رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إبراهيم عبد المجيد: نجيب سرور سبب بكاء عبد الوهاب الأسواني

عبد الوهاب الأسواني
عبد الوهاب الأسواني

قال الكاتب إبراهيم عبد المجيد، عن عبد الوهاب الأسواني في حوار له مع الدستور: «التقيت أول مرة بـ «عبدالوهاب الأسواني» عام 1969، كنت فائزًا بالجائزة الأولى على مستوى الجمهورية لنادي القصة بالإسكندرية، وقابلته في حفل توزيع الجوائز بجمعية الشبان المسلمين بالشاطبي، كنت قرأت له من قبل قصتين من أجمل القصص واحدة في جريدة الأخبار والثانية في مجلة المجلة التي كان يرأس تحريرها يحيى حقي آنذاك».

وأضاف "عبد المجيد": «وجدت في الأسواني شخصًا شديد الطيبة، عائلته من قرية بمحافظة أسوان، لكنهم يعيشون في الإسكندرية، وكان هو يعيش في القاهرة ويعمل بمجلة الإذاعة والتليفزيون، طبعًا بعد هذا الفوز بدأت نشر قصصي في القاهرة حتى أتيت لأعيش فيها منذ عام 1975 عندما كنت أعزبا في حي دير الملاك، وكان عبد الوهاب زائرًا جميلًا لي، تابعت كتابات عبد الوهاب وانشغل هو مع القصة والرواية والسيناريو للتليفزيون وكتابة التراث الإسلامي للفتيان وأشياء أخرى، ولكن لم تنته لقاءاتنا».

وتابع: "لاحظت أن عبد الوهاب حين نتحدث عن شيء سيء مثل حاجة فلان أو مرض فلان، تكاد الدموع تقفز من عينيه ويمسحها بيده، رأيته حساسًا جدًا إلى درجة مذهلة، فضلًا عن أنه كريم غاية الكرم، وسافرت للعمل بالسعودية في مايو عام 1978، دون أن يعلم نجيب سرور، وزرت القاهرة مرتين بين المرة والأخرى 3 أو 4 شهور، وكنت حريصا أقابل نجيب سرور في مقهى ريش".

واستطرد "عبد المجيد": «في ليلة بعد وفاة نجيب سرور بـ 4 أو 5 شهور تقريبًا كنت رايح أسهر عند عبده جبير في شقته في السيدة زينب، وأنا ماشي وكنا في أول الليل قابلت عبد الوهاب الأسواني ماشي مع نفسه لكن بيبكي، سلمت عليه واتخضيت، وقولتله: "فيه إيه يا عبد الوهاب" مردش، قلت له طيب تعالي معايا عند عبده جبير نتكلم، رحنا عند عبده وعبد الوهاب مسح دموعه وبكى تاني، سألته: "في إيه ياعبد الوهاب يا حبيبي"، رد عليا وقال: "زعلان على نجيب سرور"، اندهشت، نجيب مات من 4 أو 5 شهور، فكرته بكدا وقلت له خلاص هو عند ربنا ومش حنقدر نعمل حاجة، قال لي: "أنا عارف، بس حصلت حاجة مقطعة قلبي كل يوم".

وبدأ يحكي، نجيب كان بينشر شعره أو مقالاته في مجلة الكاتب اللي هي مكانها في مواجهة مجلة الإذاعة والتلفزيون ساعتها بالعمارة اللي علي النيل قريب من الإذاعة، في يوم عبد الوهاب قاعد في مجلة الاذاعة والتيفزيون - لقى نجيب داخل عليه، عبد الوهاب قام وقف ورحب بيه جامد اوي كعادته الجميلة مع الناس. نجيب ساله معاك فلوس ؟ عبد الوهاب اضطرب وقال له طبعا اقعد حضرتك بس. دي طريقة عبد الوهاب الحلوة، نجيب قال له انا جيت اقبض مكافاتي عن القصيدة الصراف إبن.... ماجاش.

اديني اتنين جنيه بس، عبد الوهاب فورًا إداله الاتنين جنيه، ونجيب مشي وعبد الوهاب حزين إزاي نجيب سرور ماعهوش اتنين جنيه. بعد كام يوم نجيب جه وقبض وعدا على عبد الوهاب وإداله الاتنين جنيه، بعد شهر نجيب جه يقبض مالقاش الصراف عدا على عبد الوهاب وخد اتنين جنيه، فضل الامر علي كدا كذا شهر لغاية ماجه نجيب مرة يقبض لقى الصراف وقبض لكن عدى على عبد الوهاب يديله الاتنين جنيه!.

كان نجيب ما استلفهمش الشهر دا أصلا لأنه لما جه لقى الصراف، عبد الوهاب فكر شوية وضحك وقال آخدهم منه وأحطهم في درج لوحدهم علشان ممكن ييجي مرة مايكونش معايا فلوس، كدا الفلوس مضمونة، خدهم منه ونجيب مشي لكن مات بعد ايام وعبد الوهاب معاه الاتنين جنيه، علشان كدا قابلته بيبكي في الشارع. طبطبت عليه وقلت أحسن حاجة تعملها تطلعهم صدقة على روح نجيب، وفعلا عمل كدا وقعدنا كل ما نفتكر الحكاية دي نضحك وبرضه دموع عبد الوهاب تنزل.