رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب بريطاني: قطر تسعى للاستقلال عن الخليج بعد انسحابها من "أوبك"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قال الكاتب كريستيان كوتس، الزميل في معهد بيكر للسياسة العامة، بجامعة رايس الأمريكية، إن القرار القطري المفاجئ الذي أعلنته مؤخرًا بانسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" بداية من يناير المقبل، جاء للرد على مشهد الطاقة المتغير من ناحية، وردًا على استمرار المقاطعة العربية لها منذ يونيو 2017، من ناحية أخرى.

وأشار الكاتب في مقالة له على صحيفة "نيويورك تايمز"، إن انسحاب قطر من "أوبك"، يعتمد على قرارين اتخذا قبل وبعد المقاطعة العربية التي أعلنها الرباعي العربي "السعودية، الإمارات، البحرين، ومصر" في الخامس من يونيو 2017.

وأوضح الكاتب، أنه في أبريل 2017، قررت قطر زيادة إنتاجها من الغاز الطبيعي بشكل كبير لزيادة طاقتها من الغاز الطبيعي بنسبة 43٪ إلى 110 ملايين طن سنويًا، كما استجابت القيادة القطرية لمحاولة فصل قطر من خلال عقد مجموعة من اتفاقيات الغاز الطبيعي طويلة الأجل مع شركاء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الصين واليابان وبريطانيا، لإثبات أن قطر لا تزال مفتوحة للعمل.

كما اتخذت قطر قرارًا بتوجيه الموارد الوطنية نحو الغاز بدلًا من النفط باعتباره العمود الفقري لسياستها في مجال الطاقة.

وأضاف "كوتس"، أنه في حين اكتشفت قطر النفط في عام 1939، وذلك بعد عام من السعودية والكويت، وانضمت إلى منظمة أوبك في عام 1961، إلا أنها لم تصبح أبدًا لاعبًا رئيسيًا في أسواق النفط العالمية، نظرًا لأن صادراتها النفطية ظلت صغيرة وفقًا لمعايير الخليج.

وذكر "كوتس" أنه في السبعينيات، اكتشفت قطر كميات هائلة من الغاز الطبيعي في حقل الشمال البحري الذي يمتد على طول الحدود البحرية بين قطر وإيران، إلا أن الجزء الأكبر من الحقل يقع في المياه القطرية.

وفي نوفمبر الماضي، قبل شهر من إعلان خروج قطر من منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، شهدت الدوحة إعادة تشكيل الحكومة في قطر، إذ تم تعيين سعد بن شريدة الكعبي، الرئيس التنفيذي السابق لشركة قطر للبترول، وزيرًا لشئون الطاقة، وذلك بدلًا من وزير الطاقة والصناعة.

وفي منصبه الوزاري الجديد، تم تكليف "الكعبي" من قبل الأمير تميم، للإشراف على المرحلة التالية في تطوير الغاز في قطر، لافتًا إلى أن قطر تريد أن يكون لها أسلوبها الخاص في أسواق الغاز العالمية.

وقال الكاتب، إنه تم الإعلان عن صفقة جديدة لتوريد الغاز الطبيعي المسال إلى بريطانيا، التي تستقبل ما يقرب من ثلث إمداداتها من الغاز من قطر، وفي سبتمبر الماضي، وقعت "قطر غاز" اتفاقية مدتها 22 عامًا لتزويد "بتروتشاينا" بـ 3.4 مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنويًا حتى عام 2040.

وأضاف، أن قرار قطر بالانسحاب من منظمة أوبك يتفق مع مصالحها في مجال الطاقة، خاصة أن إنتاجها النفطي صغير، منوهًا إلى أن استمرار الصدع الخليجي يعيد تشكيل الشراكات الإقليمية والمؤسسية ويزيد من درجات الفصل بين أطراف النزاع.