رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد مشهد العرى بمهرجان قرطاج.. مدير المسرح: لم نقصد أى إيحاءات جنسية

مدير المسرح زهير
مدير المسرح زهير الرايس

أثار عرض مسرحي تضمن مشهدًا عاريًا غير مسبوق في مهرجان أيام قرطاج المسرحية ضجة بوسائل الإعلام التونسية اليوم الثلاثاء.

وتضمن العمل المسرحي السوري الألماني المشترك "يا كبير" مشهدًا لممثل عار تمامًا على خشبة المسرح لدى عرضه مساء الإثنين في المسرح البلدي بالعاصمة.

ووصفت وسائل إعلام إلكترونية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في تونس المشهد بـ"الفضيحة"، لكن على الجانب الآخر دافع آخرون عن حرية التعبير والفن.

واستغرق المشهد قرابة 10 دقائق اكتفى فيها الممثل بتعبيرات جسدية ممزوجة بتعبيرات كلامية، لكنه مثل سابقة في تاريخ المسرح بتونس مع أن التعري يعد ظاهرة مألوفة في السينما التونسية.

وقالت ناشطة مسرحية تدعى نبيلة عبيد لوكالة الأنباء الألمانية اليوم إن "التعري مسألة فنية شائعة في الأعمال المسرحية الغربية وقد يتحول إلى عمل استفزازي يدفع إلى التفكير، لكنه قد يؤدي إلى فعل عكسي لا يتجاوز التشويش خاصة إذا كان المشهد قد طال أكثر من اللازم".

وتعالج المسرحية سلطة المجتمع الأبوي في الوسط العائلي بسورية والتي تحيل تدريجيا إلى حكم الديكتاتور على رأس السلطة السياسية.

وقال مدير المسرح البلدي زهير الرايس، في تصريح إذاعي اليوم، إن "المسرحية تتضمن رسائل عن قضايا الشرق الأوسط، ولم يكن القصد من التعري أي إيحاءات جنسية، على العكس تمامًا يصور المشهد رسائل بألم شديد".

وأضاف: "المسرحة كانت جيدة من الناحية الفنية، والمضمون كان رائعًا لارتباطه بالعرب بشكل خاص".

وقوبل المشهد بتصفيق من الحاضرين، الذي قدر عددهم بنحو 450 متفرجًا، غير أن شهودا أكدوا أيضًا أن عددًا قليلًا من المتفرجين غادروا العرض بمجرد ظهور المشهد العاري، وقال: "نحترم المغادرين للمسرح لكن الذين بقوا كانوا أكثر عددا ومن حقهم متابعة العرض، من الناحية الفنية فإن جسد الممثل هو أداة تمثيل".

وأوضح: "الممثلون سوريون ويعيشون في ألمانيا والعمل المسرحي من منتجين ألمان، نحن نتحدث عن عقلية أوروبية مخالفة للعقلية العربية".

وتتمتع الفنون في تونس، التي تعيش انتقالًا ديمقراطيًا، بهامش أكبر من الحرية والجرأة مقارنة بباقي الدول العربية فإن المسارح لم تتعود من قبل على مشاهد العري سواء من أعمال تونسية أو وافدة على عكس الأعمال السينمائية.

ولم يستبعد "الرايس"، الذي خضع إلى استجواب من الشرطة التي حضرت إلى المسرح بعد انتهاء العرض، أن تكون لجنة اختيار الأعمال المسرحية على إطلاع مسبق بمضمون العرض بما في ذلك مشهد العري قبل إدراجه بالعروض الرسمية.