رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تهديدات داعشية.. تفاصيل أزمة المستبعدين من صالون الشباب للفن التشكيلي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جدل واسع أثاره قرار قطاع الفنون التشكيلية باستبعاد 6 أعمال من صالون الشباب للفن التشكيلي، في دورته الـ 29، وسحب الجوائز من الفنانين، لمخالفتهم اللوائح، كما ورد فى مذكرة مقدمة من لفنانة سوزان شكري، التى تلقت فيما بعد تهديدات لفظية من أصحاب تلك الأعمال.

 شكوى تكشف المستور.. واللجنة تستجيب بقرار حاسم

بداية الحراك كان بالبيان الصادر عن قطاع الفنون التشكيلية، الذى كشف خلاله التفاصيل الكاملة للأزمة، وتأكيده على عدم عرض الأعمال المقدمة من قبل، وحصول بعض منهم على جوائز رغم عدم أحقيتهم في المشاركة.

كانت لجنة فرز واختيار وتحكيم صالون الشباب فى دورته الـ 29، عقدت اجتماعا ظهر الثلاثاء الماضي، بقصر الفنون، بحضور كل من الفنانة سرية صدقي، رئيس اللجنة، والأعضاء الفنانة عقيلة رياض، الفنان عماد عبد الهادي، الفنان كلاى قاسم ، الفنان ضياء الدين داوود، والفنان محمد غالب، والفنانة رحاب عبد الواحد،  لبحث الشكوى المقدمة من سوزان شكري ضد كل من محمد التهامي، ونورا سليم، ورشا جوهر، ونهلة رضا، وأماني موسى، الفائزين بجوائز الصالون، التى أكدت خلالها أن العمل المقدم من الفنانة سارة فتحي ليس أكثر من كونه جزء من مشروع التخرج الخاص بها، وأن الفنان محمد التهامى، سبق له المشاركة بالعمل الفائز بالجائزة فى معرض سابق، وهو الأمر نفسه الذى قام به الفنانات نهلة رضا ، وأماني موسى ونورا إبراهيم، ورشا جوهر وسارة فتحي.

وبعد تأكد اللجنة من صحة القرائن المرفقة بالشكوى، قررت استبعاد الأعمال وسحب الجوائز من أصحابها، استنادا إلى البندين  6، 7 من لائحة امسابقة، وحرمانهم من المشاركة فى الصالون لمدة عامين، وحجب الجوائز التي تم منحها لأي من الفنانين السابق ذكرهم، مع استمرار باقي الجوائز كما هي دون أي تغيير.

سب وقذف وتهديدات داعشية

تطورت الأحداث بشكل سريع، وتلقت سوزان شكري، فى اليوم التالى للقرار، العديد من التهديدات ورسائل السب والقذفً، التى وصلت إلى حد التطرف والعنصرية، ووصفها بالكافرة، وأنها "لا تعرف ربنا"، وإرهابها على طريقة تنظيم داعش، وغيرها من الألفاظ، التى نشرتها الفنانة عبر صفحتها الشخصية بـ "فيس بوك"، قائلة عبر حسابها الشخصى على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك": "رفقًا بأسرتي من قسوة الإساءة لشخصي، سوف اكتفي بجزء من الرسايل، وآسفة على الألفاظ الخارجة المكتوبة، حزينة جدًا جدًا أن هذا هو المستوى الأخلاقى لشباب"، متابعة: "لن أعلق على هذة الرسائل التي وصلتني كرد فعل لموقفي، ولكن انشرها بعدما حذفت الأسماء حافظًا منى على عدم التشهير، وأيضًا لم أنشر الموضوع كأنفراد صحفي عن تجاوزات رغم أنه من حقي كصحفية، ولكن أنا في الأساس فنانة تشكيلية قضيتي الفن وأحواله، وأترك التعليق لكل من هاجمني بقصد أو عن عدم وعي بالحقائق أو بدون قصد".

وأضافت: "لمن لا يعرف الموضوع تقدمت بشكوى رسمية باسمى وصفتي للجنة الفرز والاختيار، عن مخالفات فى عرض صالون الشباب بقصر الفنون بالأوبرا الدورة 29، قيمة جوائز الصالون 140 ألف جنيه، وتنص شروط المسابقة على أنه: يحظر على الفنانين المشاركين التقدم بأعمال تم عرضها، أو تحكيمها في مسابقات سابقة بما في ذلك المشاريع الفنية الخاصة بالتخرج أو السنوات الانتقالية في الكليات المتخصصة، ومن يثبت مخالفتة للشروط يتم رفع العمل من العرض وسحب الجائزة وحرمان المشارك المخالف في دورتين متتاليتن. وأضافت"ذكرت فى الشكوى عن وجود أعمال تعرض للمرة الثالثة، وأيضًا أعمال تعرض للمرة الثانية ومنها حصلت على جائزة مادية 100 ألف جنيه هذا العام، والأغرب أن المقتنى الذي يمنح الجوائز لم يقتنى اللوحة بل يأخذها الفنان وتم إعادة استخدامها للمرة الثانية في مسابقة الصالون وحصل على جائزة تانية لنفس العمل، وأيضا عرضت أعمال لمشاريع تخرج، وهذا كلة بحسب اللائحة مخالف".

وأكملت: "ابحثوا عن مشاكل الشباب وسبب تدني أهمية الصالون مقارنة بالفعاليات الخاصة المدفوعة، صالون الشباب فعالية مفصلية في تاريخ الفنان".

وقالت شكري في تصريحاتها لـ "الدستور": "عندما ذهبت إلى الصالون للمشاهدة مثل أي فنان، شعرت أننى رأيت أكثر من عمل من قبل، دونت أسماء الفنانين، حتى أعود إلى المنزل وابحث عنهم، وأبحث في الكتالوجات التي أملكها من المعارض الخاصة، لربما يكون أيا من هذه الأعمال موجود بها، وبالفعل وجدت لوحة من ضمن اللوحة في كتالوج مهرجان جاليري "ضي" الذي نظم من قبل، وحصلات على جائزة بقيمة 100 ألف جنيه".

سرقة لوحة مجاهد العزب

وقائع مخالفة اللوائح بدأت منذ اليوم الأول لافتتاح الصالون، عندما كشف الفنان مجاهد العزب لـ "الدستور"، أن العمل الفني الفائزة بجائزة "الرسم" للفنان التشكيلي مصطفى ربيع، عملًا مكررًا، وأن فكرتها سرقت بالكامل من لوحة له ضمها معرض له بعنوان "الوجوه" بأتيليه القاهرة في عام 2006، مع اختلاف الألوان، مؤكدًا أن اللوحة معروفة لدى الجميع، وتم استخدامها كغلف لعدة كتب.

وأكد "العزب" أنه لا يعتب على الشاب الفائز بقدر ما يعتب على اللجنة المشكلة لاختيار الأعمال المشاركة في الصالون، منتقدا عدم دقة اللجنة في اختيار الأعمال الفائزة بالجوائز، متسائلًاً: على أي أساس وافقت اللجنة على مشاركة العمل في المعرض؟، وعلى أي أساس منحته الجائزة؟.

وأوضح أن الواقعة دليل على أن اللجنة لم تراجع أعمال المتقدمين للصالون، ولم تتأكد من عدم اقتباسها أو سرقة فكرتها من فنانين آخرين، مشيرًا إلى أن اختيار اللجنة لعمل مكرر دليل على جهلهم، وعدم متابعتهم الوسط التشكيلي، ويثير الشكوك حول الجوائز التي منحت في الصالون.