رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الأم تريزا".. خلعت الزيّ المقدس للعناية بالمشردين

الأم تريزا
الأم تريزا

كانت تبدي اهتمامًا بالجياع والمرضى والمشردين، وكل الذين يشعرون أنهم منبوذون أوغير محبوبين أو غير مرغوب فيهم، والناس الذين أصبحوا عبئًا على المجتمع.

اسمها الأصلي آغنيس بوجاكسيو وولدت في 26 أغسطس 1910 في عاصمة مقدونيا، لعائلة مسيحية كاثوليكية متديّنة أصلها من ألبانيا.

دخلت القديسة الرهبنة عام1931 واتخذت لنفسها اسم الأخت تريزا، وفي عام 1937 نذرت نفسها وأصبحت «الأم تريزا» وخلعت زي الرهبنة ولبست الساري الهندي القطني بلونه الأبيض والخط الأزرق الذي عرفت به فيما بعد، حيث توجهت إلى دير للرهبنة الأمريكية يُقدم العناية الطبية والتمريض، ولما لم تُرضِ توجهاتها مسؤولي الدير اضطرت إلى الاعتماد على نفسها في البداية لرعاية المحتاجين، قبل أن تصلها المعونة من متبرعات أخريات فأسست جمعيتها لراهبات المحبة عام 1950، التي اهتمت بالأطفال المشردين والعجزة.

ونمت جماعتها المكونة من 13 عضوًا للأعمال الخيرية لتضم أكثر من 4000 راهبة تعنين بدور الأيام ومراكز إيواء المصابين بالإيدز والمراكز الخيرية حول العالم، إضافة لاهتمامهن باللاجئين والمكفوفين وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنّين ومدمني الكحول والفقراء والمشرّدين وضحايا الفيضانات والأوبئة والمجاعات، فيما يتوافق اليوم مع وصول الأم تريزا إلى الهند وبدأها في مساعدة الفقراء والمرضى.

عام 1952، افتتحت تريزا أول تكية بمساعدة المسؤولين في الهند، إذ حوّلت أحد المعابد الهندوسية إلى تكية لرعاية الفقراء مجانًا سمّيت كاليغات، بمعني منزل القلب النقي، وتلقى أولئك الذين أحضروا للتكية رعاية صحّية وفرصة الموت بكرامة حسب معتقداتهم: المسلمون كانوا يقرأون القرآن وجُلب الماء من نهر الغانج للهندوس وتلقّى المسيحيون سر مسحة المرضى.

كانت تُصرّ على المساعدة والمشاركة الشخصية، وتلقت تريزا عدة جوائز تقديرية خلال حياتها، منها جائزة رامون ماجسايساى للسلام والتفاهم الدولي سنة 1962، وجائزة نوبل للسلام سنة 1979، وفي سنة 2016 رفع البابا فرنسيس الأم تيريزا إلى مرتبة القديسين في احتفال أقيم بالفاتيكان تقديرًا لمساعداتها الإنسانية وتضحياتها، وأعلن تاريخ وفاتها الخامس من سبتمبر عيدًا.

ويتوافق اليوم مع ذكرى وصول تريزا إلى كلكتا بالهند وبدءها في مساعدة الفقراء والمرضى.