رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قصاقيص زلعوكة»

زلعوكة
زلعوكة

يجلس على باب غرفته، منهمكًا في تحضير كوب الشاي. يتكئ بيده على باب خشبي عتيق، مرصع بالصور الملونة، يتطلع إليها بين آن وآخر، يظل قابعًا داخل غرفته بعد انتهاء عمله، يتصفح المجلات ويتأمل صورها، يقص منها ما يحلو له، ثم يلقصها على باب غرفته.

«طه متولي»، المشهور بـ«زلعوكة»، يعمل بائع جرائد منذ 57 عامًا، ورثها عن والدته، ما زال يتذكرها حتى اليوم ويقرأ لها الفاتحة فور استيقاظه من النوم: «أهم شيء في الحياة الأم، والرسول قال أمك أمك أمك، أمى دي حبيبتى والدنيا كلها عارفة إنها روحي»، مؤكدًا أنه كان يبيع الجرائد منذ عهد الرئيس الراحل «جمال عبدالناصر»: «كان الجورنال بقرشين صاغ وتعريفة».

بدت حالة الرجل السبعيني كـ لوحة إنسانية متكاملة الأركان، يتذكر الموتى بالرحمة ولا يخلو كلامه من ذكرهم والدعاء لهم: «ابن شقيقتي توفى في حادث وسنه صغير، صورته على الحائط لا تفارقني وأدعو له، أتذكر الطبيب عبدالفتاح نانا الذي أجرى لي العملية بعدما خبطتني سيارة وعمري 40 عامًا، كنت أعمل عربجي وقتها ومكثت في المستشفى عامان، وقبل أن أخرج أخبرني أنني لا أصلح للزواج».

يقطن «زلعوكة» في غرفة صغيرة بمنطقة «القلعة»، تنتمى أسرته إلى «طنطا» لذا يهتم بحضور مولد «سيدي البدوي» دائمًا، ويشتري الحلوى والحمص من هناك: «غاوي أقصقص الصور وأعلقها، لأنها تعجبني، مكسبي في الجرائد حسب رزق الله، 15 أو 30 جنيهًا في اليوم، هناك زبون يشتري 3 جرائد يعطينى 10 جنيهات والبركة في ربنا».