رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيد أحمد أقومي: المسرح الجزائري ولد سياسيًا ملتزمًا

سيد أحمد أقومي
سيد أحمد أقومي

وجه الفنان الجزائري الكبير سيد أحمد أقومي، الشكر للهيئة العربية للمسرح، ولإدارة مهرجان المسرح العربي على تكريمه في هذه الدورة، قائلًا: "هذا التكريم أسعدني جدًا لأنه أشعرني أني لست منسيًا وأنني حاضر رغم الغياب".

وأضاف "أقومي" في المؤتمر الصحفي الذي أقيم اليوم الخميس 10 يناير ضمن فعاليات المهرجان العربي للمسرح، والذي يبدأ اليوم ويستمر حتى 16 يناير الحالي، أنه آمن بأن المسرح رسالة يؤديها تجاه الجمهور، وأن المسرح الجزائري ولد سياسيًا ملتزمًا، على مستوى الكلمة والموقف والرؤية والاجتهاد وأنه جاء عميقًا يستهدف أول ما يستهدف إيقاظ الوعي وإثارة الأسئلة، وتقديم النموذج الحي للجمهور.

مشددًا على أن دور الفن عمومًا والمسرح خاصة، هو خدمة المجتمع، وأن نقول للجمهور ماذا يحدث الآن؟ وإلى أين سنذهب؟، وهو الدور الذي يجب أن يلعبه رجل المسرح الحقيقي، والذي من شأنه أن يبقى المسرح ما بقيت الحياة.

وقد تحدث المسرحي الجزائري عن عدد من الكتاب الجزائريين ومديري المسارح، منوهًا بما استطاعوا تقديمه للمجتمع الجزائري وما قاموا به من جهود من أجل نهضة الفن المسرحي، وحكى عن ظروف وملابسات سفره إلى فرنسا قبل 40 عامًا تقريبًا وأنه مارس الفن هناك في المسرح والسينما والتلفزيون والإذاعة، وقدم مسرحيات كثيرة بطلًا أو مشاركًا في البطولة، مشيرًا إلى أنه لم يقدم مسرحية واحدة دون هدف، وسعي في كل ما قدمه من عروض لأن يقدم شيئًا مهمًا للجمهور وهو الشيء الوحيد الذي يحقق له إشباعًا نفسيًا.

وفي إجابة عن سؤال الحضور والغياب، فيما يتصل بعلاقته بالمسرح العربي، منذ سفره إلى فرنسا والإقامة بها، قال "أقومي": للأسف الشديد انقطعت علاقتي بالمسرح العربي منذ سفري، ولكني أحاول بشكل مستمر قراءة كل ما أستطيع قراءته عنه، كما أشاهد السينما التي تعرض هناك، وأذهب كثيرًا لمتابعة ما يقدم من عروض وفعاليات في معهد العالم العربي بباريس، ولكن للأسف لا تحضر العروض العربية إلى هناك، وكل ما أحصل عليه من أفكار حول الفن العربي يصلني عن طريق الأفلام السينمائية والفعاليات الفنية الأخرى التي يستضيفها من حين لآخر المعهد العربي.

وعن مشاركته في فيلم السكرية لحسن الإمام قال: كنت محظوظًا جدًا إذ طلب مني المنتج صبحي فرحات المشاركة في الفيلم، وكنت سعيدًا جدًا إذ تقاسمت بعض المشاهد مع الفنانين الكبيرين يحيي شاهين ونور الشريف، وأعتبرها تجربة رائعة لي، فبالإضافة لعملي في الفيلم فقد خرجت منه بصداقة مع النجم نور الشريف الذي مثل موته خسارة كبيرة ليس للفن المصري فحسب، وإنما للفن العربي بشكل عام، وقد شكل رحيله صدمة كبيرة لي، لما كان يتمتع به من شخصية وثقافة وسلوك.

الباحث والفنان المسرحي الجزائري عبدالناصر خلاف، سأل أقومي عن تمسكه بالمسرح رغم أنه أصبح ممثلًا سينمائيًا ناجحًا؟، وهو مالا يحدث من فنانين كثيرين سرعان ما يهربون إلى السينما بمجرد تحقيق النجومية! فقال أقومي: لا مقارنة بين المسرح والسينما، أنا رجل مسرح نفسيًا وروحيًا، وهناك فروق كبيرة ومهمة بين المسرح والسينما منها حضور الجمهور الذي ليس له مثيل، وأن الممثل المسرحي لا يقدم الدور نفسه كل يوم، إنما يتغير أداؤه كل يوم وفقًا لمتغيرات كثيرة أهمها تفاعل الجمهور معه وهو ما يمنح الممثل حيوية كبيرة، فالممثل المسرحي يلمس وهو على الخشبة روح الجمهور، فيقدم الدور بشكل جديد، فالجمهور هو من يفرض شكل الأداء من يوم لآخر.

وعن ملابسات تقديمه لاستقالته كمدير لدار الثقافة في الجزائر وهو شيء لا يحدث كثيرًا قال أقومي: حينما يكون في البلد حزب سياسي واحد فإن الاستقالة تفهم بوصفها موقفًا سياسيًا وليس موقفًا إداريًا وهو ما حدث بالفعل، وهو الشيء الخطير، أما عن أسباب الاستقالة فقال: أردت تغيير الهيكل الإداري، من أجل تحقيق مستوى أداء أفضل وتكريس مهنة الممثل وترقية موهبته ودعمها، وهو مالم يتحقق لي فاستقلت.

وعن سؤال: من هو الفنان المسرحي أجاب: الفنان المسرحي لابد أن يتسلح بالشجاعة، مثقفًا وملتزمًا، دوره هو أن يسهم في تغيير الوضع الاجتماعي، أن يلاحظ معاناة المجتمع، ونحن نطرح الأساليب لنفتح الأفكار.
وتعليقًا على ملاحظة الناقد أحمد عبدالرازق أبوالعلا حول ما جاء في كلمة المسرح العربي التي كتبها ويلقيها أقومي في المهرجان، من أنه قام بتغيير اسمه في بداية مشواره الفني قال: كان ذلك لأن أبي رحمه الله كان يريدني سفيرًا لبلدي بعد الاستقلال أو أي شخصية مرموقة في المجتمع، بينما كنت أمارس الفن من وراء العائلة، وكان على حينها أن أستخدم اسمًا مستعارًا فاخترت اسم أقومي، الذي يعني في الجزائرية: الفارس الحر، وأضاف أنه ظل يمارس الفن خفية إلى أن فضحه ظهوره في عمل تلفزيوني شاهده الوالد والأسرة فاعتبروني فسدت.