رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مكتبة الإسكندرية ترصد العلاقات بين الجريمة والإرهاب في "مراصد"

مكتبة الإسكندرية
مكتبة الإسكندرية

أصدر مركز الدراسات الاستراتيجية بمكتبة الإسكندرية العدد 48 من سلسلة "مراصد" تحت عنوان "تاريخ إجرامي ومستقبل إرهابي: الجهاديون الأوروبيون والرابطة الإرهابية الإجرامية الجديدة".

يعد هذا العدد تقريرًا صدرت نسخته الأصلية عن مركز دراسات الراديكالية والعنف بكينجز كولدج بلندن، أعده الباحثون بيتر نيومان وراجان بصرة وكلوديا برونر، ونقله إلى العربية محمد العربي.

ويلقي التقرير الضوء على الظواهر الجديدة التـي تربط الإرهاب بالجريمة من خلال دراسة حالة عدد من الإرهابيين الأوروبيين ذوي السجلات الإجرامية، ويستند التقرير في رصده لتلك الظواهر على عدد من الإحصاءات الرسمية.

وليس الهدف من هذا التقرير التعبير عن هذه الروابط كميًّا، لكن وصف طبيعتها وآلياتها وفهم ما تعنيه بالنسبة للتهديد الإرهابي والطرق التـي ينبغي مواجهتها بها. فكيف تيسر النزعة الإجرامية التحول إلى الراديكالية وعمليات التجنيد؟ وما الدور الذي تلعبه السجون؟ وهل يمتلك المجرمون مهارات تجعلهم أكثر كفاءة كإرهابيين؟ وكيف يؤثر التلاقي بين الجريمة والإرهاب على تمويل الهجمات الإرهابية؟.

ويقول معدو الدراسة إن ما توصلت إليه من استنتاجات يتسم بالوضوح، فالتلاقي بين الأوساط الإرهابية والإجرامية -الرابطة الإجرامية الإرهابية- الجديدة أمر حقيقي، وله دلالات عميقة على الطريقة التـي يعمل بها الجهاديون في أوروبا. فللمرة الأولى، يوجد تماثل كامل بين تنظيمات مثل الدولة الإسلامية، رغم اسمها، عندما أسقطت أي تظاهر بالانخراط في الخطاب العقدي الجاد، وبين الأشخاص المنجذبين للرسالة المعادية للثقافة جوهريًّا عن الخلاص من خلال العنف والقوة والبأس.

ويضيف أنه بدلًا من الجامعات وأوساط الطلبة الدينيين، تأخذ الدولة الإسلامية بازدياد في البحث عن المجندين في "الغيتوهات" الأوروبية والسجون وكذلك بين الأوروبيين في الشرائح المتدنية وبين هؤلاء الذين كانوا منخرطين سابقًا في العنف والأعمال غير المشروعة. نتيجة هذا، أصبحت مواجهة الإرهاب أكثر من أي وقت مضـى قضية اجتماعية تتزامن مع وجود "الغيتوهات" والطبقات الإسلامية المتدنية في المدن الأوروبية الكبيرة. كما ينبغي توجيه مزيد من الاهتمام إلى السجون ومواجهة "المخدرات" والجريمة المنظمة، كما أن مناطق العزلة الدولية، مثل الفصل بين مكافحة الجريمة والأعراف ومكافحة الإرهاب في حاجة إلى تحليل. ومع تداخل الأوساط الإجرامية والإرهابية، أصبحت الحرب ضد الجريمة مسألة أمن قومي.