رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شفيع المصريين.. الآلاف على باب الحسين.. وتنسيق بين «الصوفية» والأجهزة الأمنية لحماية الاحتفالات

تصوير: أحمد جمعة
تصوير: أحمد جمعة

«مدد يا حسين مدد».. تنطق بها أفئدة الآلاف قبل ألسنتهم، وهم يتوافدون نحو ضريح «سبط النبى» الإمام الحسين بن الإمام على بن أبى طالب، غدًا الثلاثاء، لإحياء ذكرى قدوم الرأس الشريف، لا يشغلهم الجدل العقيم حول المكان الذى دفن فيه، فأى ما كان موضعه، فهو قطعًا يسمع نداءهم ويلبى.
ومن المنتظر مشاركة نحو ٨٠ طريقة فى هذه الاحتفالات، يصل عدد أتباعهم إلى آلاف المريدين داخل مصر وخارجها، لذا أعلنت هذه الطرق حالة الطوارئ لهذه المناسبة، التى يتجهز الصوفيون لها كل عام، ويعدون لها العدة قبل موعدها بأسابيع، ويعتبرونها «سُنة مؤكدة» واجبًا إحياؤها.
ورغم تحريم السلفيين والتيارات المتشددة الاحتفال بموالد الصالحين، إلا أن الصوفيين لا يلقون بالًا لتلك الدعاوى، وينظرون إليها باعتبارها «تفاهات» لن تخرجهم من عيدهم وفرحهم.


الطرق تنصب خيامها.. التهامى والدشناوى يحييان الليلة الختامية.. وتوافد مريدين من سوهاج وقنا وأسوان والإسماعيلية


بدأ مريدو وأتباع الطرق الصوفية فى التوافد على منطقة المشهد الحسينى، استعدادًا للاحتفال بذكرى استقرار رأس الإمام الحسين رضى الله عنه، والذى يتفرد به المصريون بإحيائها دون غيرهم من الشعوب، ونصبوا خيامهم لخدمة زوار الإمام، وتقديم وجبات الطعام والمشروبات الساخنة.
ويحيى الشيخ ياسين التهامى ونجله الشيخ محمود التهامى، حفلة الليلة الختامية فى المنصة الرئيسية أمام مسجد الإمام الحسين، يوم الثلاثاء، ويشارك أيضًا الشيخ أمين الدشناوى فى إحياء احتفالات الحسين بساحة العصبة الهاشمية.
وتزينت جدران الجامع الحسين بالأنوار استعدادًا للاحتفالات، والتى بدأت مبكرًا هذا العام، وقال الشيخ نضال المغازى، شيخ الطريقة المغازية، نقيب الأشراف المغازية بكفرالشيخ، إن الطرق الصوفية ستحشد الآلاف من أتباع الطرق الصوفية، معتبرًا أن الاحتفال بذكرى سبط النبى، عيد مقدس عند سائر المسلمين وليس الصوفية فقط. وأوضح «المغازى» أن أتباع كل طريقة صوفية، يرددون الأوراد الخاصة بطريقتهم، داخل ساحاتهم التى تعج بالآلاف من المريدين وأحباب النبى، كما يرفع مريدو الطرق الأعلام الخاصة بكل طريقة، فوق هذه الساحات، خاصة أن جميع الطرق الصوفية تشارك فى هذا اليوم، الذى يعد ملتقى لمريدى التصوف من جميع أنحاء مصر. وقال الدكتور علاء أبوالعزائم، عضو المجلس الصوفى الأعلى رئيس الاتحاد العالمى للصوفية، إن الاتحاد بدأ مبكرًا الاحتفال بمولد الإمام الحسين، من خلال إقامة عشرات الاحتفالات التى يأتى إليها مريدو الصوفية وغيرهم، من كل حدب وصوب، للمشاركة فيها، وذلك فى عدد كبير من محافظات الجمهورية، على رأسها: سوهاج، قنا، أسوان، الإسماعيلية، الإسكندرية، مرسى مطروح، السويس، العريش، المنوفية، الغربية، الشرقية وغيرها من المحافظات. وأضاف «أبوالعزائم»، أن احتفال الصوفية بمولد الحسين، يأتى فى إطار إحياء ذكرى الأولياء والصالحين فى الأمة الإسلامية، حتى لا تندثر ذكراهم، وهذا يجعل الأجيال تعرف منْ هُم القدوة الصالحة لشباب الأمة، وهو ما يعود بالخير على الأمة الإسلامية، خاصة الشباب، والأطفال الذين يحتاجون إلى غرس قيم محبة الصالحين فى قلوبهم، حتى يعلموا ما فعله هؤلاء الصالحون من خير.



عبدالهادى القصبى: فعاليات لمحاربة الإرهاب.. ورسائل لطمأنة العالم


قال الدكتور عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الصوفية زعيم الأغلبية فى البرلمان المصرى، إن الاحتفال بمولد الإمام الحسين، له طابع خاص عند المتصوفين فى مصر، مؤكدًا أن الحادث الإرهابى فى المريوطية لن يمنع المتصوفين من المشاركة فى هذه الاحتفالات، حيث تشارك هذه المرة كل الطرق الصوفية بشكل عام، لا تفرقة بين أحد، جميعهم يشاركون بكثافة فى هذه الاحتفالات.
وأوضح «القصبى» أن الطرق الصوفية، ستنزل إلى الميادين بكامل صفوفها، للتأكيد على أن مصر بلد الأمن والأمان، وأن الإرهاب والعنف الذى تقوم به الجماعات المتشددة، لن يثنى المصريين وأهل التصوف عن المشاركة فى الاحتفالات والموالد المختلفة التى تبعث الحياة والفرحة فى نفوس الشعب المصرى، حيث سيتم تنظيم فعاليات ضد الإرهاب والتطرف داخل ساحات الطرق. وأطلقت الطرق الصوفية، عدة حملات دينية لمحاربة التطرف والإرهاب، منذ اليوم الأول لمولد الحسين، حيث تم عمل سرادق كبير بجوار مسجد الإمام الحسين، وتوافد عليه علماء ودعاة الصوفية، للتأكيد على مناهضة أهل التصوف، العنف والتطرف الذى تنشره الجماعات المتشددة والمتطرفة فكريًا، داخل مصر وخارجها، وتفاعل مريدو وأتباع الطرق مع هذه الحملات التى انتقلت إلى ساحات الطرق الصوفية المنتشرة حول مسجد الإمام الحسين رضوان الله عليه، بالاضافة إلى تنظيم فعاليات مناهضة للإرهاب داخل مقرات الطرق أيضًا. وتنظم المشيخة العامة للطرق الصوفية، احتفالية كبيرة داخل مسجد الإمام الحسين، حيث يشارك عدد كبير من أقطاب وعلماء التصوف الإسلامى من مصر وخارجها، يأتى فى مقدمتهم شيخ مشايخ الطرق الصوفية، الدكتور عبدالهادى القصبى زعيم الأغلبية فى البرلمان المصرى، بالإضافة إلى الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، رئيس اللجنة العلمية بالطرق الصوفية، والدكتور محمد أبوهاشم شيخ الطريقة الهاشمية، رئيس جامعة الأزهر السابق، والدكتور علاء أبوالعزائم رئيس الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، عضو المجلس الصوفى الأعلى، والشيخ مختار محمد الدسوقى شيخ الطريقة الدسوقية فى مصر والعالم الإسلامى، والدكتور أسامة الأزهرى مستشار رئيس الجمهورية والحبيب على الجفرى الداعية اليمنى.



استعدادات لأى عمليات إرهابية وحضور من دول عربية وآسيوية


كشفت مصادر بالمجلس الصوفى الأعلى، عن وجود تنسيق بين الأجهزة الأمنية والمشيخة العامة للطرق الصوفية، من أجل تأمين المريدين المشاركين فى الاحتفالات، من خلال خطة أمنية مُحْكَمة، تهدف إلى إفشال أى عمليات تخريبية أو إرهابية من شأنها إفساد الاحتفالات. وقال الشيخ أحمد لقمة، وكيلا وكلاء الصوفية، إن شباب الطرق الصوفية، سيشاركون فى تأمين الاحتفال بمولد الإمام الحسين، وذلك من خلال مساعدة رجال الشرطة والأجهزة الأمنية فى فرض النظام، على ساحة الاحتفالات فى منطقة الحسين، مشيرًا إلى أن أحدًا من السلفية أو جماعات التكفير، لن يستطيع منع الاحتفالات التى تقيمها الصوفية والشعب المصرى منذ مئات السنين، مشددًا على أنه لن يستطيع أحد محوها أو تخريبها أو إشاعة الفوضى فيها، وهو ما أكدته مصادر بوزارة الداخلية لـ«الدستور». وأضاف «لقمة» أن احتفالات الصوفية هذا العام تختلف عن الأعوام السابقة، حيث ستشارك الصوفية، من عدة دول أخرى، مثل: «ماليزيا، إندونيسيا، باكستان، الشيشان، المغرب، الجزائر، وتونس»، فى هذه الاحتفالات، التى بدأت منذ الثلاثاء الماضى وتنتهى غدًا الثلاثاء، حيث تعج ساحات الصوفيين بالمريدين من جميع أنحاء مصر. وقال الشيخ سيد مندور، نائب الطريقة السمانية الصوفية، إن الاحتفال بموالد الصالحين عادة إسلامية، وليست صوفية فقط، وذلك من خلال قراءة الأذكار الصوفية، ونحر الذبائح عند مساجد آل البيت، وإقامة حلقات الذكر الصوفية، التى يأتى إليها كبار المنشدين الصوفيين، أمثال الشيخ ياسين التهامى، والشيخ أمين الدشناوى، وفرقة الإنشاد الصوفية العالمية «الإخوة أبوشعر»، وغيرهم ممن يمدحون فى مولد خير البريّة، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وتابع «مندور» أن الاحتفال بمولد الإمام الحسين، أمر محمود وإيجابى وينقذ الشباب من براثن التطرف والإرهاب، حيث إن ساحات الصوفية لا يوجد فيها إلا ذكر الله فقط، ولا يوجد فيها تشدد أو عنف مثل الموجودة عند التيارات والجماعات الأخرى «داعش والتنظيمات المتشددة الأخرى»، ولذلك وجب على الدولة دعم هذه الموالد والاحتفالات حتى ينتشر التصوف بشكل أكبر.