رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"ميكي ماوس".. صاحب أول مهرجان للسينما وإسرائيل حاولت مغازلته بمليون جنيه

عبدالله أحمد عبدالله
عبدالله أحمد عبدالله

"عبدالله أحمد عبدالله" أو "ميكي ماوس".. هو كاتب وصحفي وزجّال، كان من ألمع كتاب الفكاهة في مصر طوال خمسين عامًا، دخل الصحافة وعمره 17 عامًا، وكان ذلك عام 1936 من باب صفحة الفن.

وُلد عبدالله أحمد عبدالله عام 1919 بحي باب الشعرية بالقاهرة، وتوفي عام 1998، وكان من بين الأعضاء الذين لهم دور بارز في جماعة "الاقتصاد القومي" والتي قدمت مشروع "جمعية القرش"، وانتهت بتشكيل حزب "مصر الفتاة" وجمعية "عيد الوطن الاقتصادي" ورابطة "الإصلاح الاجتماعي"، واستطاع أن يؤدى دورا آخر بعيدًا عن الكتابة الفكاهية فقد أطلق الشرارة الأولى عام 1936 في مجلة "العروسة" والفن السينمائي بضرورة الترجمة العربية للأفلام الأجنبية، والدفاع عن السينما المصرية التي لم يكن يزيد عمرها في ذلك الوقت عن 9 سنوات حيث بدأت صناعة السينما في مصر عام 1927.

ـ رأى كاريكاتير لميكي ماوس فقرر أن يكتب باسم ميكي ماوس
قال المخرج الإذاعي إسماعيل عبد الفتاح زوج عايدة ابنة عبدالله أحمد عبدالله، إنه كتب باسم ميكي ماوس لأن التقاليد في الصحافة المصرية في ذلك الوقت كانت تمنع ان ينشر أي صحفي موضوعان في صفحة واحدة، فرأى تصميما للشخصية الكارتونية ميكي ماوس فقلب الأمر في دماغه ووقع بميكي ماوس ومن هنا اشتهر بهذا الاسم بعد ذلك.

وعن المواقف في حياة المؤرخ الفني الكبير عبدالله أحمد عبدالله قال عبد الفتاح: "هو أول من كتب أوبريت للتلفزيون وكان بعنوان "عويس ومسعدة"، ومن جيل الرواد في الدراما الإذاعية، وعمل بالصحافة منذ ان كان 16 عاما، وله العديد من الأشعار والاغاني التي تغنى بها كبار المطربين.

عبدالله احمد عبدالله اختار سكنا له في كوبري القبة بجوار استوديو جلال لعشقه للسينما، وكان الفنانين إسماعيل يس وفريد شوقي وبرلنتي عبد الحميد وحسن فايق وغيرهم ينتهون من التصوير ويصعدون إلى شقته للجلوس معه والضحك.

ـ كيف أصبح مؤرخا سينمائيا
أما حكاية كيف أنه أصبح مؤرخا سينمائيا فلها حكاية عجيبة، وهي أنه كان يملك ذاكرة حديدية، وحدث أنه في السبعينات كان يعرض برنامج اليوم المفتوح كل أحد وجمعة، وكان في هذا اليوم يعرض فيلم أبيض وأسود، وقتها كان عبدالله أحمد عبدالله يجلس مع رئيسة التلفزيون سامية صادق، فدخل مخرج ليمضي ورقة منها وقال لها سنعرض اليوم فيلم كذا، فتكلم عبدالله أحمد عبدالله وحكى لها قصة الفيلم والجوائز التي نالها وحكايات أخرى، فطلبت منه أن يخرج في فترة ليتحدث عن الفيلم، وقد كان، ومن يومها أصبح عبدالله أحمد عبدالله لديه باب ثابت في العديد من الجرائد والبرامج التلفزيونية ليتحدث عن الأفلام وملابساتها وحكاياتها، فظهر "أنت تسال وميكي ماوس يجيب" وغيرها.

ـ أول من دعا لمهرجان للسينما
كان ميكي ماوس هو السبب في أول مهرجان سينمائي في مصر، وكان يركب العجلة ليوزع الدعوات على الحضور حتى ينجح المهرجان.

وحدث أن جماعة الاقتصاد القومي دعت من خلال زجل عبدالله أحمد عبدالله إلى عقد أول مؤتمر للسينما المصرية والذي عقد بالفعل بحديقة الأزبكية، ولمدة 3 أيام برعاية طلعت حرب باشا ورئاسة عبد الرحمن رضا باشا وكيل وزارة العدل "الحقانية".

وافتتحت المؤتمر رائدة السينما المصرية، الفنانة عزيزة أمير، ونجح المؤتمر، ومن خلال تنفيذ توصياته أعيد افتتاح معهد التمثيل والذي افتتح عام 1931 وأغلق في نفس العام ومنها الحماية الجمركية لمعدات استديوهات السينما وزيادة دور العرض وشبكة توزيع الأفلام في الخارج والتعاون السينمائي العربي وتعديل لوائح قانون الرقابة والترجمة العربية على نفس الشريط الأجنبي، والجوائز والمهرجانات والمكتبة السينمائية ونشر الثقافة السينمائية.. ونفذت كل هذه التوصيات باستثناء واحدة لم تنفذ حتى الآن وهي إنشاء مصنع للفيلم الخام في مصر.

ـ إسرائيل حاولت مغازلته بمليون جنيه
وعن ذكريات عبد الفتاح مع عبدالله أحمد عبدالله، قال إنه في مرة حكى له عبدالله عن أن إسرائيل أحبت أن تجسد مشروعا عن تاريخ السينما، وأرسلت مندوبا يهوديا لها كان يعيش في مصر قبل ذلك وطلبت منه أن يكلم عبدالله أحمد في تسجيل تاريخ السينما بصوته مقابل مليون جنيه مصري، وأذهل عبدالله بالمبلغ الكبير، وكان الورق ينقص توقيعه فقط، لكن عبدالله ذهب إلى الجهات الأمنية وشرح لهم الأمر، فلم يرد أحد عليه، وانتظر كثيرا رد الجهات الأمنية لكنهم لم يجيبوه، وحين جاءه الرجل مرة أخرى رفض عبدالله أحمد عبدالله تسجيل تاريخ السينما المصرية لإسرائيل ولم يقبل بالأمر.