رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المترو".. وجهة المنتحرين: 12 حالة وفاة خلال 3 شهور

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اختلفت أسباب ومعدلات الانتحار في مصر عبر التاريخ، سواء كانت بسبب قصص الحب الفاشلة، أو الفقر، ناهيك عن البطالة وقلة الحيلة التي أصابت العديد حد الانتحار، وقد اختلفت طرق الانتحار من الشنق، إلى إلقاء الشخص بنفسه من شرفة المنزل أو أمام سيارة، إلا أنه في الآونة الأخيرة، أصبحت مصر تواجه موجة انتحار بشكل مختلف، تحت أسفل عجلات مترو الأنفاق، حيث يلقى أشخاص أنفسهم أمام عرباته أثناء دخوله للمحطة.

ومع تكرار حالات الانتحار على قضبان المترو، سألنا أحمد عبدالهادي، المتحدث باسم شركة مترو الأنفاق، والذي استنكر مثل تلك الأمور، وقال إن المترو ليس جهة انتحار، وعلى الراغبين في الانتحار أن يبتعدوا عن عرباته، حيث أن الشركة تتكبد خسائر كبرى بعد كل حالة انتحار.

وبالرغم من الجهود التي أعلن عنها المتحدث باسم المترو، فإن وزارة النقل ترتقي بخدماتها من خلال نشر أفراد أمن على الأرصفة بشكل دائم، لمنع تكرار مثل تلك الحالات، وبالرغم مما يقال إلا أنه غالبًا ما يكون على غير ما ينفذ على أرض الواقع، فقد شهدت محطة دار السلام، أول أمس، حالة انتحار جديدة لسيدة فى العقد الرابع من عمرها، إثر سقوطها أسفل عجلات المترو أثناء دخوله للمحطة.

مترو الأنفاق:
مع بداية عام 2018، شهدت مصر قرابة 12 حالة انتحار تحت عجلات المترو معظمها خلال الأربعة أشهر الماضية، وما زالت المشكلة عالقة.

ومن بين هذه الحالات إلقاء شاب بنفسه أمام قطار بمحطة المرج القديمة، ما أدى إلى دهسه ومصرعه على الفور، وأخطر ناظر المحطة والشرطة وغرفة التحكم المركزي، وجرى استخراج الجثة وعودة حركة القطارات لطبيعتها.

وألقت سيدة ثلاثينية بنفسها أمام أحد قطارات الخط الأول للمترو أثناء دخوله محطة عين شمس اتجاه حلوان، مما أدى إلى دهسها ومصرعها على الفور.

وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو لواقعة انتحار مواطن أسفل عجلات قطار المترو بمحطة العتبة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل حركة سير القطارات.

وفوجئ قائد القطار رقم «١٢٤» أثناء دخوله محطة مارجرجس بمنتصف الرصيف اتجاه حلوان، بإلقاء إحدى الفتيات بنفسها أمام القطار، ما أدى إلى صدمها، ولقيت مصرعها في الحال.

ففي 20 مارس الماضي، ألقت فتاة تدعى "ملك عبدالعليم"، 16 عامًا، طالبة في معهد التمريض بمستشفى 6 أكتوبر، نفسها، أمام قطار المترو في محطة الدقي فور دخولة للمحطة أسفر عن مصرعها، وكشفت التحريات عن وجود مشادة بين والدها ووالدتها على الرصيف.

وفي 13 مايو 2018، أقدم مريض نفسي على الانتحار أسفل عجلات مترو الأنفاق، بمحطة مترو غمرة، ولقي مصرعه على الفور بعد القفز أمام القطار أثناء دخوله المحطة، وتبيَّن أن المتوفى مضطرب نفسيا، فتمّ نقل جثته للمستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

وفى 22 يوليو، ألقى أشرف محمد السيد، 21 سنة، بكالوريوس تربية، من محافظة الفيوم، نفسه أمام المترو في محطة المرج، ما أدى لمصرعه في الحال، وتوصلت التحريات إلى عدم وجود سبب واضح لانتحاره، خاصة أنه كان من المتفوقين دراسيًا ولا يعاني من أي خلافات وفقًا لروايات أسرته.

في الثاني من يوليو الجاري، ألقت فتاة في العشرين من عمرها تدعى "أميرة يحيى محمد"، 20 عامًا، مقيمة بشارع جامع عمرو بن العاص، بنفسها أسفل عجلات قطار محطة "مار جرجس"، ما أدى إلى مصرعها على الفور.

وكشفت التحقيقات عن أن الفتاة المنتحرة تمر بأزمة نفسية حادة، بسبب ضغوط الحياة، ومشاكل أسرية متفاقمة مع أشقائها، أقدمت بسببها على التخلص من حياتها، كما أثبتت التحقيقات أيضًا أن أشقائها تعدوا عليها بالضرب، فضلًا عن تأثرها بوفاة والدتها.

إحصائيات:
ووفقًا لإحصائية نشرها موقع "ديلي ميل"، فإن كل عام يضع ما يقارب 800000 شخص نهاية لحياته، وسجلت حالات الانتحار ثاني أهم سبب للوفيات وأكثرهم من الفئة التي تتراوح بين 15 و29 عامًا على الصعيد العالمي.

وأشارت الإحصائية، إلى أن أكثر من 79% من حالات الانتحار وقعت في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، نتيجة لانهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية، أو انهيار علاقة ما أو غيرها من الآلام والأمراض المزمنة، أو نتيجة التعرض للعنف وسوء المعاملة والشعور بالعزلة.

خطوة بعاهة:
وعلى النقيض الآخر، حاول موظف بشركة المصرية للاتصالات، الانتحار برمي نفسه أسفل عجلات المترو أمام القطار القادم من حلوان والمتجه إلى المرج بمحطة جمال عبدالناصر، ما أسفر عن بتر قدمه.

وفي محطة عين شمس، ألقت فتاة عشرينية بنفسها أمام المترو، وتمكن السائق من إيقاف القطار، إلا أن الحادث تسبب في بتر إحدى قدميها وذراعها الأيسر، لتعيش بعاهة بقية عمرها.

تقول الدكتورة رحاب العوضى، أستاذ مساعد علم النفس السلوكى، إن معظم حوادث الانتحار تكون نتيجة الظروف الاقتصادية والنفسية التى يمر بها الشخص، والتى تدفعه إلى اتخاذ قرار الانتحار، فالمنتحر يقرر أن ينهى حياته عندما يصبح عاجزًا عن توفير احتياجاته اليومية، والبعض ينتحر بسبب جهل المجتمع فى التعامل مع الظروف الاجتماعية.

وتضيف أن المجتمع لا يعترف بالألم النفسي الناتج عن المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، وللأسف يتم إهماله حتى يزيد الألم ويضطر للجوء إلى الانتحار، مشيرة إلى أن اختياره للانتحار تحت عجلات المترو حتى يموت سريعا دون الشعور بالألم، مشددة على ضرورة عدم التكبر على الألم النفسي، ويجب الاستماع لصاحب أي مشكلة والسعي إلى احتوائه سواء باللجوء إلى الطبيب أو شخص آخر أكثر حكمة.