رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول مسلمة تغنى فى كنيسة مصرية: ماجدة الرومى وفيروز قدوتى.. وأتمنى العمل مع مارسيل خليفة

داليا-يونس
داليا-يونس

- قالت إن الدين ليس حاجزًا.. ولديها أصدقاء مسيحيون يؤدون الغناء الصوفى
فى وسط كنيسة سان جورج وسط القاهرة، قمت بتسجيل فيديو لنفسي أثناء الغناء اختطف آذان الحضور، صوت أنثوى يؤدى الترانيم المسيحية، ليتفاجأ الجميع بأنه قادم من فتاة محجبة مسلمة، تدعى داليا إيهاب يونس.
وفى حوار مع «الدستور»، كشفت «داليا» وهى أول مصرية مسلمة تغنى فى الكنائس المصرية، عن اتخاذها من الترانيم المسيحية، مشروعًا موسيقيًا تعمل على تطويره، لافتة إلى أنه كان حلمها منذ الطفولة، وشددت على أن الدين لم يكن أبدًا حاجزًا خلال أداء الترانيم، خاصة أن لديها أصدقاء مسيحيين يؤدون الغناء الصوفى.. وإلى الحوار:

■ بداية.. كيف كانت نشأتكِ ومشوار تعليمك؟
- ولدت فى ٥ يونيو عام ١٩٨٦، بحى المهندسين فى محافظة الجيزة، وتلقيت تعليمى بمدرسة الطلائع الإسلامية للغات، وأنهيت الثانوية العامة بأقل مجموع يؤهلنى لدخول أى كلية طب فى الجمهورية، ولم تكن دراسة الطب هى ما أطمح إليه، ولكنى التحقت بالكلية إرضاء لوالدى، وهو ما أدى لتعثرى فى السنة الأولى، ورغم ذلك استطعت التخرج بتقدير عام جيد.
وبعد ٥ سنوات من التخرج، عُدت للحياة الأكاديمية باختيارى هذه المرة، لدراسة ماجستير إدارة الأعمال بجامعة «ESLSCA» الفرنسية فى تخصص التسويق الدولى، لأعمل بعد ذلك فى الكتابة الإبداعية والإعلام الرقمى Digital media.
■ ما قصة غنائك الترانيم المسيحية؟
- الغناء فى الكنائس هو مشروعى الموسيقى ضمن عدة مشاريع موسيقية أخرى، وأمنيتى منذ الصغر، فأنا عاشقة للغناء عامة والترانيم خاصة، وكنت أتغنى بها دائمًا، فالدين ليس حاجزًا أبدًا، لدرجة أن هناك كثيرًا من الإخوة المسيحيين يؤدون الغناء الصوفى، وعندما زرت الولايات المتحدة الأمريكية، دخلت إحدى الكنائس الأثرية، فوجدتهم يتغنون بالترانيم التى أعشقها. وأتيحت الفرصة لى لغناء الترانيم، لأول مرة، عبر برنامج تليفزيونى، تمت استضافتى فيه برفقة صديقة مسيحية كاثوليكية، وغنيت معها الترانيم القبطية، ومن هنا بدأت رحلتى.
■ ما أهم خطواتك الغنائية فى ذلك المشروع؟
- الخطوة الأولى كانت نشر إنتاجى عبر مواقع «فيسبوك ويوتيوب وساوندكلاود»، ثم انضمامى للفريق الموسيقى بالجامعة الألمانية بالقاهرة «The GUC Music Ensemble» وهناك بدعم وتشجيع من «عهود خضر» مديرة الفريق، بدأت فى التدرب على الغناء الأوبرالى من طبقة «السوبرانو» للمرة الأولى، وقدمت مع فريق الجامعة الألمانية أداءً لقداس موتسارت الجنائزى، وحاليًا أنا مغنية «سوبرانو» فى كورال «الفيحاء» فرع القاهرة.
■ هل تتطوعين بالغناء أم تشاركين مقابل أجر؟
- أتطوع بالطبع، وعلى سبيل المثال تطوعت للغناء مع عدد من أطفال القرى، واكتشفت أن الأطفال فى حاجة كبيرة للفن مثل المأكل والمشرب تمامًا، وشاركت فى عددٍ من الأعمال التطوعية أثناء دراستى فى كلية الطب، بجامعة عين شمس، ولكن الفترة التى نشطت فيها كثيرًا كانت السنة الرابعة من الكلية، إذ شاركت مع فريق عمل توعوى صحى بمشروع القافلة الطبية التى تجوب صعيد مصر، والعمل التطوعى ساعدنى كثيرًا فى الغناء، وأسهم فى اكتشاف قدرتى على إيصال المعلومة بسهولة ويسر للمواطنين.
■ عملتِ فى «صناعة المحتوى».. ما طبيعة هذا العمل؟
- شاركت بعد تخرجى فى الكلية فى حدث أقامته شركة «جوجل»، ومن خلال هذه الفعالية، كنّا نساعد الفتيات فى خلق هوية إلكترونية لكل شخصية حتى تستطيع إبراز إمكانياتها وقدراتها، لتتمكن من إيجاد فرص عمل، ومن هنا وجدت نفسى أكثر فى صناعة المحتوى، وتمكنت من إنشاء موقع «لانسر كافيه»، لإتاحة فرص العمل من خلاله، لكنه لم يكتب له الاستمرارية.
■ ماذا عن حفلاتك الغنائية؟
- أول حفل غنائى لى كان فى عيد الحب "الفلانتاين" 2017، والحفل الثاني كان في رمضان ٢٠١٨، ومن خلاله تمكنت من محاربة الكسل، الذى يُقال إنه مصاحب لشهر رمضان، والحفل كان برفقة عدد من المواهب الشابة، وأنشدنا قصيدة الإمام البوصيرى فى مدح النبى، ومن خلال هذا العرض مزجت بين أداء الموسيقى الغربية والشرقية، ما جعله مميزًا كثيرًا عن الحفلات الغنائية الأخرى.
■ هل تفكرين فى التخلّى عن حجابك؟
- بالطبع لا، أنا لا أفكر فى هذا أبدًا، على العكس تمامًا أصدقائى المسيحيون شجعونى جدًا، وكان يعجبهم فكرة الغناء الكنسى وأنا مسلمة محجبة، وشكرونى كثيرًا على ذلك، فأنا أؤدى شيئًا مهما للمرة الأولى فى مصر.
■ وما المحطات الغنائية الأبرز فى حياتك؟
- الحفل الذى نظمته فى مكان يسمى «دوار» فى عيد «الفالنتاين» مطلع ٢٠١٧، بمشاركة معارفى وأصدقائى من محبى الموسيقى، ودعيت لذلك الحفل، أصدقائى غير المرتبطين، لأوضح لهم رسالة مفادها أن الاحتفال بالحب لا يشترط أن تكون فى علاقة عاطفية، وأن عيد الحب لا يكون بالضرورة يومًا بائسًا لشخص غير مرتبط، وقد حقق الحفل نجاحًا كبيرًا وغطته عدة مواقع وقنوات إخبارية.
■ هل واجهتِ صعوبات فى مشوارك؟
- المشكلة الأكبر التى قابلتنى هى أن الناس كانت غير متقبلة فكرة أنني مسلمة وأتغنى بالترانيم، ولكن عندما قابلت الأب «بطرس دانيال»، على الرغم من أنه كان لديه تخوّف شديد منى، لكن بمجرد سماع صوتى فى ترنيمة «إليكِ الوردة يا مريم» شعر بالسعادة الكبيرة ووافق على غنائى بالكنيسة.
■ من الداعمون لكِ فى مشوارك الفنى؟
- أسرتى وخاصة والدى، فأنا محظوظة جدًا، لأننى ولدت فى عائلة تقدر الفن والفنانين، وكانوا على علم بحبى لغناء الترانيم والموسيقى عمومًا، لذلك شجعونى، إلى جانب أصدقائى الذين يحاولون تسهيل الأمور كثيرًا لى. أنا مؤمنة جدًا بما أفعله، طالما لا أسىء لأحد أو شىء بعينه، ولذلك أسعى للتطوير من ذاتى، ذلك هو الشىء العالق دائمًا فى ذهنى.
■ من قدوتك فى الغناء؟
- أنا أستلهم من كل نجم أكثر الأشياء المميزة فيه، لكنى أميل للمدرسة الكلاسيكية، وتعتبر فيروز وماجدة الرومى من الفنانات اللواتى أعتبرهن قدوتى فى الغناء.
■ من المطرب الذى تتمنين العمل بجواره؟
- مارسيل خليفة، وقد كنت ضمن المشاركات فى ألبومه «صوت».
■ وماذا عن القراءة؟
- أنا أعشق القراءة كثيرًا، كما أننى أعمل فى الكتابة والأداء الصوتى، والكاتب الأقرب لقلبى هو الدكتور أحمد خالد توفيق، فقد كان صديقى، وبمثابة أب لى.
■ ماذا تخططين للمستقبل؟
- أن أنقل الفنون للمحافظات، خًاة فكرة وجود فتاة محجبة تغنى الترانيم فى الكنائس المصرية، وأتمنى أن أجد جهة تدعمنى وتساعدنى على تعميم هذه الفكرة فى عام ٢٠١٩.