رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"هنا فيينا".. ماذا يفعل السيسى فى النمسا؟

الرئيس عبدالفتاح
الرئيس عبدالفتاح السيسى

توجه الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى العاصمة النمساوية فيينا، فى زيارة تستمر ٤ أيام، لبحث تعزيز الشراكة بين الاتحاد الأوروبى والقارة الإفريقية، مع اقتراب رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى، وإطلاق منطقة التجارة الحرة للتكتلات الإفريقية الثلاثة: الكوميسا وسادك وإياك، ورئاسة النمسا للاتحاد الأوروبى، وحرصها على العمل بشكل وثيق مع مصر لمواجهة التحديات المشتركة.

وسيجرى الرئيس خلال الزيارة مباحثات مهمة مع مستشار النمسا، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
وبدا حرص الجانبين المصرى والنمساوى على تعزيز العلاقات الثنائية جليًا فى تأكيد كبار المسئولين بالبلدين على أهمية تدعيم التعاون فى جميع المجالات، خاصة السياسية والاقتصادية، وتبادل الزيارات بين مسئولى البلدين، ومن بينها زيارة مستشار النمسا إلى القاهرة برفقة دونالد توسك، رئيس المجلس الأوروبى، فى ٢٣ سبتمبر الماضى، ومباحثاته مع الرئيس التى ركزت على قضايا التنسيق العربى الأوروبى لمواجهة التحديات الإقليمية والتهديدات المشتركة، ومن بينها الهجرة غير الشرعية.

كلمة أمام منتدى «إفريقيا- أوروبا» حول التنمية.. ومشاركة فى حوار عالى المستوى مع الزعماء
يشارك الرئيس فى اجتماعات منتدى «إفريقيا – أوروبا» عالى المستوى، الذى يستمر يومين بفيينا، بحضور المستشار النمساوى سيباستيان كورتز وعدد من الزعماء الأفارقة، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، ورئيس المفوضية الإفريقية موسى فقى محمد.
ويتضمن برنامج المنتدى فى اليوم الأول (الإثنين) حفل عشاء يقيمه المستشار النمساوى كورتز على شرف الزعماء المشاركين فى المنتدى، يعقبه التقاط الصور التذكارية للزعماء والمسئولين الأوروبيين والأفارقة، فيما يشهد غدًا الثلاثاء وصول الزعماء المشاركين إلى مقر الاجتماعات فى تمام الساعة السابعة والنصف صباحًا، وكلمتى ترحيب من جانب المستشار النمساوى، ورئيس الاتحاد الإفريقى بول كاجامى.
وتعقد الجلسة الافتتاحية للمنتدى فى تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح الثلاثاء ويتحدث فيها كل من مستشار النمسا، ورئيس الاتحاد الإفريقى، ورئيس المفوضية الأوروبية، ورئيس المفوضية الإفريقية، ورئيس البرلمان الأوروبى أنطونيو تاجانى.
ويأتى توجيه دعوة للرئيس للمشاركة فى أعمال المنتدى انطلاقًا من التقدير لدور ومكانة مصر الإفريقية والإقليمية وتتناول كلمته، خلال المنتدى، رؤية مصر نحو دفع وتعزيز جهود التنمية فى القارة السمراء.
ومن المقرر أن يجرى الزعماء الأفارقة والأوروبيون حوارًا عالى المستوى تحت عنوان «التعاون فى العصر الرقمى» يتعلق بالتعاون بين إفريقيا والاتحاد الأوروبى فى مجال الابتكار والتكنولوجيا الرقمية، يعقبه مؤتمر صحفى للمستشار النمساوى ورئيس الاتحاد الإفريقى ورئيس المفوضية الأوروبية، ورئيس المفوضية الإفريقية.
وعلى هامش المنتدى، تعقد عدد من الموائد المستديرة تتعلق بقضايا التعاون الإفريقى الأوروبى فى مجالات الزراعة والتكنولوجيا، والتعليم العالى والبحث العلمى، والاستثمار فى المشروعات الجديدة وربط المدن وتعبئة التمويل لمواجهة تغيرات المناخ بإفريقيا والوصول إلى الطاقة المستدامة والحكومة الإلكترونية، وسبل تسريع التجارة الإلكترونية فى إفريقيا.
ومن المقرر أن يختتم المنتدى اجتماعاته مساء غد بإعلان نتائج المناقشات بين الزعماء وكبار المسئولين المشاركين فى منتدى «إفريقيا– أوروبا»، ووفق الموقع الرسمى للمنتدى، فإن الوفد المصرى المشارك يتكون من ٢٠ فردًا.

مذكرات تفاهم فى مجالات التعليم العالى والاستثمار.. وطلبات من قادة لعقد لقاءات ثنائية مع الرئيس
أكد السفير عمر عامر، سفير مصر فى النمسا، أهمية زيارة الرئيس، باعتبارها أول زيارة رئاسية للنمسا منذ ما يقرب من ١١ سنة، لافتًا إلى أن عددا من الوزراء سيرافقون الرئيس خلال الزيارة، ومنهم: وزير الخارجية سامح شكرى، ووزير النقل هشام عرفات، ووزيرة الاستثمار سحر نصر، ووزير التجارة والصناعة عمرو نصار، ووزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات عمرو طلعت.
وكشف عامر، لـ«الدستور»، أن الزيارة ستتضمن، فى شقها الثنائى، لقاء يجريه الرئيس مع رئيس النمسا ألكسندر فان دير بيلين، والمستشار النمساوى، ورئيس البرلمان النمساوى فولفجانج سوبوتكار، فضلًا عن ممثلى كبرى الشركات النمساوية، لافتًا إلى أنه سيتم توقيع عدد من مذكرات التفاهم فى مجالات التعليم العالى والاستثمار والاتصالات والتكنولوجيا والابتكار وتوفير مستلزمات مصنع إنتاج الوجبات المدرسية.
وأضاف أن الوفد المصرى سيشارك فى منتدى «إفريقيا – أوروبا» المنعقد فى فيينا بمبادرة من المستشار النمساوى، رغبة فى التعاون فى المجالات الاستثمارية والتجارية، مشددًا على حيوية المشاركة المصرية، خاصة أنه بعد فترة وجيزة ستتولى مصر رئاسة الاتحاد الإفريقى، حيث من الضرورى أن تطلع على نتائج هذا المؤتمر.
وحول اللقاءات التى من المقرر أن يجريها الرئيس خلال الزيارة، قال السفير المصرى إنه تلقى العديد من الطلبات من دول إفريقية وأوروبية لعقد لقاءات ثنائية مع الرئيس السيسى على هامش المنتدى، لافتًا إلى أن التنسيق لايزال جاريًا بشأن مواعيد تلك اللقاءات.
وقالت مصادر خاصة فى وزارة النقل إن الدكتور هشام عرفات سيرافق الرئيس لبحث عدة ملفات فى إطار التعاون المشترك بين الدولتين، أبرزها ملف النقل النهرى، حيث هناك تعاون مع الجانب النمساوى فيما يخص مشروع البنية المعلوماتية وتتبع الوحدات الملاحية فى المجرى الملاحى، بقرض نمساوى بقيمة ٩.٢ مليون يورو، بهدف التحكم فى أماكن الوحدات النهرية بالأخص الفنادق العائمة والوحدات السياحية، على أن يقوم الجانب النمساوى بشحن جميع الأجهزة والمعدات الخاصة بغرفة التحكم إلى القاهرة، بعد عمل الإجراءات اللازمة بالنمسا، ليتم تركيبها فى غرفة التحكم الرئيسية بالهيئة بالقاهرة.
وتابعت المصادر أن الوزير سيناقش أيضًا تبادل الخبرات فى مجال النقل النهرى والبحرى بين الجانبين، لزيادة فرص التعاون وزيادة الاعتماد على نهر النيل فى نقل البضائع، كذلك أبرز المشروعات المتاحة فى النقل النهرى والموانئ النهرية، والتعاون فى مجال تطوير وتجديد خطوط السكك الحديدية، وبحث الفرص الاستثمارية فى مجال السكك الحديدية وقطاع نقل البضائع.

فيينا تدعم القاهرة فى مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية
تشكل زيارة الرئيس فرصة مواتية لتعزيز الشراكة الأوروبية الإفريقية فى المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية فى ضوء العلاقات التاريخية التى تربط بين القاهرة وفيينا، وتولى النمسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبى، واقتراب موعد رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى فى فبراير المقبل.
وفى ذلك الصدد أكد الرئيس– خلال اتصال هاتفى مع مستشار النمسا يوم الثلاثاء الماضى - حرص مصر على تعزيز العلاقات التاريخية التى تربطها مع النمسا، لاسيما من خلال تعظيم التعاون الاقتصادى وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، عن طريق تشجيع كبار رجال الأعمال وكبرى الشركات فى النمسا على الاستثمار فى مصر، خاصة مع التطورات الإيجابية التى تحققت مؤخرًا فى مجال الإصلاح الاقتصادى.
من جانبه، أعرب مستشار النمسا عن رغبة بلاده فى الارتقاء بمجمل العلاقات الثنائية مع مصر، مشيدًا بالإنجازات الملموسة التى حققتها مصر فى مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإقامة المشروعات القومية الكبرى وتحسين مناخ الاستثمار وتطوير البنية التحتية، مؤكدًا أن النمسا كرئيس حالى للاتحاد الأوروبى تعتبر مصر شريكًا مركزيًّا فى ضوء الروابط المتشعبة التى تجمعها بأوروبا والتحديات المشتركة التى تواجههما على ضفتى المتوسط، كما أنها تعول على دور مصر المحورى والفاعل كمركز ثقل لاستقرار منطقتى الشرق الأوسط وإفريقيا.
وفى الرابع عشر من سبتمبر الماضى عبر مستشار النمسا – فى اتصال هاتفى مع الرئيس– عن الرغبة فى تطوير العلاقات مع مصر على كافة المستويات، مشيدا بجهود مصر الفاعلة فى مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والأمن، وكذلك جهودها الناجحة فى مواجهة الهجرة غير الشرعية لأوروبا عبر حدودها.
كما أعربت النمسا مؤخرا على لسان وزيرة خارجيتها كارين كنايسل – التى تتقن اللغة العربية - عن تطلع القيادة والحكومة النمساوية لاستقبال الرئيس فى فيينا تلبية للدعوة الموجهة له لزيارة النمسا.
فى السياق ذاته، زار وزير الخارجية سامح شكرى فيينا فى السادس من يوليو الماضى لإجراء مباحثات مع المستشار النمساوى، ونظيرته النمساوية، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى مجالات التجارة والاستثمارات وتشجيع القطاع الخاص النمساوى على الاستثمار فى مصر، فضلا عن تدعيم آليات التنسيق والتشاور السياسى حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
وتسعى النمسا إلى الاستفادة من خبرة مصر فى مواجهة الهجرة غير الشرعية القادمة من الدول الإفريقية إلى دول الاتحاد الأوروبى، فى ضوء التوقعات التى تشير إلى أن إجمالى عدد سكان القارة الإفريقية سيصل إلى مليارى شخص بحلول نهاية القرن الواحد والعشرين، وهو ما اعتبره المستشار النمساوى مبررا قويا للعمل عن قرب مع الدول الإفريقية، وفى مقدمتها مصر، لدعم التنمية فى تلك الدول.
فى السياق ذاته، أبدت الحكومة النمساوية مرات عديدة دعمها لجهود مصر فى مجال مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار والتحديات المشتركة، فى ضوء عدم تسجيل مصر أى حالة للهجرة غير الشرعية لأوروبا من سواحلها منذ شهر سبتمبر ٢٠١٦.

330.3 مليون يورو حجم التبادل التجارى بين البلدين فى 2017
فى المجال الاقتصادى، تسعى مصر والنمسا إلى زيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة، حيث تعد النمسا بوابة مواتية لزيادة صادرات مصر إلى دول الاتحاد الأوروبى، كما تمثل مصر بوابة مواتية لنفاذ الصادرات النمساوية إلى الأسواق العربية والإفريقية.
وتشير إحصائيات جهاز التمثيل التجارى التابع لوزارة التجارة والصناعة المصرية إلى أن حجم التبادل التجارى بين مصر والنمسا خلال الأشهر العشرة الأولى من عام ٢٠١٧، بلغ نحو ٣٣٠.٣ مليون يورو، منها ٤٦.٧ مليون يورو صادرات مصرية، و٢٨٣.٦ مليون يورو واردات، بينما بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين خلال عام ٢٠١٥، حوالى ٢٩٢.٧ مليون يورو، مقابل ٢٨٩.٨ مليون يورو خلال ٢٠١٤، من بينها صادرات مصرية بقيمة ٥٥.٧ مليون يورو، وواردات مصرية ٢٣٧ مليون يورو.
وتمثلت أهم الصادرات المصرية إلى النمسا فى الخضروات والفاكهة، خاصة البصل والفاصوليا والعنب والفراولة، والعصائر الطبيعية، والنباتات الطبية والعطرية والتوابل، والأسمدة الخام والمصنعة، بينما تضمنت أهم الواردات المصرية من النمسا آلات ومعدات النقل، والورق المقوى، والمنتجات الطبية، وحديد الصلب والمصنوعات المعدنية، والألياف النسيجية، وأعلاف الحيوانات.
وبلغت قيمة الاستثمارات النمساوية فى مصر حوالى ٢٦ مليون دولار أمريكى، غطت قطاعات استثمارية متنوعة كالصناعات الكيماوية، والنقل، والصناعات الهندسية، ومواد البناء، وصناعة الأغذية، والعقاقير الطبية.
كما وقعت مصر والنمسا عددا من اتفاقيات التعاون الاقتصادى، من بينها اتفاق لحماية الاستثمارات ومنع الازدواج الضريبى وتعزيز السياحة، كما تم تأسيس مجلس الأعمال المصرى النمساوى عام ٢٠٠٦ لدعم الاستثمارات المشتركة بين القطاع الخاص بالبلدين. ويبلغ إجمالى عدد الشركات النمساوية العاملة بالسوق المصرية ٦٠٠ شركة، بالإضافة إلى وجود تمثيل (توكيلات) لأكثر من ٢٠ شركة نمساوية فى مصر.