رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوحدة الصحية فى المنيب بلا خدمات وتسكنها القطط

صورة من الحدث
صورة من الحدث

سيدة فى بداية عقدها الثالث، ترتدى عباية سوداء، ممسكه بأيدى أطفالها الذين تراوحت أعمارهم بين الثامنة والعاشرة، شاردة الذهن، كأنها تفكر فى حلً لأمر يشغل بالها.

تقطن المرأة الشابة فى شارع جمال عبدالناصر، بمنطقة المنيب، فى الجيزة، أنجبت طفلان هما محمد، سارة، أصيبا بحساسية شديدة على الصدر، بسبب تعرضهما لموجة من الأتربة، وأيضا الطقس السيىء التي ضربت البلاد خلال الفترة الماضية.

لجأت الأم إلى مركز الرعاية الصحية الأولية في المنيب، التابعة للإدارة الصحية لحي جنوب الجيزة، أملًا منها فى أن تجد العلاج، بأقل التكاليف.

بوابة حديدية صغيرة، عليها لافته تحمل أسم الوحدة، بعدها فناء كبير ينتهى بمبني ضخم، من المفترض أن يضم عددا من الخدمات، الوقائية والعلاجية.

اعتاد أهالى المنيب، اللجوء لهذة الوحدة، لتوقيع الكشف الطبي، وصرف العلاج، إلا أنهم خلال الفترة الحالية، اشتكوا من تردى الخدمات.

وتحول المبني إلى مأوى لعدد من المتسولين،الذين شغلوا ساحات إنتظار الدور في الكشف، لأخذ قسط من الراحة وقت الظهيرة، أما الفناء احتله الأطفال من أبناء بعض العاملات في الوحدة للعب، حتى تنتهي ساعات العمل الرسمية.

وتسكن القطط الأدوار العليا بالمبني، تتجول فى الطرقات، أما الأمر الغريب كان موقف الممرضات وعاملات النظافة في الوحدة،اللاتى يتعاملن مع القطة وكأنها جزء من المكان، فلا تجد من يحاول طردها، أو إخراجها من المبنى.

وفي غرفة صغيرة، مخصصة للممرضات، كاستراحته لهن خلال يوم العمل، يتكرر مشهد غريب يوميا،حيث يفترشن الأرض لتناول الطعام، ويشربن الشاي، تاركات المرضي ينتظرون السماح لهم بالدخول.

وعلى بعد خطوات من هذه الغرفة، قرر أحد المرضي ينتظر دوره إشغال سيجارة بعد أن تملكه الغضب بسبب تجاهل الممرضة له عند سؤاله لها عن تواجد الطبيب داخل غرفة الكشف.