رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد المسيرى: الاكتئاب والقلق والتوتر تؤدى للإصابة بـ«شره الطعام العصبى».. والإناث ضعف الذكور

أحمد المسيرى
أحمد المسيرى

◄المصابون بـ«اضطرابات نهم الطعام» يشعرون بالنفور من الذات والاشمئزاز من حجم الجسم
◄ التقيؤ والإفراط فى استخدام العقارات الملينة أبرز أعراض الإصابة بـ«الشره العصبى»

قال الدكتور أحمد المسيرى، أستاذ الطب النفسى والمخ والأعصاب، إن بعض الأشخاص يعانون اضطراب نهم الطعام أو «الشره العصبى»، الذى يتسم بتكرار نوبات الأكل بشراهة، والعجز عن التحكم فى كمية الطعام، ما تصاحبه مؤشرات سلوكية، مثل العزلة واشمئزاز المرضى من حالتهم.

وقدم عضو الكلية الملكية للأطباء النفسيين، فى حواره مع «الدستور»، روشتة لكيفية التعامل مع هذه الاضطرابات، وعلاجها ومنع تفاقمها.


■ بداية.. ماذا تعنى «اضطرابات نهم الطعام»؟
- النهم أو الشره العصبى، هو أحد اضطرابات الأكل، حيث يتسم بنوبات متواترة نتيجة الإفراط فى الطعام، تسمى نوبات الأكل الشره، التى تتبعها تصرفات تعويضية معدلة، يطلق عليها التطهير أو التفريغ.
■ ما العلامات البارزة لهذا المرض؟
- العلامات الأساسية لهذا الاضطراب، هى حدوث نوبات متكررة من الأكل بشراهة، فضلًا عن المؤشرات السلوكية التعويضية غير الملائمة للحالة، مثل التقيؤ المتعمد، والإفراط فى استخدام العقارات الملينة، أو الصوم، مع الإفراط فى ممارسة الرياضة، كل هذه السلوكيات تشير إلى الإصابة بمرض «الشره العصبى».
■ ماذا عن أعراضه؟
- عادة ما يشعر المصاب بعدم القدرة على التحكم فى الأكل خلال النوبة، ومن مؤشرات العجز، تناول الطعام بسرعة شديدة، والأكل حتى الشعور بالامتلاء إلى حد التعب، رغم عدم الشعور بالجوع، إضافة إلى أن الشخص المصاب لا يأكل إلا بمفرده، لشعوره بالحرج من كمية الطعام التى يتناولها، كما يشعر بالاشمئزاز أو الذنب أو الاكتئاب بعد الإفراط فى الأكل.
■ ما أسبابه؟
- قد تختلف الأسباب من شخص لآخر، فالبعض يأكل بشراهة بسبب الحالات المزاجية السيئة، مثل الاكتئاب والقلق، والبعض الآخر لا يستطيع تحديد أسباب معينة، ولكنه قد يصف شعورًا غير محدد بالتوتر، الذى يخفف الأكل الشره من حدته، ويصف بعض الأشخاص شعورًا بانفصام الشخصية تجاه نوبات الشراهة، مثل الشعور بفقدان القدرة على الإحساس أو تشتت الانتباه.
■ هل يستطيع مرضى الشره العصبى التحكم فى الوزن؟
- الكثير من الأشخاص يأكلون على مدار اليوم، دون مواعيد محددة للوجبات، وغالبًا ما يتردد هؤلاء على العيادات الطبية وتكون لديهم درجات متفاوتة من السمنة، ومعظمهم لديهم تاريخ طويل من المحاولات المتكررة لاتباع نظام غذائى، ويشعرون باليأس وصعوبة التحكم فى كمية الطعام الذى يتناولونه.
لكن يستمر بعض الأشخاص فى بذل المحاولات، للحد من المقدار الذى يحصل عليه من السعرات الحرارية، بينما يقلع آخرون عن محاولة اتباع نظام غذائى بسبب الإخفاقات المتكررة.
وتشير العيادات الخاصة بالتحكم فى الوزن، إلى أن متوسط الأشخاص الذين يتبعون هذا النمط من الأكل، هم الأكثر بدانة، ولديهم تاريخ من تقلبات الوزن الملحوظة عن غيرهم الذين لا يتبعون هذا النمط.
■ هل تسبب تلك الاضطرابات أمراضًا نفسية للمريض؟
- قد يشعر المرء المصاب بالشره العصبى، بالانزعاج النفسى، إذ يحمل مشاعر غير طيبة لنفسه خلال نوبات الشراهة وبعدها، فضلًا عن التأثير طويل المدى لنوبات الشراهة المتكررة على شكل ووزن الجسم.
وبعض المصابين يلاحظون أن الأكل والوزن، يؤثران سلبًا على علاقاتهم بالآخرين، وعلى الأداء العملى، والشعور بالرضا تجاه أنفسهم، بل يشعرون بالنفور من الذات والاشمئزاز من حجم وشكل الجسم، وما يترتب عليه الشعور بالقلق، ثم الاكتئاب وما يتبعه من مشاكل بدنية، وحساسية زائدة تجاه العلاقات الشخصية، مقارنةً بالأشخاص أصحاب الوزن المماثل الذين لا يتبعون هذا النمط من الأكل.
وقد تستمر الإصابة باضطراب الاكتئاب لفترة طويلة من العمر، وكذلك الاضطرابات الناجمة عن إدمان المواد الكيميائية واضطرابات الشخصية.
■ ماذا عن نسبة انتشار الإصابة؟
- تتفاوت نسبة انتشار الإصابة بالمرض، من ١٥٪ تقريبًا إلى ٥٠٪ «بمتوسط ٣٠٪»، من واقع العينات المأخوذة من برامج التحكم فى الوزن، وتتبع الإناث هذا النمط من الأكل بمعدل يبلغ ضعف ما يتبعه الذكور، بمقدار مرة ونصف تقريبًا.
وفى عينات من المجتمع من غير المرضى، تم تقدير معدل انتشار الإصابة بنسبة تتراوح بين ٤٪ و٧٪، وعادة ما يبدأ نمط الأكل بشراهة فى مرحلة المراهقة المتأخرة، أو فى أوائل العشرينات من العمر، وغالبًا ما يحدث فقدان الوزن إلى حد كبير فور اتباع نظام غذائى صحى، وبين الأشخاص الذين لجأوا إلى العلاج، تبين أن إصابتهم كانت مزمنة.