رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف عاش السادات داخل شوارع ميت أبو الكوم ؟ الأهالي يتحدثون

جريدة الدستور

◘ حكايات من بيت السادات فى الذكرى المئوية.. أهالى قريته يتذكرونه بالخير
◘ ناصر سالم: شاهدت الرئيس بـ "الترنج" وهو يُقابل سيدة وفوجئت بتحمله نفقات رحلة حج لها
◘ عامل منزل السادات: الرئيس كارتر طلب "الشرشرة" واحتفظ بها فى "شنطته"
◘ شهود عيان: السادات كان يُصلي بالصف الأخير ويعرف أهالى القرية بالاسم
◘ البهنسي: السادات طلب مني ركوب الحمار
◘ أهالي القرية: الرئيس كان يدعونا على "فطار رمضان" مرة أسبوعيًا

حكايات لازالت باقية، لم يُغيرها الزمن، لم ينساها كبار السن وظلوا يُذكرون أبنائهم وأحفادهم بها؛ حتى تظل باقية مهما اختلفت الأجيال، قرية ميت أبو الكوم التابعة لمركز تلا بالمنوفية والتى شهدت على كل تفاصيل الفرح والحُزن فى حياة الرئيس محمد أنور السادات، بطل الحرب والسلام، من بين شوارعها نشأ وداخل منازلها القديمة عاش وعبر طريقها الذى كان ترابيًا عرف العالم أجمع كل صغيرة وكبيرة فى رحلته التى لم تخلو من المغامرات السياسية.

ميت أبو الكوم تلك القرية التى يتعايش داخلها 12 ألف نسمة من مختلف الطبقات تضم مدرسة ابتدائية وأخرى إعدادى وثانوي ووحدة بيطرية وزراعية ومكتب مطافى وآخر للبريد وقصرًا للثقافة، لم تمتلك أى قرية مثله، اهتمت القرية بتعليم أبنائها منذ قديم الزمن، بل أنهم زرعوا فى أذهانهم حُب السُلطة ووضعوا كرسى الرئاسة أمام أعين الأطفال الصغار.

لم يكن ذلك العام مثل سابقيه، حيث يُسجل التاريج عند يوم 25 ديسمبر ذكرى ميلاد الزعيم الراحل يختلف هذا العام تحديدًا نظرًا؛ لأنه يحمل اسم الذكرى المئوية لميلاده.

"الدستور" كانت حريصة على أن يعرض ذكريات ميت أبو الكوم مع ابنهم الرئيس، بداية بالمتحف الذى حفظ مقتنياته الشخصية وصولًا إلى كل من عاصر السادات فى حياته.

متحف السادات، والذى يُعد أقوي ذكرى تركتها عائلة السادات لتخلد ذكرى ابنهم المُدلل ورئيسهم الكبير، حيث كان المُتحف هو منزل الرئيس بعد شراءه من أهالي القرية على عدة مرات، ثم قام ببناءه ليشهد هذا المنزل العديد من الاجتماعات والزيارات الرسمية لروؤساء العالم، بداية بزيارة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر ومن ثم الكثير من زعماء العالم.

يضم المتحف مكتبة خاصة تحوي بعض الكتب التى نشرت كل شئ عنه سواء لكُتاب عرب أو غيرهم من كتاب العالم، وبه أيضًا صورًا خاصه للرئيس السادات، وجانب خاص لمحتوياته مثل "البايب - العبائه الذي كان يرتديها - والبدل العسكرية الخاصه به، ومعجون الأسنان والفرشة، وملابسه الخاصة والراديو الخاص" والعديد من المقتنيات الخاصه بالرئيس السادات، ليُصبح هذا المتحف مرجعًا لحياته الشخصية قبل التى يعرفها الجميع.

مدير المتحف، عطية عاطف، قال إن المتحف شهد على مدار أعوامًا كثيرة العديد من الزيارات، سواء مصريين أو أجانب، إلى جانب أنه فى كل عامًا تشهد القرية والمتحف زيارة الكثير من وسائل الإعلام والصحف لحرصهم الدائم على تذكير العالم بحياة الرئيس الراحل أنور السادات، لافتًا إلى أنه تولى إدارة المتحف خلفًا عن سامح الشحيمي.

«الدستور» التقت عبد النبي البهنسي، 78 عامًا، الذي قال إنه عمل داخل منزل السادات قرابة 10 أعوام، وكان شاهد عيان على العديد من المواقف التي حدثت وكان الرئيس جزءًا منها.

يصف البهنسي الرئيس السادات بالبساطه الشديدة حيث أنه في ظل ما كان يشغل منصب رئيس جمهورية مصر العربية كان يتجول في القرية بدون حراسات خاصه قائلا "السادات طلب مني في مرة أجيبله الحماره بتاعتي فأتيت بها له وقام الرئيس بركوبها وذهب بها وأنا معه إلى أول القرية ليركب سيارة ملاكي كانت قادمه لتأخذه" حيث أن الطريق كان ضيق للغايه وكان لا يسع سير سيارة به.

وأشار البهنسي إلى أن هناك موقف حدث بالفعل معه ومع الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، حيث حكى نصًا "كنت قاعد في يوم وكان الرئيس الأمريكي في زيارة رسميه للسادات هنا في البيت.. ثم قال الرئيس السادات له ياعبد النبي هاتلي "شرشرة".. فجلبتها له.. وعندما شاهدها الرئيس الأمريكي كارتر أخدها مني ووضعها في شنطته وخدها وهو ماشي".

تحدث البهنسي عن ذكريات الليالي الرمضانية، لافتًا إلى حرص السادات فى كل عام على قضاء شهر رمضان بأكمله في القرية، مؤكدأً أن الرئيس كان يحب الأجواء الرمضانية داخل القرية، خاصة "المسحراتي"، إضافة إلى تخصيص يومًا في الإسبوع ليفطر مع أهل القرية، حيث كان السادات يدعوهم عن طريق ميكروفونات المساجد التى كانت تُنادى بضرورة تلبية دعوة الرئيس على الفطار.

أما ناصر سالم، والذي يعمل مدرسًا، 56 عامًا، قال إنه شهد الكثير من المواقف للرئيس السادات، أهمها رؤيته للرئيس وهو يلعب التمارين الرياضية مرتديًا الزي الرياضي هو وابنتيه، مُضيفًا أنه فى أثناء مشاهدته للرئيس وكيف يُجرى "الحركات الرياضية"؛ فوجئ بصوت سيدة وهى تُنادى على الرئيس بصوت عال وتقول له "انا عاوزاك يا ريس"، عندها تحرك الحرس الشخصي لمنعها من الدخول، إلا أن السادات تحدث إليهم بلهجة شديدة وسمح لها بالدخول.

أضاف «سالم» كنت حريصًا على معرفة ماذا تُريد السيدة فظللت أتابعها وأنا على الطريق الموازي لهم، ومن ثم علمت أنها كانت تطلب من الرئيس أن يُساعدها حتى تزور الحرم المكي وتعدوا لزوجها بالشفاء العاجل.

ويستكمل سالم، بالفعل قام الرئيس السادات بتلبية رغبتها ليطلب منها البطاقه الشخصيه وقتها ويرسل معها شخصًا إلى "الجوازات" لتستخرج جواز سفر وتذهب لتلبية فريضة الحج على نفقته الخاصة، مُشيرًا إلى أن منزل السادات كان يُحاط بـ "سلك شائك" فقط حيث كان إذا مر شخص من أمام منزله يرى الرئيس وهو جالس وكان يتحدث مع الجميع ويسألهم عن أحوالهم.

أما خيرت الشحيمي الذي يبلغ من العمر 50 عامًا ويعمل مدرس جغرافيا بمدرسة ميت أبو الكوم الثانوية، قال إن الرئيس كان دائمًا يُصلي فى الصف الأخير بالمسجد الكبير، ليُجرى حركته الدائمة، فالسادات كان عن الانتهاء من الصلاة يترك بابًا واحدًا للمسجد "مفتوح" ليقف عنده ويُلقي السلام علقى الجميع واحدًا تلو الآخر، مُشيرًا إلى أنه كان يعرف أغلبية أهالى القرية.

وعن قصة زواجه بجيهان السادات، قال الحاج عبدالرؤوف، إن كل ما نعرفه أن السيدة جيهان كانت تُحب السادات حُبًا كبيرًا للغاية، نظرًا، لأنها تعشق الحكايات الحماسية، خاصة بعدما علمت أن السادات كان يعمل ضد الاحتلال ويُحارب الخونة، لافتًا إلى أنها كانت ترى السادات بطلًا حقيقيًا ليس له مثيل.