رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى حب المسيح.. «نيوزويك»: مؤمنون وملحدون يشتركون فى الاحتفال بـ«أعياد الميلاد»

جريدة الدستور

اعتبرت مجلة «نيوزويك»، الأمريكية، احتفالات ميلاد المسيح الأعياد الوحيدة حول العالم التى يشترك فيها المسيحيون والمسلمون، وغيرهم من الديانات المختلفة، إلى جانب الملحدين.

وذكرت المجلة أن مشاركة جميع الطوائف والملل فى الاحتفالات حال دون وضع مواعيد ثابتة يتفق حولها الجميع، إذ تتراوح بين آخر أسبوع فى ديسمبر، إلى أول أسبوع فى يناير، لكن الشىء الوحيد الذى يتفق حوله المحتفلون هو أنها ذكرى لها سحر خاص فى القلوب، وتقرب الناس من بعضهم البعض.

قالت صحيفة «الجارديان»، البريطانية، إنه وفقًا لقصة الميلاد التى وردت فى الكتب المقدسة، زار الملاك «جبريل» مريم العذراء، وبشرها بأنها ستلد طفلًا ستسميه عيسى، فيما سافرت مريم رفقة يوسف النجار، من الناصرة إلى بيت لحم فى فلسطين، وبدأت رحلة تخللها ميلاد المسيح.
وأضافت: «الكتاب المقدس لم يحدد تاريخ ولادة عيسى، ولذلك رجح البعض أنه فى الربيع، بسبب ولادته خلال موسم ازدهار الحقول ورعى الأغنام فيها بكثافة».
وتابعت: «اختار البابا يوليوس الأول، خلال القرن الرابع الميلادى، ٢٥ ديسمبر موعدًا للاحتفال بعيد الميلاد، ولكن استغرق الأمر بعض الوقت للالتزام به، لدرجة أن الاحتفالات بعيد الميلاد لم تبدأ فى إنجلترا حتى نهاية القرن السادس، ولم تصل إلى شمال أوروبا حتى نهاية القرن الثامن، ولم يصبح عيد الميلاد عطلة رسمية فى الولايات المتحدة حتى ١٨٧٠».
وأشارت إلى أن ٢٥ ديسمبر، اليوم الذى تحتفل فيه الكنائس الرومانية الكاثوليكية والبروتستانتية بعيد الميلاد، فى حين يسير العديد من المسيحيين الأرثوذكس وفقًا للتقويم الجوليانى، الذى يتأخر ١٣ يومًا عن الميلادى الدولى، مضيفة: «يحتفل المسيحيون الأرثوذكس فى مصر وروسيا وأوكرانيا وصربيا وروسيا البيضاء وإثيوبيا وجورجيا وكازاخستان ومقدونيا ومولدوفا والجبل الأسود بالعيد فى ٧ يناير».
وأضافت الصحيفة أن الأمير بالعائلة الملكية البريطانية «ألبرت» جلب أول شجرة عيد ميلاد من ألمانيا العائلة عام ١٨٣٤، منوهة إلى بيع نحو ٧ ملايين شجرة فى المملكة المتحدة كل عام، ونحو ٣٠ مليونًا فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وكشفت عن أن الإنفاق على هدايا عيد الميلاد بلغ ذروته فى عام ٢٠١٤، بمتوسط ٦٠٤ جنيهات إسترلينية للأسرة الواحدة، فيما يزداد إنفاق الأسر النموذجية شهريًا على الغذاء بنسبة ٢٠٪ خلال ديسمبر، وتزداد مشتريات الكحول بنسبة ٣٠٪، موضحة: «فى العام الماضى، تم بيع نحو مليار من بطاقات عيد الميلاد فى المملكة المتحدة».
وأردفت: «واحد من كل ٦ أشخاص يستغرق عامًا كاملًا لتسديد تكاليف عيد الميلاد، ومن ثم يبدأ الضغط على الإنفاق بالتراكم مرة أخرى، من منتصف أكتوبر تقريبًا». ونوهت الصحيفة إلى أن الكنائس فى عيد الميلاد تكون فى أوج ازدهارها وزينتها، متابعة: «يحضر الملايين من الناس إلى الكنائس للخدمة خلال الأعياد، منهم أشخاص غير مؤمنين أصلًا، ويقفون خلال القداسات ممسكين بالشموع».
وأضافت: «تظهر إحصائيات الزوار بكنائس إنجلترا أن ٢.٦٨ مليون شخص حضروا احتفالات عيد الميلاد فى الكنيسة الإنجليكانية العام الماضى، حيث كان الرقم الأعلى منذ ١٠ أعوام، بنحو ٥٪ من سكان إنجلترا».
وتابعت: «أظهر المسح أنه بالنسبة لغير المسيحيين والملحدين، فإن ٦ من كل ١٠ أشخاص، يزورون الكنيسة خلال أعياد الميلاد، بواقع ٥٢٪ من الزوار».
وأشارت إلى أن المسح أظهر وجود ٨٪ فقط من الزوار، من المتعاطفين مع أصحاب الديانة المسيحية، مضيفة: «أعداد كبيرة من المسلمين تشارك فى الاحتفالات، من داخل المساجد، حيث يستمعون إلى الخطب التى تتحدث عن المسيح وميلاده وعن فضائله».
وقالت إن المسيحيين أيضًا يحتفلون بعيد الفطر، الذى يوافق نهاية شهر رمضان المبارك، ويقضون إجازات خلال تلك الفترة، ويتبادلون الهدايا، فى حين يتزامن وقت عيد الميلاد وعيد الفطر عام ٢٠٣٣، بحسب التقاويم.
وكشفت «نيوزويك» عن ظاهرة هروب المسيحيين الإنجيليين من الاحتفال بعيد الميلاد داخل الكنيسة الإنجيلية بالولايات المتحدة. وذكر «أليكس كامير»، ٢٩ عامًا: «تركت الكنيسة عندما اعتبرت أن إدمان والدتى الكحوليات، وطلاق والدى بعد ذلك خطيئة».

وقال «ديسوتيل»، ضابط مشاة فى الجيش الأمريكى، شارك فى الحرب على العراق: «كنت فى أرض النبى إبراهيم فى العراق وسوريا، وفى هذه اللحظة الروحية الغريبة، أدركت أن إبراهيم ونسله عاشوا فى هذه الأرض قبل أن تكون أمريكا دولة، ومع ذلك نحارب على تلك الأرض، ومن هنا قررت ترك الكنيسة».

وأوضحت المجلة أن الشباب ساخطون على الكنيسة الإنجيلية بسبب الأحداث العالمية والحروب والعنف، فيما أظهر استطلاع «أطلس القيم» الأمريكى السنوى، أن ٤٠٪ من الأشخاص تحت سن الثلاثين، يعترفون بعدم الانتماء الدينى.