رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تفاصيل ندوة مناقشة كتاب "الإرهاب.. التشخيص والحلول" بجامعة الفيوم

كتاب الإرهاب.. التشخيص
كتاب "الإرهاب.. التشخيص والحلول"

قال الدكتور محمد عبدالله عفيفي، أستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية دار العلوم، إن الشيخ عبد الله بن بيه، ينطلق من خلفية فكرية وعلمية عميقة؛ لذا حين نقرأ كتابه "الإرهاب.. التشخيص والحلول" ندرك أن ما يقدمه يمثل عصيرًا مركزًا لكثرة أفكاره التي تدور حول ماهية الإرهاب وأسبابه والحلول الواجب على الأمة اتخاذها.

وأضاف "عفيفي"، خلال ندوة كلية دار العلوم بجامعة الفيوم، لمناقشة كتاب "الإرهاب.. التشخيص والحلول"، أن المؤلف حين استقرأ الواقع فى دعاوى الناس فى أسباب انتشار العنف والإرهاب يقر في البداية بصعوبة حصر أسباب الإرهاب لأنّ كل جهة تريد أن تحمله رؤيتها أو أجندتها الخاصة، مشيرًا لقول "بن بيه":"فكم من شعب فقير ولم يظهر عنده الإرهاب، وكم من قوم لم يسمعوا عن شيء اسمه الديمقراطية يعيشون في سكينة، كما يشهد على ذلك تاريخ الإسلام، والشيء نفسه بالنسبة إلى حرية المرأة وإن كان لبعض هذه الأسباب دور في نشوء الإرهاب دون أن يكون كافيًا".

وتابع: "إن الكتاب يلخص بناءً على دراسة قامت بها مجموعة من الباحثين في جامعة مونتريال أسباب الإرهاب في خمسة رئيسة، هي: أسباب نفسية، وأسباب دينية، وأسباب سياسية، وأسباب اقتصادية، وأسباب ثقافية، ولكن أهم هذه الأسباب في نظر المؤلف هي الأسباب الثقافية؛ نظرًا لأن الثقافة تقوم على الإيديولوجيا والدين، فركز على ثقافة العنف لأنّها مرجع ومنبع الإرهاب وهذا عنده مكمن الداء، والحل الثقافي يتأسس على ثقافة التسامح وقيم تقبل الآخر".

وأوضح أن المؤلف عرف في الكتاب الثقافة، حيث يستعرض مجموعة من التعريفات لينتهي إلى أنّ الثقافة "حصيلة النشاط الاجتماعي في مجتمع، وأساليب الحياة والسلوك وأنماط القيم السائدة"، أما التسامح فيحيله إلى عدة معان منها: "اليسر والسهولة والسعة مما يدل على رفع الإصر والحرج والبعد عن التشدد، وقد هيأ الإسلام الأرضية المناسبة لترسيخ قيم ثقافة التسامح، فقرر العدل وشرع الحوار، ونهى عن سوء الظن والغيبة، وأمر بالرفق والتراحم وحسن الخلق ورأب الصدع، ونهى عن الغلو والتشدد".

وأوضح أن "بن بيه" عرف أيضًا مظاهر السماحة في الإسلام في كون اعتبار الإسلام أن البشر جميعًا أخوةً، واعترافه للآخرين بحقهم في ممارسة دينهم، واعتبار الحوار الوسيلة المثلى، وإقراره أنّ أصل العلاقة مع الآخر السلم والحرب استثناء، وتحديده أسباب الحرب بالاعتداء وليس الكفر، مستشهدًا على صحة ذلك بالأدلة الشرعية والشهادات التاريخية.