منازل "عين الحياة".. نعوش عائمة على مياه "الصيرة" (صور)
منازل بسيطة متراصة بطريقة عشوائية صغيرة المساحة لا يزيد ارتفاعها عن طابقين، بُنيت بطريقة بدائية، يتخللها أزقة صغيرة، مسقوفة بألواح الخشب والمشمع البلاستيك العازل، تبدوا متماسكة من الخارج لكنها هشة تمامًا، حيث تغمرها المياه من الداخل في منطقة «عين الحياة» المطلة على عين الصيرة.
«عين الحياة» اسم على غير مسمى حيث يعيش سكانها في منازل عشوائية بدون كهرباء أو صرف صحي أو مياه مقننة، إنما من خلال وصلات بدون تصريح، فضلا عن تصريف الصرف الصحي على مياه عين الصيرة، حسبما أكد محمد عيد أحد سكانها.
يعد فصل الشتاء ضيفًا غير مرغوب فيه لدى سكان عين الحياة ليس بسبب برودة الطقس أو هطول الأمطار، إنما بسبب ارتفاع منسوب مياه عين الصيرة في ذلك التوقيت ما يزيد من نسبة تسرب المياه الجوفية إلى المنازل حتى تغمرها.
يقضي سكان عين الحياة ليالي الشتاء في نقل الأتربة والرمال إلى منازلهن لتغطية المياه المتسربة إلى الداخل، حتى تقل الفجوة بين أرضية المنزل وسقفه، حسبما أوضح محمد غزالي قائلًا: «بقيت أدخل أوضة بنتي مطاطي عشان السقف بقى واطي».
ما أن تقل الفجوة بين سقف المنزل وأرضيته يبدأ السكان في هدم المنزل وإعادة بناءه من جديد بعد تزويد أرضيته بالرمال والأتربة لتحول بينهم وبين المياه بعض الوقت، ثم يتم رفع أسوار المنزل حتى يصبح السقف مرتفعًا بعض الشيء.
وعلى الرغم من بناء المنازل بأسوار عالية بشكل مستمر إلا أن ارتفاعها لا يتجاوز بضعة أمتار عن سطح الأرض بسبب هبوطها المستمر في باطن الأرض لوقوعها على حافة عين الصيرة التي تتسرب منها المياه وتغمرها بشكل دوري.
فيما أخلت وزارة الإسكان بالتعاون مع حي الخليفة، منازل عدد من سكان المنطقة ومنحت ما يقرب من 80 أسرة منهم شقق سكنية في حي الأسمرات كمرحلة أولى في أكتوبر 2017 الماضي، فيما يتنظر باقي السكان (ما يقرب من 270 أسرة) قرار نقلهم أو إعادة تطوير المنطقة.