كيف عبرت "نادية لطفي"عن حياة فتيات الليل؟
لعب أحد المخرجين على تحويل الفنانة الأرستقراطية الجميلة إلى فنانة متمرسة استطاعت تصوير أفلام وحكايات العاهرات في أفلامها، حسبما يذكر الكاتب محمود قاسم في كتابه "جميلات السينما المصرية".
وقال قاسم: هكذا كانت الممثلة الجميلة في حاجة إلى مخرج من طراز حسام الدين مصطفى الذي سعى غالبا أن تكون الممثلة «ابنة ليل» في أفلامه التالية ومنها: "جريمة في الحي الهادئ" عام 1967، وأيضا في "قاع المدينة" عام 1974 حيث تم تصوير حكاية العاهرة من البداية ودون تطهر.
وذكر أن حالة نادية لطفي أثبتت أن الفنان في حاجة إلى مخرج ونص يخرجه من النمطية التي وضعه المخرجون الآخرون فيها، وكان عليها أن تقوم بأدوار لا تتناسب مع بداياتها من فتاة أرستقراطية وأن تضطر إلى التخلي عن شعرها الذهبي وأن تقوم بدور العاهرة وتفجر الموهبة من تحت قناع مختلف.
مؤكدًا أن الفنانة بدت وكأنها الأصلح من بنات جيلها للقيام بدور بنت البلد التي بدأت عاهرة تبحث عن فسحة في الأماكن العامة مع "عيسى الدباغ" الذي اتخذها خليلة تنظف له البيت والفراش ولا تتكلم كثيرا إلا بجسدها.
وذكر في كتابه، أن حسام الدين صاحب الاختيار الذي كان في صالح الطرفين معا فهو معها أيضا في أحسن حالاته في الأفلام التالية: "جريمة في الحي الهادئ" وقاع المدينة و"الأخوة الأعداء".
وتابع: في فيلمي "أبي فوق الشجرة" و"في قصر الشوق" تنتمي الشخصية لبيئة فقيرة تتجه إلى الدعارة باحثة عن لقمة العيش وتتخذها مهنة لها حيث تلتقط زبائنها من عند شاطئ البحر في الإسكندرية.
وفي فيلم "الأخوة الأعداء" كانت صاحبة الملهى الليلي الذي تدير أيضا قاعة للقمار وهي متعددة العلاقات وصاحبة نزوات يمكنها أن تقيم علاقة مزدوجة بين القرماني الثري وابنه توفيق وتتصرف دون سابق تمهيد توقع النساء ع عشاقهن لكنها لن تلبث أن تغنم بتوفيق فتقف إلى جانبه وتخلص له وتدافع عنه حتى يتم القبض عليه بتهمة قتل الأب وقد بدت الممثلة في قمة تألقها ولم يحدث هذا بالدرجة إلا مع المخرج نفسه.
ويتوافق الأمس، مع ذكرى مولد الفنانة نادية لطفي التي تحمل اسم بولا محمد مصطفى شفيق هو اسمها الحقيقي، والتي ولدت في حي عابدين في القاهرة، وحصلت على دبلوم المدرسة الألمانية بمصر عام 1955، واكتشفها المخرج رمسيس نجيب وهو من قدمها للسينما وهو من اختار لها الاسم الفني (نادية لطفي).
