رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"واشنطن بوست": مظاهرات أوروبا تلقي بظلال قاتمة

جريدة الدستور

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، أن المظاهرات الحاشدة التي هزت عاصمتين أوروبيتين يوم الأحد الماضي، تروي قصة جديدة عن أوروبا، وتكشف عن منحنى توضيحي بدأ بغضب شعبي ومشاعر معادية للمهاجرين.

واستهلت الصحيفة تقريرها من "بروكسل"، حيث عارض ما يقرب من خمسة آلاف متظاهر "يميني" قرار الحكومة بشأن التوقيع على اتفاق هجرة بوساطة أممية، حيث جرت أعمال عنف، فقد استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين الذين قاموا بإلقاء الحجارة على قوات الشرطة، بما في ذلك مجموعة حاولت اقتحام مكاتب المفوضية الأوروبية، وتم القبض على ما يقرب من مائة شخص.

وانتقلت الصحيفة، في تقريرها، إلى المشهد في "بودابست"، حيث تحدى ما يقرب من 15 ألف شخص أجواء البرد القارس، احتجاجًا على القوانين الجديدة التي سنتها الحكومة "غير الليبرالية " لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وكان من بينها إنشاء محكمة "موازية " تتمتع بالسيطرة التنفيذية بشكل فعال فوق السلطة القضائية، بينما القانون الآخر حول مشروع قانون يسمح لأرباب العمل بمطالبة موظفيهم بالعمل لما يصل إلى 400 ساعة إضافية كل عام لتعزيز الإنتاج، وهو ما وصفه المعارضون بـ"قانون العبيد".

واعتبرت "واشنطن بوست" أن هذه الاحتجاجات تكشف، في أحد جوانبها، عن الغضب القومي الذي من شأنه أن يؤثر كثيرا على السياسة الأوروبية، ومن ناحية أخرى يكشف عن حالة التذمر الجماعي إزاء حكومة "قومية".

وأضافت أن الاضطرابات في بلجيكا بدأت بعد أن توجه رئيس الوزراء تشارلز ميشيل، الذي قاد ائتلافا حكوميا من يمين الوسط، إلى مدينة "مراكش" المغربية للتوقيع على ميثاق الأمم المتحدة للهجرة، إلى جانب أكثر من 150 دولة أخرى.

وتهدف الوثيقة إلى تشجيع المزيد من التعاون الدولي بشأن الهجرة، وتحدد 23 هدفًا منظمًا، حتى يتمكن العالم من إدارة تدفق عشرات الملايين من المهاجرين بشكل أفضل.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن هذه الوثيقة ليست معاهدة رسمية، وهي غير ملزمة على الإطلاق، كما أن الأمم المتحدة ليست على وشك فرض سياسات الهجرة على البلدان في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك، تكشف الاحتجاجات عن الطريقة التي تحاول بها الأحزاب المعادية للمهاجرين في أوروبا- ناهيك عن البيت الأبيض- وضع سياسات صارمة ضد الهجرة، حيث أشارت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في وقت سابق من العام الجاري، إلى أنه ليس لديها مصلحة في الانضمام إلى ميثاق الهجرة، فيما أعلنت عدد من الحكومات الأوروبية الأخرى- بما في ذلك المجر والتحالف الشعبوي في إيطاليا- اتباعها نفس النهج.

ورأت أنه إذا كانت المشاهد في "بروكسل" تظهر حجم وقوة الشعور المعادي للمهاجرين في أركان أوروبا، فإن ما يحدث في "بودابست" سيعزز الشعور بأن معظم الأوروبيين يواجهون مشاكل أكثر إلحاحًا في أذهانهم.