رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مروج "مبومالانجا" بجنوب أفريقيا.. البقعة الأكثر تلوثا في العالم

جريدة الدستور

كشفت منظمة السلام الأخضر "جرينبيس"، المعنية بالبيئة في العالم، أن مرتفعات مبومالانجا ومروجها المليئة بالأزهار البرية في دولة جنوب أفريقيا تعد من أكثر مناطق العالم تلوثًا، رغم أنها مغطاة بالنباتات الخضراء المنتشرة على مساحات واسعة.

وقالت "جرينبيس" في تحليل لصور أقمار صناعية نشرته أخيرًا إن مرتفعات مبومالانجا تعد أكبر مساحة متصلة في العالم ملوثة بغاز ثاني أكسيد النيتروجين NO2 المميت، لافتة إلى أن المنطقة بها العديد من محطات توليد الطاقة التي تعمل بالفحم، والمملوكة لشركة "إسكوم" الوطنية في جنوب أفريقيا.

وتقوم منظمة "السلام الأخضر" بتحليل يومي لصور الأقمار الصناعية التي جمعت بواسطة القمر الصناعي "كوبرنيكوس سينتينال – 5P" في الفترة من أول يونيو إلى 31 أغسطس. ويقول باحثون تابعون للمنظمة إن كميات الغاز التي تم رصدها شكلت أعمدة من الغازات في طبقات الغلاف الجوي للأرض، مشيرين إلى أن الفترة التي رصدت فيها معدلات التلوث الأعلى حدثت خلال الفترات التي تتزايد فيها أنشطة توليد الكهرباء في دولة جنوب أفريقيا.

وبينت المنظمة أن الصين نافست جنوب أفريقيا في مسألة التلوث بغاز ثاني أكسيد النيتروجين السام حيث احتلت الصدارة كأكبر دولة في العالم من حيث عدد البقع الملوثة بغاز NO2 المميت، وتلتها منطقة الشرق الأوسط التي حلت في المرتبة الثالثة عالميًا، ثم الاتحاد الأوروبي، فالهند، والولايات المتحدة، وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

المعروف أن انبعاث غاز ثاني أكسيد النيتروجين يتزايد بسبب تصاعد انبعاثات المناطق الصناعية، وعوادم السيارات، حرق المنتجات الزراعية. ويتكون غاز ثاني أكسيد الكربون السام جراء حرق الوقود تحت درجات حرارة عالية، أو بسبب حرق الوقود الذي يحتوي على نيتروجين. وينجم عن ذلك الغاز في مستوياته المنخفضة التهاب العيون والأنف والحلق والرئتين، بينما يتسبب التعرض له لفترات أطول في إصابة الإنسان بأمراض تنفس مزمنة، فضلًا عن أن انبعاث غاز ثاني أكسيد النيتروجين مصحوبًا بالرطوبة في الأجواء يتسبب في سقوط ما يعرف بـ"الأمطار الحمضية".

كما يتصاعد غاز ثاني أكسيد النيتروجين السام مع أدخنة التبغ والسجائر المشتعلة، الأمر الذي دفع مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس أضانوم غيبريسوس، إلى الإعلان أن تلوث الهواء بما يعرف "بالتبغ الجديد" يتسبب في قتل سبعة ملايين إنسان كل عام.

ونظرًا لاعتماد جنوب أفريقيا على الاستخدام المكثف للفحم في توليد الطاقة، فإن مستوى انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين تفوق بأكبر من 10 مرات نظيراتها في الصين واليابان. وتقول "جرينبيس" إنه على الرغم من إمكانات جنوب أفريقيا الكبيرة على صعيد مصادر الطاقة المتجددة، فإن شركة "إيسكوم" الوطنية لم تشرع في الاعتماد على تلك المصادر إلا في الآونة الأخيرة.

المعروف عن مدينة "إمالاهليني"، التي تعني باللغة المحلية "موقع الفحم" وتعد أكبر مدينة في منطقة مبومالانجا، أنها الأسوأ في معدلات التلوث في جنوب أفريقيا.

وكشفت دراسة أجرتها جماعة مراقبة البيئة "جراوند وورك" في عام 2014 أن توليد الكهرباء في محطات تعمل بالفحم يتسبب في أكثر من 50 في المائة من الحالات المرضية التي تعرض على المستشفيات وحالات الوفاة الناتجة عن أمراض التنفس في المنطقة.

وتبين تحليلات الطقس والمناخ أن الرياح باتت تحميل الهواء الملوث من الغرب إلى جوهانسبرج، كبرى مدن جنوب أفريقيا، والعاصمة بريتوريا.

وتقول مديرة حملة المناخ والطاقة لجنوب أفريقيا في منظمة "جرينبيس"، ميليتا ستيل، "إنه نظرًا لأن أحزمة الفحم في جنوب أفريقيا خفية عن العيون لغالبية الشعب في البلاد، فإنه من اليسير الإدعاء بأنها ليست موجودة في الأساس، لكن الواقع يؤكد أن استخراج الفحم وحرقه تصاعدت آثاره بصورة كبيرة على الناس الذين يقطنون في المنطقة".