رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"واشنطن بوست" تكشف دوافع قطر للانسحاب من "الأوبك"

تميم
تميم

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن التأثير السياسي لقرار قطر الأخير بالانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط "الأوبك".

وقالت الصحيفة الأمريكية، في تقرير، الخميس، إنه على الرغم من أن وزير الطاقة القطري سعد بن شريدة الكعبي، نفى أن يكون قرار الانسحاب له دوافع سياسية، إلاّ أن العديد من مراقبي الأوبك توقعوا أن الدوحة تتطلع إلى الخروج من المنظمة بسبب خلافها مع المملكة العربية السعودية، في ظل استمرار المقاطعة الناشبة منذ الخامس من يونيو 2017.

أشارت "واشنطن بوست"، إلى أن رحيل قطر من المنظمة يعني يمثل خسارة قليلة لدى الأوبك، إذ تنتج قطر حوالي 600 ألف برميل من النفط في اليوم، أي أقل من 2 في المائة من إجمالي إنتاج المنظمة، بينما تضخ المملكة العربية السعودية وحدها نحو عشرة ملايين برميل يوميًا.

وذكر التقرير، أنه سواء مع وجود قطر أو بدونها، غالبًا ما يكون دور منظمة أوبك في أسواق النفط العالمية مبالغًا فيه، حيث إن قوة السوق الحقيقية تقع بالكامل تقريبًا مع عضوها الأساسي، المملكة العربية السعودية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه رغم عدم فعاليتها في السيطرة على الإنتاج، إلا أنه لا تزال "الأوبك" تهم الأسواق بسبب الإشارات التي ترسلها حول كيفية رؤية السعودية للسوق، لذا فإن الأوبك كمجموعة من الدول، لديها قوة سوقية بسبب المملكة العربية السعودية، حتى لو أضافت الأوبك كمؤسسة القليل.

وتابعت، أن ضعف منظمة أوبك كمؤسسة يعني أن رحيل قطر لم يؤد إلى ضجة كبيرة في أسواق الطاقة، ويتوقع بعض المراقبين أن خطوة قطر يمكن أن تحدد أسعار الغاز الطبيعي على المدى الطويل، خاصة في آسيا، حيث لا تزال عقود الغاز مرتبطة بسعر النفط، ولكن ليس هناك ما يشير إلى أن هذا يحدث حتى الآن.

وذكرت الصحيفة أن الأهمية الحقيقية للأوبك هي بمثابة نادٍ سياسي، لافتة إلى أنه بعد أن اكتسبت المنظمة سمعة عالمية كبيرة في السبعينات، فإنها أصبحت تكرس الأسطورة القائلة بأنها تدير سوق النفط العالمي بشكل منتظم، وهذه السمعة تعني أن أعضاءها يتلقون المزيد من الاهتمام الدبلوماسي أكثر من غيرهم.

وأوضحت أنه نتيجة لذلك، ردت أمانة منظمة أوبك على رحيل قطر بمحاولة دعم النفوذ السياسي للمنظمة، مشيرة إلى أن الجابون انضمت مرة أخرى إلى المنظمة في عام 2016، وانضم عضوان جديدان مؤخرًا إلى غينيا الاستوائية عام 2017، وجمهورية الكونغو عام 2018، إلا أن قطر هي أول بلد في الشرق الأوسط يغادر منظمة الأوبك.

وأشار التقرير الأمريكي، إلى تصريحات وزير النفط الإيراني، بيجان زانجانه، بأن الأوبك لديها مشاكل ودعت المنظمة على دراسة أسباب خروج قطر.

قالت "واشنطن بوست"، إن رحيل قطر يشير إلى القيمة السياسية المنخفضة التي يراها في المجموعة، إذ قال حمد بن جاسم آل ثاني، رئيس الوزراء السابق في قطر، إن التنظيم أصبح عديم الجدوى ولم يضيف شيئًا.

نوهت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الرئيس دونالد ترامب، قام بتوبيخ منظمة الأوبك بسبب ارتفاع أسعار النفط، لافتة إلى أنه من المهم لدى قطر البقاء على جانب جيد من ترامب.

وقال التقرير، إن رحيل قطر ملحوظ أيضًا في سياق التوترات المستمرة في المنطقة، إذ نجحت منظمة الأوبك عادة في مواجهة مثل هذه التوترات، بل كانت بمثابة أرضية محايدة للأطراف المتصارعة، فعلى سبيل المثال، خاض اثنان من أعضاء أوبك وهما؛ العراق وإيران، حربًا دامت ثماني سنوات في الثمانينيات، ولكن كلاهما بقي في الأوبك طوال الوقت.

وذكر التقرير الأمريكي، أنه في حين أن قطر ربما لم تغادر الأوبك بسبب الخلاف مع السعودية، إلا أن الخطوة تشير إلى مدى القيمة القليلة التي تراها قطر في المؤسسة كمنتدى سياسي.