رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لتسببها في وفاة شخص كل ٣٠ دقيقة حول العالم..

إطلاق حملة للوقاية من خطر السكتة الدماغية في مصر

جريدة الدستور

خطر السكتات الدماغية ليست مشكلة محلية فقط، ولكنها مشكلة عالمية خطيرة تتسبب في وفاة حالة كل 30 دقيقة أو إصابتها بالشلل على مستوى العالم، وفى مصر تشكل الخطر الثاني بين الأمراض المسببة للوفاة والإعاقة بمعدل 13.3 % طبقا لإحصاءات منظمة الصحة العالمية، مما يضيف أعباء اقتصادية على المجتمع، فيما أدى المرض عام 2012 إلى وفاة 69 ألف شخص وهى المسبب الأول للإعاقة عالميا.

وأطلقت الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب، حملة للتوعية بأعراض السكتة الدماغية تحت شعار "بأيدك تنقذ حياتك من جلطة المخ" خلال الأربع ساعات الأولى من الإصابة بأعراضها، مما يترتب عليه إنقاذ الحياة، وتجنب الشلل والإعاقة، جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي، الخميس، على هامش المؤتمر الدولى للسكتة الدماغية.

وقال الدكتور مجد فؤاد زكريا، أستاذ المخ والأعصاب، رئيس اللجنة القومية للسكتة الدماغية، إنه من المتوقع تضاعف معدل حالات الإصابة بالسكتات الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدى 15 عاما مقبلة، فيما يعنى زيادة معدلات العجز والوفاة، وتعتمد الحملة التي تم إطلاقها على رفع مستوى الوعي، مشيرا إلى أن اللجنة القومية للسكتة الدماغية تركزت أهدافها على خفض عدد الحالات التي يتم إصابتها بالإعاقة المؤثرة على المريض، وأسرته، وعمله، ويصل عددهم إلى 75 ألف حالة سنويا في مصر، من أصل 300 ألف حالة يتم اصابتها سنويا بجلطة المخ.

وأضاف أن اللجنة هدفت أيضا إلى توسيع قاعدة المستشفيات التي يمكن استقبالها للحالات المصابة بجلطة المخ عن طريق تجهيز فرقها الطبية بطرق استخدام العقاقير المذيبة لجلطة المخ خلال الساعات الأربع الأولى والتي تستجيب فيها الجلطة الوريدية للإذابة بالعقاقير على أقصى تقدير، لافتا إلى أنه تم بالفعل تجهيز وافتتاح مستشفى هليوبوليس التابعة للمؤسسة العلاجية والتأمين الصحى بوزارة الصحة لاستقبال تلك الحالات، وذلك بجانب المستشفيات الجامعية المجهزة أساسا لاستقبال الحالات ومن بينها مستشفيات كليات طب عين شمس، وقصر العينى، وأسوان، والإسكندرية، وجامعة أسيوط.

ومن جانبه، أشار الدكتور هانى عارف، أستاذ المخ والأعصاب بكلية طب عين شمس، إلى أنه طبقا للإحصائيات المصرية فإن معدل الإصابة السنوي 250 ألف مريض يتوفى منهم 70 ألف، ويظل عدد كبير من باقي المرضي يعاني من أعاقه دائمة، وبالتالي لابد من زيادة الوعي بين المواطنين بأعراض الجلطة المبكرة، وتشمل صعوبة في الكلام، واعوجاج في الفم أو ثقل في اليد، والقدم بصورة مفاجئة حيث يجب التوجه فورا إلى أقرب مركز مؤهل لعلاج السكتة الدماغية في الساعات الذهبية الأولى ومدتها 6 ساعات يمكن خلالها علاج الجلطة عن طريق إزالتها بالقسطرة المخية، ويستفيد من هذه التقنية 15 % من المرض الذين يثبت أن الجلطة تسببت في غلق شريان رئيسي بالمخ أما باقي الحالات 85 %؜ فتستفيد من إذابة الجلطة عن طريق الحقن الوريدي بمذيب الجلطة في الأربع ساعات ونصف الأولى.

ولفت إلى أن عدم وجود وعي عند رجل الشارع العادي بأعراض الجلطة الدماغية وأهمية التوجه إلى أقرب مركز متخصص لعلاجها عند الشعور بأي أعراض يعد أحد الأسباب الهامة لتأخر عدد المصابين الذين تم علاجهم، كما يجب توعية أطباء الطوارئ بأهمية علاج الجلطة الدماغية في الساعات الأولى وأهمية سرعة نقل المريض إلى أقرب مستشفي مجهز لذلك.

وبدوره، ذكر الدكتور حسام صلاح، أستاذ المخ والأعصاب، أن كل ثانية تمر على الإصابة يفقد المريض 35 ألف خلية مخية وبالتالي فإن التعامل مع هذا المرض يحتاج إلى يقظة وسرعة في التداخل، مضيفا أن المشروع القومى الجديد لعلاج السكتات الدماغية فى مصر من خلال وزارة الصحة يهدف إلى دعم المستشفيات بالخدمة العاجلة لعلاج هذا المرض في إطار دعم تدريب الكوادر الطبية وإنشاء وتجهيز وحدات متخصصة للتعامل السريع والمتخصص من كافة الأطقم الطبية داخل هذه المنشأة لإنقاذ المريض ويتم من خلالها صرف عقار جديد يعمل على إذابة الجلطة وتقليص تداعيات ما بعد الإصابة بالسكتات الدماغية من خلال قرارات نفقة الدولة.

كما علق ياسر فرغلي، المدير العام لشركة بوهرنجر إنجلهايم في مصر، قائلًا: "ما تزال بوهرنجر إنجلهايم ملتزمةً بدعم المرضى والمتخصصين في الرعاية الصحية في مصر من خلال التشجيع على إنشاء وحدات السكتة الدماغية في المستشفيات وتوفير التدريبات اللازمة للمتخصصين فيما يتعلق بالبروتوكولات العالمية لعلاج السكتة الدماغية، هذا إلى جانب إيماننا بأهمية دور الشركات في دعم مبادرات وحملات التوعية بهدف إنقاذ المريض المصري".

ويقول الدكتور نبيل العجوز، أستاذ المخ والأعصاب ورئيس شعبة السكتة الدماغية بالجمعية المصرية، إن الحملة تهدف الى رفع التوعية بالإسراع في الوقت المستغرق بين دخول المريض المستشفى وبدء تلقي العلاج، وثانيا دعم تأسيس وحدات علاجية متخصصة للجلطات في المستشفيات مما سيؤدي بشكل مباشر إلى نتائج أفضل وأسرع، والهدف الثالث والأهم هو زيادة الوعي حول الإدارة السليمة لهذا المرض في المجتمع وبين المتخصصين في الرعاية الصحية.