رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حساب مزيف.. قصة فتاة تنتحل شخصية"راقصة" من بيرو لـ 9سنوات

جريدة الدستور

«أنا مارينا نادي، بنت مصرية، اتولدت في محافظة الجيزة، اشتغلت حاجات كتير في مكتبة، واشتغلت فترة في مصنع ملابس، وسكرتيرة في عيادة خاصة، وأخرهم ويتر في كافيه وده كان في لبنان، بحلم بتأسيس فرقة خاصة بيا، بابا هو داعم أساسي ليا، ودايمًا بيشجعني اعمل كل حاجه بحبها»

للوهلة الأولى تظن أنك أمام نموذج مثالى لـ "strong independent woman"، ولكن بعد التخلص من تأثير تلك المقدمة المحكمة ستدرك أنك أمام عملية نصب ممنهجة، وأن ما سبق أن قرأته هو مجرد عبارات استغلتها صاحبة "أكونت" مزيف على موقع التواصل الإجتماعي «فيس بوك»، تم تدشينه منذ عام 2009، وتزاول نشاطها بشكل متقطع. وتعامل مع الصحافة بتلك الشخصية التي عانت وكافحت حتى وصلت إلى هذا النجاح، بعد معاندة العائلة والمجتمع إلى أن تقبلوها في النهاية.

بداية الحكاية كان منشور على تلك الصفحة في يناير 2016، تعلن خلاله التحاقها بفرقة استعراضية فى بيروت، بوصفها هى الراقصة القادمة من بيرو، وتُدعى "samara slave"، التى اتقنت تقمص شخصيتها، وأبدعت فى تمثيل كافة أبعادها، وطقوسها اليومية، وتعايشت مع كل أفراد العائلة، الأب والأم والأخ والزوج.

كثيرا من المواقف الدرامية، نسجتها الراقصة المفبركة لاقناع متابعيها، لدرجة ادعائها الانفصال عن الزوج المُتخيل، وهو" Will Rubio" زوج الراقصة "samara salve" في الأصل، والذى غيرت اسمه ليصبح "بيتر"، وسفرها إلى لبنان، ومنها إلى المغرب، هربًا من خيانته.

ولم يكن ذلك هو الموقف الوحيد، بل أنها فى إحدى المرات أدعت أنه اختطف وطُلب فدية لعودته، مما لاقى تفاعل واسع من متابعيها، حتى استجاب لهم القدر وعاد "بيتر" المزيف.

مع مرور الوقت بدأت شهرة الراقصة المزيفة فى الصعود متجاوزة حدود "العالم الافتراضى"، لتحتل مساحات كبيرة فى الصحف والمواقع الإخبارية، التى تسابق محرريها فى التواصل معها لمتابعة أخبارها وإجراء الحوارات الصحفية معها، ليتناقلوا نفس روياتها المزيفة، التى أتقنت سرد تفاصيلها بشكل دقيق.

كانت أخبار "samara slave" المزيفة تنتشر بصورة كبيرة، إلا أن الكاتب"محمد أمير"، كان صاحب السبق فى اكتشاف زيفها، مؤكدا لى أنها تقمصت شخصية راقصة من بيرو، وهو ما مثل لى صدمة كبير سعيت لتوثيقها، مستعينا بتقنية "جوجل بيكتشر"، الذى أكد زيف الحساب، وأن كل الصور التي ظهرت فيها لتشير أنها تقضي صباحها في لبنان، مزيفة، وهي في الأصل في "بيرو".

توصلت معها، وطلبت منها إجراء حوار صحفي لجريدة"الدستور"، حتى أتيقن من ما لدى من معلومات، إلا انها حافظت على نفس الوتيرة، وذكرت نفس الحكاية بنفس التفاصيل السابقة، وأكدت أيضًا، أنها تطمح لتقديم أسلوب جديد في الرقص للشعب المصري، لكنه صعب في الوقت الحالي، وأرجأته إلى وقت آخر.

وأشارت، إلى أنها تنتظر مهرجان للرقص في أسبانيا الفترة القادمة احتفالًا بالكريسماس، وستكون مدة العرض ساعة في أحد شوارع إسبانيا.