رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

روايات الجيب.. من رجل المستحيل إلى حارس جهنم

الدكتور شريف صبري
الدكتور شريف صبري

انتهت سلسلة ما وراء الطبيعة التي كان يكتبها الراحل أحمد خالد توفيق، وقل إنتاج الدكتور نبيل فاروق، وانصرف إلى الكتابة عن الجاسوسية بعيدًا عن روايات الجيب، وقلّ المنتج من روايات الجيب التي كان يحرص الشباب على متابعتها حتى أنها لا تكاد توجد.



من هنا فكّر الدكتور شريف صبري في إعادة إحياء وبعث كتب الجيب من خلال مشروع ىخر بالاتفاق مع دار سما للنشر والتوزيع، يقول صبري:"بدأت التفكير في إعادة الحياة لمشروع روايات الجيب في مصر منذ عام تقريبًا في نهاية 2017 بالتحديد، ولم يكن هناك من هو أقدر على مشاركتي هذا الطموح من دار سما مُمثلة فمي الصديق حمد عبد المنعم، وفي تلك اللحظة وُلدت شخصية "أمير الوكيل" المحقق ذو المهارات الخاصة الذي يتولى العمل على القضايا البوليسية الأكثر تعقيدًا، ومعه وُلدت سلسلة "حارس جهنم" وفي أقل من عام تقريبًا أصبحت هذه السلسلة هي الأشهر في مصر والوطن العربي بأكمله.
يعلم صبري تماما ان فاروق وتوفيق لهما فضل كبير في إنتاج جيل يقرأ، وهو الذي ترب على كتابتهم ايضا مثل العديد من شباب مصر، يقول صبري:" عند الحديث عن روايات الجيب لا يُمكن بأي حال من الأحوال تجاهل أو إنكار دور نبيل فاروق، وخالد توفيق فمعهم نشأ جيل كامل يرى في "أدهم صبري" القدوة والبطل والمنقذ، وإن كان الفرق بين "أمير الوكيل" في سلسلة "حارس جهنم" وبين "أدهم صبري" في مجموعة "رجل المستحيل" تكمن أولًا في طبيعة عمل كل واحد منهما، فالأول ضابط شرطة ينصب كامل همه على حل الجرائم المعقدة بخلاف الثاني الذي كان يُمثل المخابرات العامة وبطولة رجالها، ويُمكن أيضًا أن يلمس القارئ بسهولة حجم الشبه بين أحداث سلسلة "حارس جهنم" وبين روايات "أجاثا كريستي" التي تعتمد على الغموض التام وعدم الكشف عن شخصية المُجرم إلا في الصفحة الأخيرة مما يصل بالقارئ إلى قمة الإثارة والتشويق، ويجعله غير قادر على ترك القراءة حتى يُنهي كل الرواية.
بعد تأصيل الفكرة والنظر إليها م كل جوانبها، كان لابد أن يكون هناك داعما لها وإلا ظلت فكرة ربما تموت في عقل صاحبها، ومن هنا كان دور دار سما للنشر والتوزيع التي دعمت صبري ونشرت له ما يقارب من 12 عمل تواليا، يقول صبري:" تعاوني مع دار سما في روايات الجيب لم يتوقف فقط عند خلق وابتكار شخصية "أمير الوكيل"، فبعد النجاح الكبير لسلسلة "حارس جهنم" وإقبال الجمهور عليها طوال عام 2017، قررنا طرح سلسلة شهرية جديدة في هذا العام وسيتم تدشينها مع اليوم الأول لمعرض القاهرة للكتاب وهي سلسلة رعب اسمها "عالم الفزع".
لكن ما الجديد الذي يمكن أن يقدمه صبري في سلسلته، يقول صبري:" الجديد في هذه السلسلة هو بعدها التام عن الخُرافات والخيالات والطريقة القديمة لمحولة بث الخوف في قلب القارئ بأساليب مقززة ورخيصة، فسلسلة "عالم الفزع" بُنيت على أحداث حقيقية شهدها العالم وتم توثيق وقائعها بواسطة صحفيين وعلماء وحتى رجال دين مما سيمنحها المصداقية التامة ويُضيف إلى القارئ معلوماتٍ بكل تأكيد يعرفها للمرة الأولى في حياته، وبالطبع قمت بتغليف تلك الأحداث المرعبة والغريبة في إطار روائي مشوق وخفيف.
لكن طموح صبري لم يتوقف عند هذا الحد وانما كان لردود الفعل حافزا كبيرا لان يفكر في تقديم سلاسل أخرى، يقول صبري:" وبعد "حارس جهنم" و"عالم الفزع" سيكون في الطريق قريبًا إن شاء الله سلسلة أخرى اسمها "القتلة المتسلسلين" تحكي في كل عدد قصة حياة أحد أشهر السافحين في تاريخ البشرية، وكيف انتهى به الأمر إلى حبل المشنقة أو المقصلة أو الكرسي الكهربائي وتعرج إلى قصصهم مع ضحاياهم وطُرق ارتكابهم لجرائمهم البشعة التي هزت العالم في حينها وملأته بالخوف والرعب.
تمثل فكرة الكتابة في سلسلة بطلها واحد واتجاهها واحد صعوبات كثيرة، خاصة وان السياق يحتم الكتابة على نفس المنوال وبطريقة مغايرة، ومنا هنا تأتي الموهبة التي تكفل تواجدا لا يتغير من عدد وإلى عدد آخر، يقول صبري:"الكتابة الورقية في حد ذاتها أصبحت تحديًا وسط الكثير من الظروف الصعبة التي تُعيق انتشارها بعكس ما كانت عليه في السابق بعد لجوء جيل بأكمله إلى القراءة عبر الحواسيب المحمولة والهواتف الذكية، وبالنسبة إلى روايات الجيب فأنا أعتبرها تحديًا أصعب بكثير لأنها تُجبر المؤلف على فعل المستحيل كي يأتي في كل عدد بفكرة جديدة وأحداث أكثر تشويقًا وخلق شخصيات متناقضة كل هذا مع الحفاظ التام على وحدة الاسلوب وبقاء النسق العام للبطل بطريقة تجعل القارئ يتعاطف معه ويقع في حبه بل ويرى نفسه يتشارك معه في كل شاردة وواردة.
ولأن لكل مشروع هدف فبالتأكيد هناك هدف وراء كل هذا التعب والقلق يقول صبري:" هدفي الأول من إعادة طرح فكرة روايات الجيب هو محاولة خلق جيل جديد تجمعه فكرة واحدة ويربطه أمل واحد ويُصبح لديه شعور جميل بالكثير من القيم التي أخشى أن نكون قد فقدناها مع زحمة الحياة.