رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حلمى النمنم


لم أتعود الكتابة عن الوزراء، صحيح أننى تناولت وزراء الداخلية فى كتابى «الأمن من المنصة للميدان»، تحدثت فيه عن الأمن فى عصر مبارك، ولكن لم أتحدث عن وزراء الثقافة إلا فى حدود ممارسة العمل الثقافى ككاتب روائى وسياسى، ومن خلال اتصالى بأنشطة وزارة الثقافة كواحد من المتعاملين مع إنتاجها الثقافى كقارئ لكتبها ومستفيد من مؤتمراتها التى تعقدها لأدباء الأقاليم، وهى واحدة من عطايا لمجاملة كُتّاب الأقاليم.

تلك الوزارة تولاها كل الأطياف السياسية التى تتصارع على الحكم الآن، من ليبراليين إلى ثوار إلى إخوان مسلمين إلى معتدلين. ويمكننى أن أحسب حلمى النمنم فى قائمة المعتدلين. ترتيبه الثامن فى عداد من تولوا وزارة الثقافة بعد ثورة يناير ٢٠١١.
ولا أعرف إن كنت سأتحدث عنه ككاتب، أو صحفى، أم كموظف، أو وزير، وهى أربعة أشياء مارسها حلمى النمنم، نجح ككاتب ثم كصحفى، وكان موظفًا مثاليًا، ثم وزيرًا مثاليًا أيضًا.
حلمى النمنم الكاتب، أصدر مجموعة من الكتب الفكرية والتاريخية التى تلقى الضوء على جانب من الجوانب الفكرية والفلسفية، ومنها: «حسن البنا الذى لا يعرفه أحد»، مكتبة مدبولى ٢٠١١، «سيد قطب وثورة يوليو»، مكتبة مدبولى ٢٠١٠. «الأزهر.. الشيخ والمشيخة»، الهيئة المصرية العامة للكتاب ٢٠١٢. «سيد قطب.. سيرة التحولات»، دار الكرمة للنشر ٢٠١٤. «وليمة للإرهاب الدينى»، دار الحرية ٢٠٠٠، «رسائل الشيخ على يوسف وصفية السادات»، دار ميريت ٢٠٠٢. «طه حسين والصهيونية». «التاريخ المجهول: المفكرون العرب والصهيونية وفلسطين»، دار رؤية ٢٠١٢. «الحسبة وحرية التعبير»، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ٢٠١٢. «جذور الإرهاب: سليم الأول فى مصر». كما قام بتقديم كتاب «روفائيل» لألفونس دى لامارتين، للمركز القومى للترجمة عام ٢٠٠٧. والكونتة داش: «الباريسية الحسناء»، ترجمة أديب بك إسحق.
والغريب أن حلمى النمنم الكاتب، لم ترشحه أى جهة ثقافية، أو أى جامعة لأى جائزة من جوائز الدولة سواء فى العلوم الاجتماعية أو الآداب.
أما حلمى النمنم الصحفى، فهو مدير تحرير مجلة المصور الصادرة عن دار الهلال، وكان مسئولًا عن النشر فى المجلس الأعلى للثقافة، ورئيس تحرير مجلة المحيط بوزارة الثقافة، ثم رئيس مجلس إدارة دار الهلال، كما نشر تحقيقات فى مجلة المصور عن اغتيال الكاتب المصرى فرج فودة فى ١٩٩٢ على أيدى متشددين إسلاميين، ومحاولة اغتيال الروائى المصرى نجيب محفوظ فى ١٩٩٤ لاتهامه بالإساءة إلى الإسلام فى روايته «أولاد حارتنا»، التى ظلت محظورة، بعد نشرها مسلسلة فى صحيفة الأهرام فى ١٩٥٩، بحجة أنها تسىء إلى الأنبياء. كذلك قضية الشاعرين حلمى سالم وأحمد عبدالمعطى حجازى، على خلفية نشر قصيدة شرفة ليلة مراد فى مجلة إبداع التى تصدر عن الهيئة العامة للكتاب. التى رأى فيها بعض الشيوخ خروجًا عن الدين ومساسًا بالذات الإلهية. كما أعد تحقيقًا عن قضية نصر حامد أبوزيد، كما نشر تحقيقات عقلانية فيما فعله اتحاد الكُتّاب من فصل على سالم من عضويته بسبب التطبيع.