانًا كانت الكنائس تضم مغطسًا يغطسون فيه للتبرك بمعمودية المسيح، وكذلك لأن المعمودية في الفكر المسيحي هي الاستنارة.


وقال القس لوقا راضى، راعى كنيسة مارى يوحنا المعمدان بالقوصية، إن الأقباط اعتادوا على تناول القصب والقلقاس فى عيد الغطاس كرمز للعيد والمعمودية، لأن كلايهما يزرع بالتغطيس فى الماء.

وأوضح "راضى" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن القلقاس يحتوى مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهى المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة، مغذية، ونحن من خلال الماء نتطهر من سموم الخطية، كما يتطهر القلقاس من مادته السامة بواسطة الماء".

وأضاف: "القلقاس يدفن في الأرض ثم يصعد ليصير طعامًا، والمعمودية هي دفن، من خلال التغطيس فى الماء مشيرًا إلى أن هذا يمثل موت وقيامة مع المسيح، مستشهدًا بكلمات الكتاب المقدس "مدفونين معه في المعمودية التي فهيا أقمتم أيضًا معه".

وتابع بينما «القصب» يمتاز بغزارة السوائل الموجودة بداخله، وهذا يرمز لماء المعمودية، وعصيره له مذاق سكري، وهذا يرمز لفرحة المعمودية ونوال مغفرة الخطايا،مشيرًا إلى أنه قديمًا كان الأقباط "بيحطوا شمع فوق القصب"، كرمز لنور الروح القدس، متذوقين حلاوته، مثل الإنسان إللي يتعمد بركة المعمودية ويتذوق حلاوة الله.

وأوضح راضى أنه بجانب القلقاس والقصب فى الغطاس فأعتاد الأقباط أيضًا على تناول «البرتقال» فهو يمتاز بغزارة السوائل الموجودة بداخله وهذا يرمز لماء المعمودية، وعصيره له مذاق سكرى وهذا يرمز لفرحة المعمودية ونوال مغفرة الخطايا، لافتًا أنه كان يصنع من قشرة البرتقال بعد تقشيره فوانيس يوضع بها شمع، حيث كان أجدادنا يحتفلون بقداس عيد الغطاس على أحد المجاري المائية، وكانوا يستعملون هذه الفوانيس للإنارة".