رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعيد شعيب يكتب: كيف نشر الإخوان التنظيمات الإرهابية فى العالم؟

سعيد شعيب
سعيد شعيب

أينما تولِّ وجهك فى العالم، ستجد المشاكل حيث يوجد ثلاثة أنواع من الإسلام، الوهابى القادم من السعودية والمدعوم بأموال البترول الوفيرة. والثانى الأزهرى سواء بمبعوثيه إلى الدول التى يعيش فيها مسلمون، أو تلك التى أرسلت أبناءها إلى الأزهر للدراسة. الثالث هو جماعة الإخوان وباقى تنويعات الإسلام السياسى والإرهابى التى خرجت من عباءتها.
الإسلام الوهابى وإسلام الأزهر لا يختلفان جوهريًا عن إسلام الإخوان. بل يمكنك القول إنهما يمدان الإسلام الإخوانى بالأعضاء، أى أن الأزهر والوهابية يعدان الجنود الذين ينضمون فيما بعد إلى الإخوان إذا أرادوا تنفيذ «الدولة الإسلامية» و«دولة الله على الأرض». وهذا يفسر لماذا هذا الانتشار الواسع للإخوان فى حوالى ٧٢ دولة حيث يوجد مسلمون.
هذه المشتركات بين الأزهر والوهابية والإخوان، جعلت حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان يبنى تنظيمه الدولى فى البلاد التى يقطنها مسلمون، معتمدًا على تجنيد الطلاب الذين يأتون لدراسة الإسلام فى الأزهر.
الإسلام الوهابى ليس لديه طموح سياسى خارج حدوده، وإن كان مثل الأزهر ينشر إسلامه فى كل مكان فى العالم، مستغلًا الأموال الطائلة للنفط. يؤسس المساجد والمراكز الإسلامية والمدارس، بل مراكز أبحاث وأقسامًا للإسلام فى مختلف جامعات العالم وخاصة الغربية.
من هنا كانت خطورة الإخوان، فهم أصحاب عقيدة دينية سياسية عالمية، يريدون السيطرة والحكم فى كل مكان يوجدون فيه. لذلك أينما تولِّ وجهك ستجد كوارث حيث غالبًا يوجد التنظيم الدولى للإخوان. من الفلبين إلى روسيا إلى مصر، إلى بروكسل وكندا وغيرها وغيرها.
الذراع العسكرية للجماعة كانت الملهم لكل التنظيمات والجماعات الإرهابية حتى الآن. هناك تقرير بريطانى موثق بمصادر علنية رسمية وأكاديمية، ركز على أهم الشخصيات فى تاريخ الجماعة ومنها سيد قطب، الذى أسهم أخوه محمد قطب عندما كان يعمل فى السعودية فى تجنيد عبدالله عزام (الفلسطينى المعروف بأبى المجاهدين العرب فى أفغانستان ومعلم أسامة بن لادن).
يرصد التقرير شبكة العلاقات التى تربط تنظيمات التكفير والإرهاب بالجماعة الأم «الإخوان»، وكيف أن المسألة تتجاوز التوافق الأيديولوجى، لتمتد إلى المساعدة العملية المستمرة حتى الآن. مثل علاقة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهرى بالإخوان عبر تأثره بخاله محفوظ عزام محامى الإخوان وأحد قياداتهم. أما بوكو حرام، فمؤسسها محمد يوسف كان عضوًا بجماعة إخوان نيجيريا ثم الحركة الإسلامية النيجيرية.الأمين العام لجماعة الشباب الصومالية أحمد عبدى جودانى بدأ مع إخوان الصومال. فى الغالب استند رئيس الوزراء البريطانى السابق كاميرون إلى هذا التقرير، فى تصريحات صريحة بعد تردد طويل، حيث أكد أن هناك جزءًا من الإخوان له علاقة «غامضة للغاية» مع التطرف العنيف، معتبرًا أنَّ الانتماء لجماعة الإخوان أو الارتباط بها يعتبر مؤشرًا محتملًا للتطرف.
هناك توصية برفض منح تأشيرات دخول إلى إنجلترا لأعضاء الإخوان أو المرتبطين بهم، ممن لهم تصريحات تؤيد أو تحبذ العنف والتطرف والتأكد من أنَّ المنظمات الخيرية المرتبطة بالإخوان تمارس عملًا خيريًا فقط، واستمرار المتابعة والتدقيق إذا كانت آراء ونشاطات الإخوان تتسق مع القانون البريطانى.
فى هذا الجزء سنحاول الإشارة الى علاقة الإخوان ببعض التنظيمات الإرهابية على كوكب الأرض.

القاعدة
ارتبط عدد من قادة هذا التنظيم الإرهابى مباشرة مع الإخوان، فى مقدمتهم عبدالله عزام، وهو فلسطينى لقب بأبى الجهاد الحديث، كان عضوًا فى جماعة الإخوان بالأردن منذ منتصف الخمسينيات. وفى عام ١٩٧١ جاء إلى مصر للحصول على الدكتوراه وحصل عليها فى عام ١٩٧٣. وقبلها كان قد حصل على الماجستير أيضًا من الأزهر. فى هذه الأثناء ارتبط بالإخوان وشارك فى مساعدة أسر المعتقلين منهم.
ارتبط فى هذه الفترة أكثر بأفكار سيد قطب. خلال عمله بالسعودية اتصل بمحمد قطب شقيق سيد قطب. وهناك تعرف أيضًا بأسامة بن لادن قبل أن ينتقل إلى أفغانستان للمساعدة فى بناء المجموعات الجهادية التى كانت لبنة تنظيم القاعدة.
بجانب عبدالله عزام، هناك أيضًا أيمن الظواهرى زعيم «القاعدة» الحالى. كان قد انضم للإخوان فى شبابه تحت تأثير عمه محفوظ عزام، الذى كان يرتبط بالمجموعات القطبية داخل الجماعة. أسس الظواهرى أول خلية للعنف عقب إعدام سيد قطب فى ١٩٦٦. كان من المتهمين باغتيال الرئيس المصرى أنور السادات ودخل السجن. سافر للانضمام للتنظيمات الجهادية فى أفغانستان عقب الإفراج عنه.
هناك أيضًا خالد شيخ محمد المتهم فى التورط بهجوم ١١ سبتمبر، كان عضوًا فى جماعة الإخوان، وكذلك محمد عطا الذى شارك فى نفس الهجمات.
استمرت علاقة الإخوان بتنظيم القاعدة، رغم الخلافات بينهما فى التفاصيل وليس فى الأهداف. قال القيادى السابق فى «الجماعة الإسلامية» ناجح إبراهيم: إن فترة حكم مرسى «شهدت محاولة لتجاوز جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة الاختلافات الأيديولوجية من أجل ردع خصومهما»، لافتًا إلى أن «الطرفين بينهما اختلافات جوهرية فكرًا وتنظيمًا وسلوكًا ومنهجًا».
وأشار إبراهيم إلى «التقارب الذى حدث بين قيادات الإخوان وقادة الجماعات الجهادية خلال فترة رئاسة مرسى، بعدما كانت كل قيادات الإخوان تنأى بنفسها عن القيادات التكفيرية، فضلًا عن تعيين السفير رفاعة الطهطاوى، وهو خال أيمن الظواهرى، رئيسًا لديوان رئيس الجمهورية».
قال أيضًا القيادى السابق بالجماعة الإسلامية إن شقيق زعيم القاعدة القيادى الجهادى محمد الظواهرى، تم القبض عليه فى سيناء قبل عزل مرسى، بعدما علمت أجهزة الأمن أنه أسس مدارس شرعية إسلامية، وعيّن قضاة شرعيين إسلاميين فى سيناء، على غرار المدارس الشرعية الإسلامية فى منطقة الحدود الباكستانية - الأفغانية، لكن مرسى تدخل وأطلق سراحه ورفض حتى التحقيق معه.
ستلاحظ هنا أن ناجح إبراهيم لم يتحدث عن خلاف بين الإخوان والقاعدة فى الأهداف، وهى بناء «دولة الإسلام» على كل أرض الله لو أمكن، لكن الخلاف فى الإجراءات مثل منهج الوصول إلى هذه الأهداف.

بوكو حرام
نسبة المسلمين فى نيجيريا تقترب من ٥٢٪ وقد تعاقبت على الحكم منذ استقلالها ديكتاتوريات عسكرية وأحيانًا حكومات ديمقراطية. وكان أحيانًا يكون الرئيس مسلمًا وأحيانًا مسيحيًا، فالتفرقة الدينية لم تكن موجودة. شمال نيجيريا الفقير كانت أغلبيته مسلمة ولم تتحقق مطالباته بالمساواة مع الجنوب الغنى. انتقل الصراع من كونه صراعًا وطنيًا من أجل مطالب اقتصادية واجتماعية عادلة، إلى صراع إسلامى مسيحى منذ ثمانينيات القرن الماضى مع وجود الحركة الإسلامية (الإخوانية فى ذلك الوقت).
مؤسس الجماعة الإرهابية بوكو حرام محمد يوسف، كان عضوًا فى جماعة الإخوان عبر أستاذه «إبراهيم الزكزكى» مؤسس فرغ الإخوان فى نيجيريا، الذى انتقل فيما بعد إلى المذهب الشيعى. قتلت قوات الشرطة يوسف فى عام ٢٠٠٩. وقد بايعت بوكو تنظيم دولة الخلافة الإسلامية داعش وزعيمها أبوبكر البغدادى. الزعيم الحالى أبوبكر شيكاو تخرج فى كلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر بمصر.
تستند الجماعة إلى أفكار السلفية الجهادية وأفكار سيد قطب، فى تقسيم المجتمع إلى مجتمع جاهلية فى مواجهة مجتمع الإسلام: «الإسلام لا يعرف إلا نوعين اثنين من المجتمعات، مجتمعًا إسلاميًا ومجتمعًا جاهليًا. المجتمع الإسلامى هو الذى يطبَّق فيه الإسلام عقيدة وعبادة، شريعة ونظامًا، وخلقًا وسلوكًا.. والمجتمع الجاهلى هو المجتمع الذى لا يطبق فيه الإسلام ولا تحكمه تصوراته وقيمه وموازينه، ونظامه وشرائعه، وخلقه وسلوكه. ليس المجتمع الإسلامى هو الذى يضم ناسًا ممن يسمون أنفسهم مسلمين».
يدافع الإخوان عن هذه الجماعة الإرهابية، ويصفونها على موقعهم الرسمى بأنها جماعة عفوية سلمية نشأت فى شمال نيجيريا المسلمة، ودعت للتمسك بالإسلام فى مواجهة التغريب الذى تقوم به «الحكومة الصليبية» التى تحكم بلادهم، والتى تريد تنصير المسلمين.
أما الجرائم الإرهابية التى تقوم بها بوكو حرام، فسببها اختراق استخباراتى من دول غربية عديدة لتزويدها بالمال والسلاح، لتتحول من مجموعات صغيرة إلى حركة مؤثرة، ومن السلمية إلى العنف بعد قتل السلطة زعيمها محمد يوسف عام ٢٠٠٩، تمهيدًا لاستغلالها فى تقسيم نيجيريا والتدخل فى شئونها ثم السيطرة على بترولها الذى سيملأ الفراغ الغربى عقب أفول عصر البترول العربى والإيرانى قريبًا.
ستلاحظ هنا التبرير الإخوانى لهذه الجماعات الإرهابية، والبحث عن عوامل خارجية يعلقون فى رقبتها الجرائم البشعة، وهذا ستلاحظه دائمًا عندما يتحدثون عن أى تنظيم إرهابى.

الإرهاب فى روسيا
عندما سقط الاتحاد السوفيتى، ظهرت حركات انفصالية كثيرة، على أساس قومى ومنها الشيشان، ولكن تمت مواجهتها بعنف شديد من جانب روسيا، أدى إلى تحول الجانب الأكبر منها من حركة قومية شيشانية، إلى حركة جهادية إسلامية تريد إقامة دولة إسلامية. ولعب الدور الأساسى فى هذا التحول تمويلات سعودية وتركية وقطرية بدعم غربى لتقوية هذا الاتجاه ضد روسيا.
هناك فى الشيشان كان الإخوان موجودين على أهبة الاستعداد. فأثناء تواجد بعض المهاجرين الشيشان فى الأردن، تقاربوا مع الإخوان هناك. بل أصبح أحدهم هو الشيخ عبدالباقى جمو نائبًا للمراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين فى الأردن. عندما رجع الشيشانيون من المنفى إلى بلادهم أنشأوا شُعبًا لتعليم مبادئ الإخوان للشعب الشيشانى، وهنا انتشرت تعاليم ومبادئ الإخوان وسط الشعب الشيشانى.
استخدم الإخوان ذات الأدوات التى يستخدمونها فى كل مكان، المساجد والمدارس، فضلًا عن إصدار الكثير من المجلات والصحف؛ لنشر فكرهم الإخوانى، ليعلنوا بذلك عن مرتكزاتهم الفكرية التى لم تختلف كثيرًا فى جميع البلاد التى تواجد فيها التنظيم، وهى أن الإسلام هو دين ودولة ويصلح للتطبيق فى جميع الأوقات والأماكن. كان قائد الحركة الانفصالية فى الشيشان دوكو عمروف فى ٢٠٠٦، ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، وكان من أهم أهدافه الجهاد ضد الروس لتحرير القوقاز منهم.
الخبير فى شئون الشرق الأوسط أراز أخوندوف، يعتبر أن قرار حظر جماعة الإخوان فى عام ٢٠٠٣ ووضعها على قائمة التنظيمات الإرهابية يلبى حاجتين لدى روسيا، الأولى: تقييد نشاط الجماعة داخل روسيا بناء على مخاوف داخلية تجاهها، والثانية: اتهامها بمساعدة الجماعات المتطرفة التى نشطت فى شمال القوقاز.
وأوضح الخبير أن روسيا تواجه اليوم خطر تمدد التيارات الجهادية فى شمال القوقاز، وتخشى وجود علاقة تربطها بالإخوان، كما تعتبر أن الإخوان من التيارات التى «يمكن أن تلوث عقول المسلمين الروس».
الأمر مزعج، فعدد المسلمين فى روسيا اليوم أكثر من ٢١ مليونًا يشكلون أكبر أقلية دينية فى الفيدرالية الروسية، أغلبهم من السنة، وهى أقلية مرشحة لأن تصبح أغلبية فى المستقبل. وهذه الملايين تخشى روسيا من تمدد الإخوان داخلها.
ومن المؤكد أيضًا أن التجربة المريرة للروس عند احتلالهم أفغانستان، لعبت دورًا كبيرًا فى عدائهم للإخوان ولكل تيارات الإسلام السياسى، وجعلتهم يدركون خطورة هذه التنظيمات. ربما هذا يفسر مساندتهم لنظام بشار الأسد بكل قوتهم فى مواجهة التنظيمات الإسلامية المسلحة، فهم يعرفون أنه لو حدث وسيطروا على سوريا، فهذا يشكل خطرًا كبيرًا على الغرب كله، بما فيه روسيا.

الإخوان فى الصومال
الصومال حتى تسعينيات القرن الماضى، لم يكن فيه أى وجود للإخوان أو الإسلام السياسى. وكل الحركات التى أسقطت الديكتاتور، سياد برى، كانت تسمى نفسها وطنية. تدخلت القوات الأمريكية فى الصومال، وتعاونت مع الإسلامى على مهدى صاحب فنادق مكة ومسئول عن وزارة الخزانة. بعد انسحاب القوات الأمريكية مباشرة ظهرت موجة تواجد إخوانى، فقد زار الصومال القياديان بالإخوان عبدالمنعم أبوالفتوح وعصام العريان تحت غطاء المساعدات الإنسانية (الإغاثة الإسلامية). ثم تدخلت السعودية وقطر بذات الطريقة. يوجد الآن خمس حركات إسلامية كلها تقاتل بعضها البعض. لكن هناك جزءًا استقل بعيدًا عن الإسلاميين هو جمهورية أرض الصومال، مستقر وفيه أحزاب وانتخابات وغيرها. حركة الإصلاح فى الصومال؛ فرع الإخوان الدولى والممثل لها، وتعتبر من كبريات الحركات الإسلامية فى الصومال، تأسست عام ١٩٧٨، لكن البذور الأولى للحركة ترجع إلى منظمة النهضة التى أسسها الشيخ عبدالغنى شيخ أحمد آدم فى منتصف الستينيات، وقد توفى بالكويت ١٧ أغسطس ٢٠٠٧، حيث كان عضوًا فى الموسوعة الفقهية الكويتية.
حركة الإصلاح حركة إسلامية تهدف إلى:
١- نيل مرضاة الله سبحانه وتعالى باتباع شريعته والاستقامة على نهجها، والالتزام بتطبيقها فى جميع مجالات الحياة.
٢- إيجاد مجتمع صومالى يستوعب المبادئ والقيم الإسلامية، وتترسخ فيه قيم الشورى والديمقراطية والعدالة والمساواة.
٣- جعل منطقة القرن الإفريقى مكانًا آمنًا من القلاقل والحروب بإزالة أسبابها وبواعثها، لتعيش شعوبها فى سلام ووئام وانفتاح وتعاون فى المجالات المختلفة مع احترام الخصوصيات الثقافية وضمان جميع الحقوق لشعوب المنطقة.
٤- المساهمة فى إيجاد عالم يسود فيه السلام والعدالة الاجتماعية وحرية الشعوب، وقيم التسامح والاحترام المتبادل، فى ظل التنمية الشاملة لجميع الشعوب.
ربما تكون حركة الإصلاح الإخوانية بعيدة إلى حد ما عن العنف الدائر، أو علاقتها غير واضحة بهذه الحرب الأهلية، لكنها كما حدث فى العديد من الدول التى تشهد حركات انفصالية أو حروبًا أهلية، تفسد الصراع وتأخذه فى اتجاه دينى. لقد انتقل الصراع فى الصومال من كونه نضالًا ضد الديكتاتور سياد برى عام ١٩٩٢، إلى صراع ذى طابع دينى إسلامى، وتدريجيًا أصبحت كل التيارات الدينية تكفر بعضها البعض. فالمحاكم الإسلامية تكفر غيرها. وحركة الشباب التى تنتمى إلى القاعدة تكفر باقى الفصائل. ما أغرق الصومال فى مستنقع الحرب الأهلية، التى يبدو أنها لن تنتهى قريبًا. هذا الانتشار المروع للإخوان فى كل بقاع الإرهاب فى العالم، لا يعنى أن ذكاءهم خارق أو قدراتهم أسطورية، لكن يعنى ببساطة أنهم يستخدمون الجنود الذين تم إعدادهم من قبل عبر مؤسسات دينية سنية كبرى، مثل الأزهر والجامعات الدينية فى السعودية ومثل الجامعة الإسلامية فى باكستان وجامعة دار العلوم فى الهند والزيتونة فى تونس وغيرها وغيرها. فهؤلاء يدرسون أن الإسلام لا بد أن يكون دولة ولا بد أن يحكم العالم كله. الإخوان يقولون ببساطة لهؤلاء الجنود الجاهزين: التحق بتنظيمنا لتحقيق حلمك بدولة الله على الأرض، هناك من يكون لديه الاستعداد للتضحية ويصبح إخوانيًا. وهناك المتعجل الذى يحمل السلاح وهناك من لا يستطيع تحمل تبعات التنظيمات ويصبح من «الخلايا النائمة» أو «أنا مش من الإخوان بس بحترمهم».