رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعرف على مراحل إعداد الطائرة قبل إقلاعها من المطار

جريدة الدستور

لا يتوقع العديد من الناس أن قائد الطائرة أوالكابتن ومساعده أنهما ليس كل شيء في الرحلة الجوية، وهذا لاينقص من أهمية دور الطيارين من قادة طائرات ومساعديهم، وإنما هناك أجزاء رئيسية أخرى لإتمام وتنفيذ الرحلة الجوية على أكمل وجه وبصورة سليمة وآمنة، فهناك مهندسون وفنيون وعمال وحتى إداريون وبالطبع مضيفون ومضيفات وكثير من الأفراد يعملون في سيمفونية تناغمية لأداء الرحلة الجوية.

ترصد "الدستور" العمليات التي تقوم بها جميع عناصر منظومة الطيران المدني قبيل إقلاع الطائرة إلى مقصدها، لضمان وصولها بسلام إلى مطار الوصول، وحرصًا على حياة الركاب وسلامة الطائرة وسمعة المنظمة التي تنتمي إليها شركة الطيران.

وتشمل مراحل الإعداد قبيل إقلاع الطائرة الأتي:

- الجاهزية للرحلة
قبل إعداد الطيران للرحلة الجوية، تكون الطائرات عادة جاثمة على الأرض، وبالتالي تخضع لفحوصات فنية وهندسية بدائرة الهندسة، تتوزع عمليات الصيانة تلك ما بين الصيانات الدورية البسيطة لكل طائرة قبل وبعد عملية الطيران من أي رحلة اعتيادية دورية، وهناك الفحص المتوسط وصولًا إلى الفحص الشامل لجميع أجزاء وأنظمة الطائرة، وتتفاوت مدة الصيانة الشاملة من طائرة إلى أخرى حسب عمر الطائرة العملي منذ خروجها من المصنع إلى المدى العملاني لها في الشركة المستخدمة لها.

- توزيع الأحمال والأوزان
تعد عملية توزيع الأوزان والأحمال للطائرة قبيل إقلاعها من العمليات الحساسة والدقيقة في مراحل تجهيز الطائرة لأداء الرحلة الجوية، حيث يضطلع بذلك الأمر فنيون متخصصون تابعون لدائرة الهندسة للناقلة الجوية، يقومون خلالها بإعداد أوراق توزيع وزن الطائرة وحمولتها حول محور ارتكازها او مركز ثقلها Center of Gravity أو "CG" اختصارًا، وتسمى تلك الأوراق بمخطط الحمولة أو "Load Sheet" ويتم تصديقها والموافقة عليها هي الأخرى من قبل الطيار (الكابتن) قبل الإقلاع بدقائق.

- إدارة الأسطول الجوي
لكل ناقلة جوية Air Carrier أو شركة طيران دائرة عمليات Operations Dept تعمل على إدارة وتوجيه وتشغيل أسطول تلك الناقلة (الشركة)، وفقا للقواعد والمعايير الخاصة بصناعة النقل الجوي عالميا وتلك الخاصة بها، وغالبًا ما يكون معظم أفرادها من الطيارين، لذا تقوم تلك الدائرة بعمل ومتابعة تأمين استصدار تراخيص صلاحية أعضاء طاقم القيادة للطائرات الخاصة بالناقلة الجوية لمزاولة مهنة الطيران.
وتقوم بالاشتراك في أعداد جداول التشغيل السنوية وبرامج الرحلات والطائرات المستأجرة، وتشترك أيضا في دراسة ولجان اختيار أنواع الطائرات بهدف تطوير الأسطول، وتعمل على تخطيط الطرق الجوية الجديدة وتأمين موافقة سلطات الطيران والمطارات التي تشملها هذه الخطوط، كذلك تشرف على تأمين وإتمام تدريبات الطيران على الجهاز التشبيهي لطاقم القيادة.

- إعداد الرحلات الجوية
لكل رحلة جوية خطة طيران معينة، يتم بها تقدير وحساب جميع الافتراضات والمتطلبات الملاحية والفنية وغيرها من الأمور المتعلقة بالرحلة المراد تنـفــيـذها من مطار إلى آخر في المعـمـورة.
ومن البديهي أن عامة الناس يعتقدون أن الشخص الذي يقوم بإعداد خطة الطيران تلك هو الطيار نفسه، كونه هو الذي يقوم بتنفيذ الرحلة، لكن في الحقيقة هناك شخص منوط به هذه العملية الدقيقة والحساسة، وهو عنصر يقضي معظم حياته العملية في محطة أرضية هي مركز عمليات الناقلة الجوية التي ينتمي إليها، عدا ذلك فإنه يمضي في تحضير الرحلات الجوية خلف أروقة الشركة العامل فيها، ويطلق عليه في اللغة الإنجليزية بـ "الديسباتشر" أي ضابط ترحيل أو المرحل.

- تقدير كمية الوقود
أهم ما يتوجب القيام به من قبل "ضابط الترحيل" هو إنجاز خطة الطيران أو أو خطة الرحلة الجوية بمعنى أدق، هو إجراء يجب تنفيذه قبل أي رحلة تجـاريـة لطائـرات الركاب النفــاثـة.
وغالبا ما يتم عمل تلك الخطة، عن طريق الكمبيوتر، ولذلك تسمى خطة الرحلة بالكمبيوتر، وتكون رحلاتها الجوية تخضع لإجراءات الطيران الآلي، وهو معمول به في جميع الناقلات الجوية العالمية يوميا وعلى مدار السنة.
وتتضمن خطة الرحلة الجوية بالكمبيوتر (من وإلى) حساب كمية الوقود اللازمة لأداء الرحلة، مع تفصيل بيانات توزيع الوقود، كالوقود اللازم حرقه للرحلة منذ انطلاق الطائرة من مطار المغادرة، إلى مطار الهبوط، كما يجب إضافة نسبة معينة من الوقود إلى الوقود المخصص للرحلة، وعادة ما تكون هذه النسبة بزيادة حوالي %5 للحالات الطارئة والأخطاء الملاحية والفرق بين رياح المسار العادية والرياح المتنبأ بها.
-متابعة الرحلات من الانطلاق حتى الوصول
لا ينتهي دور "ضابط الترحيل" عند هذا الحد، بل يقوم بإجراء آخر متبع قبل إقلاع أي رحلة، وهو ملء استمارة برنامج الرحلة يذكر فيها بعض النقاط التي يتضمنها "خط الرحلة بالكمبيوتر" السابق، كالتأكد من أن المطار المقصود صالح للهبوط ويتسع لنوع الطائرة المراد استخدامها لأداء الرحلة، وأن كمية الوقود كافية، وحتى المطار البديل، بحيث يسمح بالتحليق لمدة لا تقل عن 45 دقيقة وقود طيران للتحليق، تحسبا لسوء الرؤية أو كثافة الحركة الجوية هناك.
ويتم تسليم ما سبق إلى قسم المراقبة الجوية بسلطة الطيران المدني المحلية، والذي يقوم عاملوه بالتدقيق بجميع التفاصيل المذكورة، ومن ثم التصديق عليها وبعثها قبل ساعة من قيام الرحلة الدولية أو نصف ساعة للرحلات الداخلية، حتى يتسنى إرسال تلك المعلومات إلى الدول التي ستعبر أجواءها الطائرة (من وإلى)، لتكون الطائرة معلومة لديهم ويتم إدراجها في قائمة الحركة الجوية بما يعرف بخطة الرحلة الجوية الملاحية.

- مركز المتابعة
هناك عناصر متفرعة من ضباط الترحيل يعملون في مركز لمتابعة الرحلات من إقلاعها من مطار المغادرة إلى مطار الوصول، ومن ثم العودة من مطار الوصول مرة أخرى، يطلق على هذا المركز "مركز التحكم أو متابعة الرحلات الجوية" التي تتعلق بأسطول الناقلة الجوية.

ويقوم "ضابط الترحيل" بالتواصل مع الطيارين بواسطة أجهزة اللاسلكي VHF وHF، الأول للاتصال بهم من مسافات قريبة والآخر للمسافات البعيدة (فيما وراء الأفق)، وفي بعض الناقلات استعيض عنها بأجهزة الاتصال بواسطة الأقمار الصناعية أو SATCOM""، ويتم خلال ذلك الاتصال لمعرفة عدة معلومات ملاحية وتفصيلية أولية عن حالة الرحلة، من موعد وصول متوقع وغيرها من معلومات سير الرحلة، وأحيانًا معلومات عن الطقس المحلي وحالة المدرج في المطار المحلي للمركز، يتم العمل بمركز الترحيل Dispatch" وOCC على مدار الساعة (24 ساعة يوميا على مدار السنة) في مناوبات دورية، حتى تتم متابعة وتجهيز جميع الرحلات الخاصة بالناقلة الجوية التي يعملون فيها.