رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سوق مستشفى أم المصريين.. "مصائب قوم عند قوم فوائده"

مستشفى أم المصريين
مستشفى أم المصريين

"سوق المستشفى"، هو سور طويل يفصل بين عالمين، الأول مليء بالألم، الصراخ، وتفوح منه رائحة العقاقير الطبية، مستشفى أم المصريين، والأخر تعمه مظاهر الفرح والسرور، حيث صفير الألعاب، وضحكات الأطفال، هكذا بدا المشهد على السور الخارجي للمستشفى.

عم حامد، بائع الدمي، منذ حوالي أكثر من 5 أعوام، بعد أن ضاق عليه رزقه، قرر أن يلتحق بأحد الأعمال الحرة، فأشترى بالمعاش لعب للأطفال، مكعبات، بلونات، دمي، عرائس، وغيرها، وجلس يبيعها إلى جوار مستشفى أم المصريين.

وأوضح أنه إختار هذا المكان، لرغبته في الحصول على قوت يومه، وإدخال السعادة على بعض الأطفال المرضي، فهناك عدد من الأهالي يأخذون منه هدايا لأطفالهم حتى يأخذوا الدواء، والبعض يشتري منه قبل دخوله لزيارة أحد الأطفال المحتجزين في المستشفى بسبب المرض.

وإلى جواره جلست سيدة ذات بشرة سمراء، تفترش بعدد من البلونات، وحلى الفتيات، ممسكه بإحدى الدمى التي تصدر صفير أملا في جذب أنتباه الأطفال.

وقالت "نعمات" إنها لم ترحل من هذا المكان منذ أن فقدت طفلها "محمد"، البالغ من العمر 10 سنوات، منذ عامين، رفضت العودة إلى دارها في المنيب، وبعد أن طالت مدة غيابه، اشترت بعض الألعاب التي كان يحبها، وقررت الجلوس بها في نفس المكان الذي فقدته فيه أملا في عودته.

ألتقط منها عم جمعة، بائع الأحذية البلاستيكية، أطراف الحديث قائلًا: إنه يعمل في هذا المجال منذ ما يزيد عن 5 سنوات، وكان سبب عمله هو البحث عن مشروع صغير يدر عليه دخلًا، ويكون هو مديره الخاص.