بالفيديو.. "مشهد آل طباطبا".. آخر آثار الدولة الإخشيدية يغرق فى المياه

مبنى مستطيل الشكل تعتليه قبتان صغيرتان، يحوي بداخله بئر للمياه، كان قبلة الكثيرين من المرضى طلبًا للشفاء، حيث يعتبر أقدم مستشفى وآخر آثار الدولة الإخشيدية، لكن لم يعد يقصده أحد منذ ما يقرب من 20 عامًا بعدما غرق في مياه "عين الصيرة" بالكامل.. إنه مشهد "آل طباطبا".

لم يتبق من المشهد الأثري الذي يحمل رقم 563 سوى قبتين صغريتين بعدما غمرته المياه بالكامل على مدار السنوات الماضية، حيث تسربت إليه المياه من عين الصيرة، وبدأت تزداد كلما ارتفع منسوب مياه العين، وسط تجاهل تام من قبل مسئولي وزارة الآثار.

وأطلق الأهالي على المشهد اسم «السبع أطباء» نسبة إلى عدد الأضرحة التي بداخله، ويروي محمد غزالي، أحد سكان عين الحياة المجاورة للمشهد أن «آل طباطبا» تتكون من ساحة كبيرة وقبتين، أسفل إحداها غرفة تضم بئر مياه كان يغتسل بداخلها المرضى للشفاء من الأمراض الجلدية، فيما يقبع أسفل الأخرى 7 أضرحة لـ"آل طباطبا".

كان المشهد يحرسه غفير تابع لوزارة الآثار لكنه غادره منذ ما يقرب من 20 عامًا، بعدما تسربت المياه للمشهد وبدأ في وضع الأحجار ليتمكن من السير بداخله ولم يعد يقصده أحد من المرضى، بعدما ارتفع منسوب المياه حتى غمرته بالكامل.

أنشئ المشهد في عهد الأمير محمد بن طغج الإخشيد مؤسس الدولة الإخشيدي، وينسب إلى إبراهيم طباطبا بن إسماعيل الديباج، الذي يعود نسبه إلى الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وكان يحظى بمنزلة كبيرة بين المصريين، وكذلك لدى أوساط كبيرة من الأمراء، وربما يفسر هذا سبب توصية كثيرين بأن يدفنوا في المشهد.

وتذكر الدكتور سعاد ماهر، عالمة الآثار في كتابها "مساجد مصر"، أن من أولاد إبراهيم طباطبا المدفونين بهذا المشهد "علي بن الحسن" وكانت له مكانة ومقام كبير عند أمراء مصر وتوفي سنة 868م (255هـ)، والإمام أحمد بن علي بن الحسن بن طباطبا، وكان من شعراء عصره، وكان يسعى في قضاء حوائج الناس لدى أحمد بن طولون، ودُفن في المشهد الإمام عبد الله بن طباطبا، وكانت تربطه علاقة وثيقة بكافور الإخشيدي، وتوفى سنة 959م (348هـ).

وأضافت عالمة الآثار في كتابها أن السيدة خديجة ابنة محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن طباطبا مدفونة داخل المشهد، وكانت عابدة زاهدة، وهي زوجة عبد الله بن طباطبا وتوفيت سنة 932م(320هـ).

كما دُفن في المشهد أبو الحسن علي بن الحسن ابن طباطبا المعروف باسم "صاحب الحوريّة"، وأبو محمد الحسن ابن علي بن طباطبا سنة 965م (354هـ)، ودُفن به سُليمان بن علي بن طباطبا سنة 1277م (676هـ) وكان من خدام المشهد، وضم المشهد قبور جمع كبير من أهل العلم والمشايخ.