رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سلامًا للبطل مصطفى عبيد.. وكل عام وأشقاء الوطن بخير


كل شهيد وراءه قصة بطولة وفداء تستحق أن نقف تحية لها وتستحق أن نتوقف لنكتب عنها وأن نقول بأن لدينا فى مصر أبطالًا من رجال شرطتنا البواسل

هم يعيشون بيننا أبطالا نفتخر بهم.. بأن منهم من يقدمون أرواحهم فداءً للوطن.. اختاروا واحدة من أخطر المهن وأنبلها فى نفس الوقت. مع بداية السنة كتبت أحلامى فى نفس هذا المكان بروح تفاؤل تغمرنى مع بداية كل عام، وكان على قمة أولوياتى: الأمان والاستقرار والسلام والتقدم لوطنى الحبيب قبل أى أمنية شخصية. إنها أمنية عزيزة ومستمرة ويومية أدعو بها لوطنى كل يوم فى صلواتى، حينما أرى الأحوال المضطربة فى الدول العربية الشقيقة من حولنا، وما يحاك لهم ولنا وما يحدث من مآس للنساء والبنات والأطفال فى أراض عربية شقيقه، بسبب العصابات الظلامية، مما يدمى القلب ويجعلنا نحمد الله كل يوم فى مصر على الاستقرار وتحسن الأحوال، وعلى رئيسنا عبدالفتاح السيسى الذى اخترناه لمدة رئاسية ثانية حتى يستكمل مشروعاته وخطواته لمصلحة وطننا.
سنظل دائما نتذكر وقفته الجسور مع جيشنا وشرطتنا لحماية شعبنا الأبى فى ثورته الكبرى فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ثم فى محاربة الإرهاب وحمايتنا منه والتصدى الشجاع لممارسات تدعمها قوى دولية وعصابات التطرف والظلام.
أتذكر هذا كامرأة مصرية وككاتبة تدعو للتنوير والتقدم والسلام، لكن أيضا لأننا فى ٢٥ يناير الجارى تمر ٨ سنوات على ثوره يناير التى تحولت إلى مؤامرات واستهداف لتدمير الوطن وزعزعة استقراره، ومحاولة تشويه رجال الشرطة، وما أعقب ذلك من ذكريات أليمة من حرق للأقسام وهجوم على رجال الشرطة بأيدى من باعوا الوطن من أجل حفنة دولارات. لهذا فإننى أطالب بأن تعم أرجاء مصر هذا العام البهجة فى احتفالات بعيد الشرطة تليق ببطولات رجال الشرطة الذين نفقد منهم أبطالا كل يوم منذ ٢٥ يناير وحتى هذه اللحظة، لا لشىء سوى لأنهم يدافعون عن استقرار الأرض وحفظ العرض.. لكل ذلك وغيره، نحمد الله مع كل صباح أننا نعيش فى أمان داخل بيوتنا.
إن أكثر ما أستاء منه أن يقول بعض المتذمرين والمتعجرفين من فاقدى الإحساس بالوطن إن رجال الشرطة يستشهدون لأنهم يقومون بواجبهم.. نعم هم يقومون بواجبهم لكنهم قبل هذا يتصدون عن طيب خاطر بصدورهم لإرهاب أسود خسيس، فيسقط منهم شهداء ليوفروا الأمان للناس فى بيوتهم. وفى سبيل الوطن وتوفير أقصى حماية بمناسبة احتفالات مصر بعيد الميلاد المجيد استشهد واحد من أنبل رجال الشرطة المصرية.. أذكره بالاسم حتى نظل نتذكره وحتى لا يصبح استشهاده وكأنه أمر عادى، نظرا لما قام به فى سبيل أشقائنا فى الوطن، هو الشهيد البطل الرائد الشاب الجسور مصطفى عبيد من إدارة المفرقعات الذى استشهد بجوار كنيسة السيدة العذراء والشهيد أبوسيفين بعزبة الهجانة أثناء فحصه حقيبة كانت ملقاة بجوار الكنيسة، وتبين أن بها عبوة ناسفة مما أسفر عن استشهاده.. ذهب وهو يعلم انه قد يستشهد أثناء تفكيك العبوة التى كانت معدة لقتل مئات من المصريين فى الكنيسة أثناء الصلاة، واشتبه بها شيخ المسجد فاستنجد بالشرطة وجاء على الفور الشهيد الرائد مصطفى عبيد لفحص الحقيبة فانفجرت انفجارا مدويا مما أسفر عن استشهاده وإصابة بعض من كانوا قرب المكان، وفى نعى حزين نعته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثانى، وتقدمت بخالص التعزية لأسرة الشهيد كما قاموا بالصلاة ليتم الشفاء للمصابين فى الحادث، وتقدمت بالشكر لرجال الشرطة ليقظتهم ولجهودهم التى يبذلونها فداء للوطن.
إن كل شهيد وراءه قصة بطولة وفداء تستحق أن نقف تحية لها وتستحق أن نتوقف لنكتب عنها وأن نقول بأن لدينا فى مصر أبطالا من رجال شرطتنا البواسل الذين يتسمون بأقصى درجات والوطنية والفداء والعطاء والجسارة والانتماء لأرض مصر الطاهرة.. وبأن لهم مواقف بطولية تستحق أن نلتفت إليها وأن ننحنى لها احتراما وأن يسلط عليها الإعلام الضوء وأن نخلد أسماءهم بكل الطرق الممكنة.. كل بطل هو قدوة للشباب وللصغار علينا أن نروى عنهم فى مدارسنا وفى بيوتنا لأنهم رمز الوطنية ولأنهم هم الذين لولاهم لما تمكن الشعب المصرى من الإحساس بالأمان والاستقرار بداخل البيوت. ولأننا مع كل شهيد تزداد لدى الشعب المصرى كراهية التطرف والتشدد والإرهاب وكل الداعين للفكر الظلامى.. والمروّجين للتطرف والموالين لهم وتزداد نبرة المطالبة بتطهير كل المؤسسات من الخلايا النائمة.
وأنا هنا حين أتحدث عن شهيد بطل هو مصطفى عبيد. فأنا لا أعرفه شخصيا لكننى أرى فيه رمزا للشجاعة المصرية والوطنية فى قمة درجاتها.. وهذا لا يعنى أننى أغفل بطولات الجيش المصرى فلدينا خير أجناد الأرض من أبطال الجيش المصرى والشرطة المصرية أيضا لأنهم هما حراس مصر الذين يحمون الأرض والعرض ويحاربون الإرهاب الأسود فى سيناء وعلى الحدود وفى داخل أراضينا.. لكننى اليوم أتذكر بطولات الشرطة لأننا بعد أيام تحل علينا ذكرى ٢٥ يناير ٢٠١١، والذى نريده أن يكون مناسبة لنحيى رجال الشرطة بكل الوسائل الممكنة والمتاحة وبفكر فيه الامتنان والعرفان ببطولتها ودورهم ونتذكر بكل الفخر أنهم الأسود الذين يحمون نساءها وأطفالها وبناتها وأيضا رجالها، لكننى أبدأ بالمرأة لاننا نرى مآسى دامية تعانى منها المرأة العربية بسبب الفكر الظلامى ولأن رجال شرطة مصر يدافعون عنا بكل الحماس والشرف والشجاعة.. ولأن بينهم أبطالا استشهدوا وتركوا أبناء صغارا أو أمهات وزوجات سيفتقدون وجودهم معهم فى بيوتهم.. أما نحن أبناء الشعب المحبين لمصر فإننا علينا أن نحيى كل بطل منهم بفخر وأن نتذكرهم باعتزاز، وأن نطالب الدولة بتوفير حياة كريمة لأبنائهم من بعدهم.. وسلاما لكل بطل من الشرطة المصرية أو من الجيش المصرى.. سلاما لروح الشهيد مصطفى عبيد الطاهرة النقية.. وسلاما لروح كل من استشهدوا دفاعا وفداء لوطننا الغالى.. ومع عيد الشرطة الذى يحل بعد أيام أتمنى أن تكون هناك لوحة شرف لكل أسماء وصور شهدائنا نضعها فى مياديننا الكبرى فى مدينة القاهرة وفى المحافظات. ولنبدأ بميدان التحرير ثم بقية الميادين.. إنها فكرة أتمنى أن ننفذها من خلال الدولة وحتى يظلوا دائما شموعا تزين ميادين مصر الكبرى بأسمائهم وصورهم وليظلوا ذكرى حية بيننا وفى ذاكرة الأجيال التى ستأتى من بعدنا.. وكل عام وإخوتنا فى الوطن بخير بمناسبة عيد الميلاد المجيد.