رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كاتب إماراتى لـ"الدستور": نحن "أولاد زايد" و"الأب المؤسس" أوصانا بمصر

جاسم خلفان
جاسم خلفان

في الثاني من ديسمبر من كل عام، تتحول مدن دولة الإمارات وشوارعها إلى ساحات لاحتفالات تكشف عمق الحب والولاء والانتماء للوطن، احتفاء بذكرى إعلان تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة على يد قائد تاريخي استثنائي هو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ففي مثل هذا اليوم من عام 1971، أعلن الشيخ زايد، قيام دولة الاتحاد، التي نالت بسرعة قياسية اعتراف دول العالم، وحظيت ولا تزال، بتقدير واحترام القادة والشعوب كافة، وتحولت في غضون السنوات والأربعين الفائتة من عمر الاتحاد إلى نموذج في بناء الدول، وقدوة على صعيد التنمية والبناء.

ويقول الكاتب الإماراتى والمحلل السياسي الدكتور جاسم خلفان، في الذكرى السابعة والأربعين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، نستحضر ذكرى رحيل "الأب المؤسس" الذى أخذ على عاتقه أن يكون همه واهتمامه الأول "الإنسان الإماراتي"، وكانت مقولته الشهيرة "شعب الإمارات عيالي" لذلك نحن نسمى "أولاد زايد"، فوفر لهم رغد الحياة منذ الصغر حتى الكبر واشتداد العود ثم بداية تحمل المسئولية، ثم جاءت بعد ذلك القيادة الرشيدة الحالية والتي هى امتداد السلف الصالح التي سارت على نهج الأب، فتحولت النظيرة من "رعاية شاملة على الإنسان إلى تنمية شاملة في هذا الإنسان"، فأصبحت دولة الإمارات التي تحولت لنموذج عالمي ليس على المستوى السياسي والبناء الاتحادي فقط، بل نموذج ملهم في التنمية بكل مجالاتها ومؤشراتها، وأصبحت أيقونة الأوطان، مشيرًا إلى انتقال الإمارات من مرحلة لم يكن بها سوى مدارس معدودات إلى بناء أول قمر صناعي بأيد إماراتية والإعلان عن إرسال رائدي فضاء إماراتيين في إطار خطة وضعتها القيادة الرشيدة لمائة عام تهدف إلى بناء أول مستوطنة بشرية على الكوكب الأحمر بحلول 2117، والوصول بمسبار الأمل الإماراتى إلى كوكب المريخ في عام 2021 تزامنًا مع الذكرى الخمسين لقيام دولة الإمارات، وامتلاك برنامج متكامل لاستكشاف الفضاء، فضلًا عن الأهداف التنموية الطموحة المدرجة فى رؤيتي الإمارات 2021 ومئوية الإمارات 2071.

وأضاف "خلفان" في حديثه لـ"الدستور"، أنه لاشك أن جزءًا كبيرًا من نجاح الإمارات وتميزها يكمن في منظومة القيم والمبادئ التي غرسها زايد القائد؛ حيث تحولت هذه القيم والمبادئ إلى ركائز للقوة الناعمة التي تمتلكها الدولة، وأصبحت بفضل هذه القوة نموذجا عالميا يشار إليه بالبنان في التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، لافتًا إلى أن اليوم الوطني يمثل مناسبة غالية على قلب كل مواطن من أبناء الإمارات، حيث قيام الاتحاد الإماراتي الذي وفر للجميع أسباب ومقومات الرخاء والرفاهية والسعادة، وزاد: "وما يزيد الفخر الوطني في نفوسنا أن احتفالاتنا تشهد كل عام مزيدًا من الإنجازات والنجاحات في مجالات التنمية بمؤشراتها كافة، بما يعكس استكمال رؤية زايد في البناء والتنمية والتطوير في عهد القيادة الرشيدة الحالية، وعلى رأسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، والشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبى، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة".

وحول سبب المكانة الخاصة في العلاقات التي تتميز بها مصر والإمارات على مستوى القيادتين والشعبين، قال "خلفان": "لن أقول إن الشيخ زايد وصانا بمصر لإنها جملة عابرة، ولكن سأقول من واقع عايشته حيث ـ"زايد وأخيه راشد" تواصلا مع مصر قبل قيام دولة الإمارات عام 1971، فحب زايد يمكن اختصاره في قول إنه "كان يستدين من البنوك لدعم الجيش المصري"، وكانت له نظرة ثاقبة، حيث كان يصور مصر بـ "قلب وخيمة العرب"، وكان دائما يراها في حديثه الشقيق الأكبر القوي بجيشها العظيم، ويدرك قيمتها ومكانتها التاريخية، وبالتالي أصبحت لمصر في نفوس الإماراتيين مكانة خاصة، إذا أدركوا نظرة "زايد" فى توصيته على مصر في محلها وبأنهما الدولة القوية الباقية مهما حدث من حروب وخسائر، فقدموا كل ما يعكس حب الإمارات لها، كي تبقى عزيزة أبية عونًا وسندًا لأمتها العربية والإسلامية، مضيفًا فالعلاقة بين مصر والإمارات مبنية لـ"تنمو وتعيش وتزدهر" وهى خط مفتوح منذ أن وعينا على الدنيا؛ إذ اختلط الدم سواء في الحروب أو بالنسب الاجتماعي أو بالتعليم أوبالثقافة أو بالتجارة"، منوهًا إلى دخول قوة مصر الناعمة في بيوت كل العرب من خلال فنها الذي يشمل "المسلسلات والأفلام والمسرحيات والغناء".

وختم بقوله: "من دواعي سرورنا في دولة الإمارات أن نتشارك الأفراح باليوم الوطني مع الشعب المصري الشقيق، وقد أوصى أبناءه الكرام على مصر وشعبها".