رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نجوم منسيون.. لماذا لا تكرم المهرجانات الفنية والإعلام إنعام سالوسة؟

جريدة الدستور

يبدو أن شرط التكريم في المهرجانات الفنية والمحافل الإعلامية "الموت"، وهو السُنّة المعتادة، المستمرة والتي تطال الجميع.

وكان حظ الفنان"حسن حسني" كبيرًا عندما كُرم في 20 نوفمبر ضمن فعاليات افتتاح مهرجان القاهرة الدولي للسينمائي بدار الأوبرا المصرية، وقابل التكريم بمشاعر فيّاضة، باكيًا:"أنا سعيد جدًا جدًا أنهم لحقوا يكرموني وأنا لسه عايش".

الجمهور والفنانون والنقاد أشادوا بهذا التكريم، ظنًا أن الباب سُيفتح أمام فكرة تكريم الفنان قبل رحيله.

وبالرغم أن النسيان يطال العديد من الأسماء الفنية الكبيرة، التي حققت نجاحًا جماهيريًا وفنيًا، لا ينقصها شىء لتُكرم، وعلى رأس هذه القائمة الفنانة القديرة "إنعام سالوسة"، التي لا يأتي ذكرها في برامج التوك شو ولا على سبيل التكريم في المهرجانات الفنية من قريب أو بعيد، ولا انتبهت مجلة فنية أو مطبوعة ووضعت صورتها على الغلاف.

هل إنعام سالوسة لا تملك مقومات النجومية والشعبية التي تجعلها تحظي بهذه الحفاوة؟

- بداية متأخرة
تأخرت نجومية "سالوسة" بسبب سفرها إلى فرنسا مع زوجها وابنتها "تغريد" لمدة سنتين حتى عام 1970، لكن التقدير الذي تحظى به من قبل الجمهور النقاد حاليًا، عوضها عن هذا التأخر، رغم أنها صرحت في أحد حوارتها القليلة من قبل، أنها كانت تعاني بشدة من الاكتئاب، لأنها ليست على قائمة المخرجين وغير مطلوبة للمشاركة في الأعمال الفنية، فاضطرت للانشغال بالعائلة وتربية أبنائها.

واكتفت "سالوسة" بعد ذلك بتقديم بعض الأدوار الصغيرة، فعرفها الجمهور بها، وبدأت خطاها تتسع فيما بعد، وعقب تخرجها من كلية الآداب بجامعة عين شمس عام 1961، التحقت بمعهد الفنون المسرحية وتخرجت منه عام 1964، وتزوجت من المخرج المسرحي "سمير العصفوري".

ووقفت "سالوسة" على خشبة المسرح، وشاركت في الأعمال الدرامية، والسينما، ولها رصيد كبير يتخطى الـ 300 عمل فني، منذ دخولها المجال.

وكانت "سالوسة" صاحبة الفضل على الفنانة "سعاد حسني" فساعدتها على الظهور الجيد في أول حياتها الفنية، بعد أن دربتها على طرق الإلقاء الجيد والسليم.

وقدمت "سالوسة" أول أعمالها الفنية عام 1967 فيلم "الكروان له شفايف"، مسلسل"لا تطفىء الشمس"،"بنات الثانوي"،"حكاية الأيام"،"هووهي"،"الإرهاب والكباب"، "إشارة مرور". وحققت شهرة كبيرة وتواجد فني كبير بعد مشاركتها في مسلسل "فرصة العمر" مع الفنان محمد صبحي.

- تنوع فني
تخطت "سالوسة" حاجز الـ 70 عامًا، فهي المولودة عام 1939، ورغم ذلك لا نراها في دور"الأم"فقط، بل تنوعت أدوارها ما بين التراجيدي والكوميدي والأعمال الفنية الخفيفة مثل السيت كوم، والأفلام المتحركة.

ولها رصيد من "الإيفيهات" التي يحفظها الجمهور ويرددها في حياته اليومية، مثل جملتها الشهيرة في فيلم "عايز حقي": "إن شاء الله وألف ألف مبروك"، وجملتها في فيلم "الحرب العالمية الثالثة":"أنا ماما يلا".

- البعد عن الظهور
حاولت "الدستور" التواصل مع الفنانة"إنعام سالوسة"، لإجراء حوار صحفي معها، لكنها رفضت رفضًا قاطعًا، وهي ما اعتادت عليه منذ فترات طويلة، فهي ترفض الظهور على كل القنوات الإعلامية.

واكتفت "سالوسة" قائلة لـ "الدستور": "أنا هطلع أقول أيه يعني، كل اللي يهمكم موجود في شغلي، والأجيال الجديدة في الفن مش محتاجه حد يقولها حاجه، هم عارفين طريقهم لوحدهم".