رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطقس السيء يضرب البلاد.. كيف واجهت المحافظات الأمطار والرياح؟

جريدة الدستور

هبة عويضة- على عواد - مصطفى عنز – مصطفى الصعيدي – معوض هويدي – مصطفى عبدالله

شهدت محافظات مصر موجة من الطقس السيء، صاحبتها هطول أمطار كثيفة، وعواصف ترابية ورياح شديدة، وانخفاض في درجات الحرارة.

ورصدت «الدستور» كافة الاستعدادات في بعض المحافظات، بجانب الظواهر التي صاحبت موجة الطقس السيء.

ـ القاهرة.. العاصمة تتجاوز أخطاء الماضى
شهدت شوارع محافظة القاهرة أمس موجة أمطار متوسطة، وكثفت الأجهزة المعنية من تواجدها بالشوارع بعد توجيهات محافظ القاهرة اللواء خالد عبدالعال برفع حالة التأهب، لمواجهة تراكم المياه بالشوارع.

ونجحت أجهزة المحافظة بجنوب القاهرة في مواجهة الموجة الثانية للأمطار، وتلافى الأخطاء التى وقعت فيها فى موجة الأمطار السابقة، شهد شوارع العاصمة سيولة مرورية، وانتظام العمل بكافة المرافق، وتواجد رجال المحافظة بالشوارع الفرعية والرئيسية بشافطات مركزية وبجوار البالوعات الخاصة بالصرف بجانب عمال هيئة النظافة وأجهزة الحي وشركتي المياه والصرف الصحي بالقاهرة للتخلص الفوري من المياه الراكضة والمتابعة اللحظية.

ومن جانبه؛ قال محسن صلاح رئيس هيئة النظافة، إنه تم الاستفادة من الدرس السابق، وكان التواجد الميدانى كثيفا، وهو ما انعكس على الوضع بالشوارع، مؤكدا أن غرفة العمليات لم تتلقى أي شكاوى رغم شدة الأمطار ليلًا.

ومن ناحيته، أوضح إبراهيم صابر، نائب المحافظ للمنطقة الشرقية، أنه تم رفع حالة الاستعداد منذ صباح أمس، بعد التنسيق مع الأرصاد الجوية لمعرفة حالة الطقس، مؤكدا أن المحافظة قامت بإنشاء بالوعات جديدة في عدد من أحياء القاهرة، لسرعة التخلص من المياه الراكضة.

ـ الإسكندرية.. 3 وفيات و10 مصابين فى حوادث مختلفة

بالرغم من إعلان محافظ الإسكندرية، رفع درجة الاستعداد القصوى والطوارئ لمواجهة النوة، إلا أن العديد المناطق غرقت فى مياه الأمطار، أمس الأربعاء، وعلى رأسها منطقة أسفل كوبري محرم بك، سبورتنج، الإبراهيمية، عبد القادر بالعامرية، وش ٤٥، والعجمي.

وشهد العديد من الأحياء حوادث انهيار العقارات، ففي حى وسط تلقت غرفة عمليات محافظة الإسكندرية، بلاغا بسقوط أجزاء من عقار بمحرم بك، وتبين بالمعاينة سقوط أجزاء من السلم بالدور الأرضى وسقوط سقف شقة بالأول علوى بالإضافة إلى سقوط سقف الثالث منذ فترة، فيما أشار الحى إلى أن العقار صادر له القرار رقم 83 لسنة 2018 بإزالة الدور الثالث والثانى وترميم الأول والأرضى.

وفى حى الجمرك بالإسكندرية، ورد بلاغ بانهيار أجزاء من عقار بدائرة قسم المنشية، وتوجهت المهندسة سحر شعبان رئيس حى الجمرك للموقع ومهندس المنطقة وتم التنسيق الفورى مع الجهات المعنية وقسم شرطة المنشية وتم تأمين المارة.

وفى سياق متصل، انهارت ٣عقارات، أحدهما بشارع بن الخطاب بمحطة مصر، أسفر عن مصرع عامل تحت الأنقاض، تمكنت قوات الحماية المدنية من استخراج جثته بعد 3 ساعات، وعقاران بمنطقة غيط العنب، دون وقوع إصابات، فيما لقى مواطن مصرعه وأصيب آخر يوم الثلاثاء، في حادث سقوط لافتة إعلانات بمنطقة لوران التابعة لقسم شرطة أول الرمل بالإسكندرية بسبب الرياح وسوء الحالة الجوية.

وكان أصيب 8 تلاميذ بالمرحلة الإبتدائية، صباح الأربعاء، في حادث انقلاب أتوبيس تابع لمدرسة سانت كاترين أعلى كوبري التاريخ بمنطقة كفر عشري بالقباري غربي الإسكندرية، وتنوعت الإصابات بين جروح وكدمات حسبما صرح الدكتور محمد سليمان وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية.

فيما شهدت الساعات الأولى من صباح اليوم الخميس، نشوب حريق هائل بأحد تانكات المستودعات الجنوبية التابعة لشركة الإسكندرية للبترول، بمنطقة وادي القمر، تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة عليه، كما استطاعت السيطرة على حريق آخر نشب بورشة أخشاب بمجمع سيتي لايت بالسيوف، بعد أن استمر لأكثر من 3 ساعات.

فيما أعلنت هيئة ميناء الإسكندرية توقف حركة الملاحة، وشدد اللواء عطية علي مركز العمليات وإدارة الأزمة بالميناء، بضرورة الجاهزية لمواجهة أى طارئ على مدار اليوم، التعامل الفورى مع أي بلاغ، بالتعاون مع إدارتي الخدمات البحرية وحركة السفن، والإدارات المعنية الأخرى.

وقال رضا الغندور، المتحدث الرسمي باسم هيئة الميناء، إن إدارة الحركة قررت غلق البوغاز، نظرا لارتفاع الأمواج لأكثر من 4 أمتار، وزيادة سرعة الرياح لتصل إلي 26 عقدة.

ـ البحيرة..
شهدت مدن وقرى محافظة البحيرة، موجة من الطقس السيء المصحوب بسقوط أمطار غزيرة، منذ الساعات الأولى لصباح أمس الخميس، بالتزامن مع موجة الطقس السيء التي تشهدها جميع المحافظات على مستوى الجمهورية ونتج عن ذلك غرق الشوارع وإغلاق المحلات التجارية وتوقف حركة الملاحة والصيد ببوغاز رشيد وميناء إدكو والمعدية، نظرا لارتفاع الأمواج عن معدلاتها الطبيعية.

ومن جانبها أعلنت محافظة البحيرة، رفع درجة الاستعداد لمواجهة السيول والأمطار الغزيرة، عن طريق تفعيل إدارة الأزمة بكل مركز ومدينة بنطاق المحافظة، والإبلاغ الفوري لغرفة عمليات المحافظة لاتخاذ الإجراءات المناسبة بشأنها، لسرعة التدخل وحل المشكلة ورفع المياه من الشوارع أولا بأول.

وتلقت غرفة العلميات بالديوان العام بمحافظة البحيرة، عدد من الشكاوى، حيث أن مركز أبو حمص هو المركز الوحيد الذي تم دعمه بسيارة السيول وسيارتين للحماية المدينة، هذا بالإضافة للسيارات التابعة لمجلس مدينة أبو حمص.

كما تلقت غرفة العمليات، بوجود تجمعات لمياه الأمطار بالقرب من كوبري 45 بالطريق الدولي الساحلي، وكوبري إيتاي البارود وكوبري أبو حصيرة بمدينة دمنهور، حيث تم الدفع بسيارات كسح من مجالس المدن التابعة لها وتم إزالة الأمطار.

ومن جانبه؛ أكد اللواء هشام آمنه محافظ البحيرة، على رفع درجة الاستعداد القصوى تزامنا مع تحذيرات الأرصاد الجوية بسوء حالة الطقس وذلك طريق مراجعة صفايات المطر وبالوعات الصرف الصحى خاصة في أماكن تجمعات المياه ومراجعة أعمال صيانة الكهرباء بالشوارع والإبلاغ الفوري عن الأسلاك والأعمدة الكهربائية التي تأثرت بموجة الأمطار.

وأعلن محافظ البحيرة، أنه تم توفير 5 مواتير شفط بكل مدينة للتخلص من المياه والتجمعات بالشوارع الرئيسية، لافتا إلى أنه تم وضع خطة لاستدعاء سيارات الكسح في الأوقات الطارئة لرفع المياه، حيث أهاب بجميع المواطنين اتخاذ الحيطة والحذر واتباع الإرشادات، حفاظًا على الأرواح والممتلكات العامة والخاصة والامتناع قدر الإمكان عن السفر، أو الخروج من المنازل خاصة الأطفال والمعاقين وكبار السن، مطالبا بالابتعاد قدر المستطاع عن الأماكن المنخفضة، أو المواقع القريبة من الأودية ومخرات السيول، وإعطاء الأولوية الأولى والقصوى لحماية الأرواح، وحفظ الأنفس، ومساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، ونقل الأمتعة والممتلكات الثمينة للأدوار العليا في المساكن المعرضة لسير الأمطار ووقف المعديات النيلية التي تقل المواطنين بنهر النيل والرياح التوفيقي حفاظا علي ارواح المواطنين.

كما وجهت محافظ البحيرة بإحكام إغلاق محابس الغاز، واسطوانات البوتاجاز، وفصل التيار الكهربي عن العقارات المعرضة لتسرب المياه، والابتعاد عن الأعمدة الكهربائية التي تمثل خطورة على حياة المواطنين.

وأكد محافظ البحيرة، أن هناك متابعة لحظة بلحظة، من غرفة العمليات بالديوان العام، للتقلبات الجوية وسوء الطقس، وسرعة الانتقال لرفع أي إعاقة لحركة سير المواطنين في الشوارع، مشيرا إلى رفع درجة الاستعداد بشركتي الكهرباء والمياه، وتخفيض ضغط المياه في الشبكات العمومية عند الحاجة لذلك، كما وجّهت مسئولي الري والصرف بضرورة متابعة مناسيب الترع والمصارف بصورة دقيقة على مدار الساعة.

ومن جانبه؛ تفقد اللواء جمال الرشيدي، مدير أمن البحيرة، أعمال رفع أثار الأمطار أسفل الكباري العلوية بالطريق الزراعي للتأكد من عدم إعاقة الأمطار للحركة المرورية، موجها بالدفع بسيارات شفط مياه تابعة لإدارة الحماية المدنية لمواجهة سقوط الأمطار.

ولاقت جهود الأجهزة التنفذية بالوحدات المحلية، بسرعة الانتقال ورفع أثار مياه الأمطار من الشوارع استحسان المواطنين.

وتسبب سوء الأحوال الجوية، فى إغلاق بوغاز البرلس، وتوقف حركة الصيد بالبحيرة بسبب الرياح الشديدة، وارتفاع الأمواج، وكذلك بالبحر الأبيض المتوسط، خوفًا من تعرض الصيادين، ومراكبهم لأى مخاطر.

ـ كفر الشيخ..
لم يتم رصد أى خسائر أو انهيارات حتى الآن فى نطاق محافظة كفر الشيخ، منذ بداية موسم سقوط الأمطار، حيث أن المحافظة لا يوجد بها أى جبال وأرضها منبسطة، ولكن تحولت بعض الشوارع فى المراكز والمدن إلى تجمعات وبرك مائية.

واستعدت محافظة كفر الشيخ، منذ فترة كبيرة لموسم الشتاء، من خلال مراجعة جميع محطات الرى، وطلمبات الرفع بمصبات ونهايات المصارف، ومحطات الطوارئ، فضلًا عن تجهيز معدات الكهرباء، والميكانيكا.

وشهد الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ كفر الشيخ، فى شهر أكتوبر الماضى، الاصطفاف التجريبى لمواجهة مخاطر السيول والأمطار والكوارث، بموقع الإسعاف الطائر المجاور لجامعة كفر الشيخ، قبيل بدء فصل الشتاء، بناءً على تكليفات الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء ووزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، لجميع المحافظين برفع درجة الاستعداد لمواجهة مخاطر السيول والأمطار.

ومن جانبه، أكد المهندس أشرف المحمدى حجازى، رئيس الإدارة المركزية للموارد المائية والرى بمحافظة كفر الشيخ، أن المحافظة غير معرضة لمخاطر حدوث سيول بها، لافتًا أن الأمطار التى تسقط على مراكز ومدن المحافظة متوسطة حتى الآن.

وأضاف «حجازى»، لـ«الدستور»، أنه لا يوجد أى أماكن معرضة للانهيار بسبب السيول بمحافظة كفر الشيخ، حيث أن المحافظة لا يوجد بها أى جبال وأرضها منبسطة، وهذه من المميزات التى تميز المحافظة عن المحافظات الأخرى.

وأوضح «حجازى»، أن هناك تواصل دائم مع غرفة عمليات وزارة الموارد المائية والرى، لمعرفة التنبؤات بحالة الطقس أولًا بأول، كما يتم التواصل على مدار الـ24 ساعة مع غرفة العمليات المركزية بديوان عام محافظة كفر الشيخ، لمتابعة تجهيز المعدات، ورفع حالة الطوارئ حين احتياج الأمر إلى ذلك، مشيرا إلى أنه تم تفعيل لجان المرور على مخرات السيول للوقوف على مدى جاهزيتها لاستقبال موسم الشتاء منذ بداية فصل الخريف، وأنه يتم تطهير الترع والمصارف بصفة يومية حتى تستوعب كميات المياه الناتجة عن الأمطار.

ـ البحر الأحمر..
انتهت محافظة البحر الأحمر من بناء منظومة السدود ببعض مدنها لحمايتها من مخاطر السيول، استعدادًا لمواجهة أزمات سقوط السيول بها خاصة فى مدن الجنوب ومدينة رأس غارب شمال المحافظة، والتي تعتبر مهبطا دائما للسيول خلال الموسم الشتوي.

وتم إنشاء 10 سدود ضمن منظومة محكمة لحماية المدن من مخاطر السيول ببناء وإقامة 5 مناطق حماية بالمحافظة، بمدن رأس غارب، والغردقة، والشيخ الشاذلى، وبرنيس، وشلاتين، بإجمالى 10 سدود و6 بحيرات صناعية و3 حاجز توجيه، " 2 سد و5 بحيرات صناعية بالغردقة – 2 بحيرة وحاجز ترابى وسد تخزين بحلايب وشلاتين – و4 سد بمنطقة الشيخ الشاذلى بمرسى علم – وحاجز توجيه بعرب صالح منطقة القصير- و2 بحيرة وحاجز ترابى وسد تخزين بمنطقة حلايب وشلاتين – و3 سدود بمنطقة رأس غارب".

وكانت قد أعلنت الإدارة العامة للمياه الجوفية بالبحر الأحمر، في وقتٍ سابق، عن انتهاء العمل من بناء السدود لمواجهة السيول، حيث أنه تم الانتهاء من تنفيذ 4 سدود إعاقة لحماية بعض المناطق من أخطار السيول، وجارى العمل بسد وبحيرة التهدئة بوادى الحواشية بمدينة رأس غارب،والتي افتتحها الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الري في نوفمبر الماضي.

ومن جانبه؛ أكد اللواء أحمد عبد الله محافظ البحر الأحمر، أن الدولة أنشأت منظومة سدود لحماية مدن البحر الأحمر من مخاطر السيول تجاوزت تكلفتها 400 مليون كمرحله أولى، مشيرا إلى أن المرحلة الثانية سيكون تكلفتها أكثر من ذلك طبقا للخطة التي وضعها لحماية المدن.

وأضاف محافظ البحر الأحمر في تصريحات صحفية، أن مصر بدأت بخطوات استباقية في مواجهة مخاطر السيول حتى لايحدث كما يحدث في بعض الدول الأخرى.

وأضاف اللواء ياسر شعبان رئيس مدينة رأس غارب لـ"الدستور"، أن رأس غارب حصلت على الاهتمام الأكبر من ناحية إنشاء السدود؛ حيث أنها من أكثر المدن المعرضه لها، مشيرا إلى أنَّه تم إنشاء بحرية و3 سدود بها بمثابة حواجز مانعة لوصول المياه للمدينة تماما.

ـ الفيوم..
ضربت موجة من الطقس السيء محافظة الفيوم منذ مساء أول أمس الأربعاء واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس الخميس وتسبب هطول الأمطار بغزارة في إغراق الشوارع والأزقة وتحويلها إلى بحور مياه أو مستنقعات.

وكانت أكثر الشوارع تأثرا هي الشوارع غير المسفلتة والتي تحتوي على كميات من الأتربة تحولت بفعل الأمطار إلى تلال من الطين والوحل واضطرت أغلب المحلات التجارية إلى غلق محالها بعد أن خلت الشوارع من المارة.

وشهدت أغلب المدارس ارتفاعا كبيرا وملحوظا في نسبة الغياب بين التلاميذ والطلاب أمس الخميس بسبب سوء حالة الشوارع وبرك المياه ومستنقعات الوحل التي كادت أن توقف الحياة تماما بمدينة الفيوم ومراكزها.