رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات مصرية.. فى 100 مليون صحة


ما من شك أن حملة 100 مليون صحة التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي، هي واحدة من أهم الإنجازات التى ستكتب فى تاريخ هذا الرجل الذي قدم الكثير لمصر وللمصريين، فهذه الحملة فتحت أبواب الأمل لملايين المصريين ممن كانوا ينتظرون الموت أو يفاجأون به.

من لم يقدر قيمة ما تقدمة هذه الحملة عليه الرجوع بالذاكرة لسنوات قليلة ويتذكر ما كان يحدث بالمسشفيات العامة التى كانت تطلب من المريض إحضار الشاش والقطن من الخارج على نفقتة الخاصة، بينما كانت المستشفيات الخاصة تشترط الدفع مقدما بآلاف الجنيهات حتى تتم الموافقه على قبول المرضي، لذا فإن حملة 100 مليون صحة معجزة ونقلة مهمة في مسألة حقوق المواطنة، وهى من أهم المكتسبات التى حصل عليها الشعب بفضل رؤية رئيسه الذى غير نظرة الدولة للمواطن فتغيرت نظرة المواطن للدولة.

وإذا ما أردنا الحفاظ على هذه المكتسبات فعلينا أن نكمل منظومة الصحة ولنبدأ من مصادر الحفاظ على الصحة، فبدلا من إنفاق الملايين والمليارات على حملات العلاج، يمكننا أن ننفق القليل منها على حملات الوقاية، وحملات الحفاظ على الصحة، أعتقد أنه آن الأوان أن تتبنى الدولة حملات حماية المواطنين وصحتهم بجدية وحزم، وأن تطبقها على أرض الواقع، فهناك العديد من الإدارات والهيئات مهمتها ووظيفتها الأساسية صحة المواطنين ولكن معظمها لا يعمل أو يعمل شكليا فقط دون أن يشعر المواطن بوجودها، أو أن ينعكس دورها على المجتمع.

فهل يعمل مفتشي الصحة والتموين على حماية المصريين من زيوت الطعام في المطاعم بجد؟ وهل يتم مراقبة مصادر هذه الزيوت؟

الواقع يقول إن حصصا من الزيوت يتم توزيعها عن طريق سريحة السرجات المنتشرة في ربوع مصر، يقومون يوميا بتوزيع الزيوت على مطاعم الفول والطعمية والأسماك وما شابه ذلك، ولكن غير المعروف هو مصادر تلك الزيوت التى تخرج معظمها من مخلفات مصانع الشيبسي التى تخرج بحصص لمصانع بير السلم! فهل يصعب علينا مراقبة هذه المصانع للتأكد من تخلصها الآمن من مخلفاتها؟

وهل تتم مراقبة مزارع الدواجن قبل بيعها ما يسمعى بالمنتجات الوقيع، والتى يتهافت عليها أصحاب المطاعم لبيعها بأقل من ربع ثمنها لأنها أوشكت على الموت لإصابتها بما هو كفيل بموت من يأكلها؟
وهل كل منتجات البسكوت والشوكولاتة واللبان والمصاصات التى تملأ محلات السوبر ماركت والأكشاك معروف مصدرها ومصرح بها ومضمون سلامتها على صحة الأطفال؟ وهل تعرض منافذ البيع منتجاتها بشكل صحى بما لا يتسبب في فسادها قبل بيعها؟ وهل تهتم أى جهة رقابة بالطرق الصحية الآمنة لعرض المنتجات الغذائية؟

هل نرى حملات الحفاظ على الصحة من رغيف العيش الملوث بعدما سف التراب وعوادم البنزين والسولار جراء بيعه على الأرض والأرصفة؟.

ومع انتشار سيارات القوات المسلحة وغيرها لتوفير اللحوم للمواطنين نجد سيارات أخري لا نعرف مع من أو تتبع لمن ومنتشرة في معظم الميادين ومناطق الزحام الشعبية والتى استغلت ارتفاع أسعار اللحوم.. فهل تبيع فعلا منتجات سليمة وتخضع للإشراف الطبي الكامل؟

الأمثلة كثيرة ومسئولية متابعتها متعددة وأعتقد أنه آن الأوان أن يصدر قانون سلامة الغذاء ويتم التشديد فى العقوبات حتى لو وصلت للإعدام على أى مجرم يعرض حياة المصريين للخطر، فلنعتبر تعريض حياة الناس للخطر هو شروع في قتل، حتى يستقيم الحال ويأتى اليوم الذى لا نحتاج فيه لحملات مليون صحة، ونكون جميعا بصحة من غير حملات.

عفانا وعافاكم الله