رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الدستور" مع أطفال بلا مأوى بوحدة "التضامن" المتنقلة بالإسكندرية

صورة من الحدث
صورة من الحدث

لا تعرف إذا كانوا جناه أم مجنيا عليهم، كل منهم خلفه قصة كان مصيرها أن أتخذ من الشارع مستقرا له، باحثا عن شىء ربما افتقدوه بين أحضان عائلاته، لتجد أن هذه القصص محورها الرئيسي هو الخلافات الأسرية وعدم الشعور بالأمان.

استمرار أزمة أطفال بلا مأوى، أحد أهم المشكلات التي يعاني منها المجتمع، تهدد أمنه وسلامته، فما زال المجتمع يعانى من خطورة تزايد أعدادهم، يتجولون في المساحات العامة بمظهر لطخ بقسوة قرارهم في اللجوء للشارع، ربما يكونوا هم أصحاب القرار أو أجبروا لإتخاذه، "امسح عربية يا بيه، حاجة لله يا هانم" ليكون التسول مهنة تجمعهم، علاوة على جمع الخردة من البلاستيك والصفيح، او بيع مناديل فى إشارات المرور ليستخلصوا مصروفهم اليومي.

- رحلة "الدستور" مع وحدة الدفاع الإجتماعي

3 وحدات متنقلة، موزعة في أنحاء الإسكندرية، تتبع وزارة التضامن الإجتماعي، في محاولة لإنقاذ هؤلاء الأطفال ودمجهم مرة أخرى إما بعودتهم إلى أسرهم، أو في مجمع الدفاع الإجتماعي التابع للوزارة.

أنتقلت "الدستور" إلى إحدى الوحدات في منطقة سان استيفانو، فهى مزودة بفريق عمل يضم إخصائي نفسي، إخصائي نشاط، مسعف طبي، للتعامل مع الأطفال فور مجيئهم.

كما أن الوحدة مزودة بغرفة إسعافات طبية، وبلاي استيشن، وعدد من الوسائل التعليمية لجذب الأطفال واقناعهم بطرق ممتعة غير مباشرة في الدمج مرة أخرى وتركهم الشارع.

تقول شيماء على، منسقة وحدة الأمل بسان استيفانو، إن فريق العمل موزع في أنحاء المنطقة لرصد الأماكن التى يتمركز بها الأطفال، منذ يوليو 2017، فالإقناع والإحتواء هي الوسيلة المتبعة لجذب الأطفال ومعرفة قصصهم، وكان على اثرها ترك منازلهم واللجوء للشارع.

وتحكي قائلة،: الإنطباع الأول عن هؤلاء الأطفال، شعورهم بالقلق لكنه يزول بالإحتواء، كما أن عمر الوحدة في المنطقة تجاوز سنه كاملة، فأصبحنا معروفين لديهم وكسبنا ثقتهم.

وتابعت:"جلسات توعية ونفسية واجتماعية" وفحص طبي، يلقاه الأطفال بلا مأوى في الوحدة، علاوة على ممارسة بعض الأنشطة التعليمية الترفيهية، فهناك من يستجيب بالإقناع ويقرر العودة إلى أسرهم مرة أخرى، وهناك من يختار مجمع الدفاع ليكون مسكنه، وهناك من يرفض كلا الخيارين لكنه ما زال يتردد على الوحدة للفضفضة أو قضاء بعض الوقت والعودة للشارع مرة أخرى.

وتؤكد أن أكثر المناطق تجمعا للأطفال، سان استيفانوا، الإسكندر إبراهيم، الشاطبي، وبحري والمرسي أبو العباس.

-"كل طفل له حكاية"
"محمد، ع"، 12 عامًا، لم يتذكر توقيت ترك منزله والقدوم إلى الإسكندرية باحثا عن الاستقرار من وجهه نظره، وعند سؤاله عن السبب وراء كانت إجابته:"معرفش ولما بفكر مبلاقيش سبب"، فهو يتجول بين الإشارات باحثا عن مصروف يومه،بيع مناديل، يمسح عربيات، ويخلد في نهاية اليوم للنوم على أحد الأرصفة لمحطة الترام، ويعلق:"أمي بتوحشني لكن مينفعش ارجع بمنظري ده".

"جمال، س"، 19 عامًا، جاء إلى الإسكندرية من محافظة الشرقية، بعد وفاه والده منذ شهرين، معلقًا: "مقدرتش أتحمل" ليترك عمله بمصنع خاله للملابس الجاهزة، ويعمل في جمع الخردة من البلاستيك والصفيح، يدخر جزءا يرسله لوالدته بشكل شهري، لكنه يقرر بأنه لن يستمر ويتمنى عودته للمنزل.

حلم شراء توك توك، يراود "معتز،م"، 21 عامًأ، بعد هروبه من منزله منذ 14 عامًا، بسبب خلافه مع زوج أمه، سافر إلى بور سعيد ثم إلى الإسكندرية، ليتخذ من جمع الخردة أيضًا مهنه له، وعن عودته قال: "مش هينفع دلوقتي،اخواتي طمعانين فيا عايزين يشغلوني ببلاش".