بومبيو لـ"وول ستريت جورنال": علاقة واشنطن والرياض والقاهرة مهمة جدًا

أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في مقال له على صحيفة وول ستريت جورنال نشرته اليوم الأربعاء، على أهمية العلاقات بين واشنطن والرياض والقاهرة، وأوضح أن قضية الكاتب السعودي جمال خاشقجي كانت مثارًا لأعمال وتحركات غريبة في الكونجرس والإعلام، وهو يعد خطأ فادحا للأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها.

وأشار بومبيو، في مقاله، إلى أن المملكة مهمة للاستقرار في الشرق الأوسط، حيث تعمل السعودية على ضمان ديمقراطية العراق الهشة، وتبقي بغداد بعيدة عن طهران، وتساعد الرياض في إدارة تدفق اللاجئين الهاربين من الحرب الأهلية في سوريا من خلال العمل مع الدول المضيفة.

وأضاف بومبيو أن المملكة تتعاون بشكل وثيق مع مصر، كما ساهمت السعودية بملايين الدولارات في الجهود التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة داعش والمنظمات الإرهابية الأخرى، ويعد إنتاج النفط السعودي والاستقرار الاقتصادي هما مفتاح الازدهار الإقليمي وأمن الطاقة العالمي.

وتساءل بومبيو في مقاله: هل من قبيل المصادفة أن الناس الذين يستخدمون قضية خاشقجي ضد سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هم نفس الأشخاص الذين أيدوا تقارب الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران، وهو النظام الذي قتل الآلاف في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مئات الأمريكيين؟ أين كانت تلك الدعوات؟ أين كانت تصريحاتهم عن حقوق الإنسان عندما أعطى أوباما الملالي أموالا للقيام بعملهم كأكبر دولة راعية للإرهاب في العالم؟

وأضاف أن السعودية، مثل الولايات المتحدة، وعلى عكس هؤلاء النقاد، تدرك التهديد الهائل الذي تمثله إيران للعالم، فطهران تنشر المزيد من الموت والدمار في الشرق الأوسط، وتشعل سباق التسلح النووي الإقليمي، وتهدد طرق التجارة، وتثير الإرهاب في جميع أنحاء العالم.

وتابع في مقاله: كان أحد أول أعمال محمد بن سلمان ولي العهد السعودي محاولة لاستئصال النفوذ الإيراني المزعزع للاستقرار في اليمن، حيث استولى الحوثيون المدعومون من طهران على السلطة في عام 2015، إن طهران تؤسس كيانًا يشبه حزب الله في شبه الجزيرة العربية، واستولى الحوثيون على ميناء رئيسي، وساعدتهم إيران في تحسين استهداف الصواريخ الباليستية حتى يتمكنوا من إطلاق النار على مطار الرياض الدولي، الذي يسافر عبره عشرات الآلاف من الأمريكيين، في هذه الأثناء، لم تظهر طهران أي اهتمام حقيقي بالحل الدبلوماسي للصراع في اليمن.

وأوضح بومبيو: لقد اتخذت إدارة ترامب العديد من الخطوات للتخفيف من معاناة اليمن من الحرب والمرض والمجاعة، مضيفا "يسر الولايات المتحدة أن تعلن أنها تقدم ما يقرب من 131 مليون دولار من المساعدات الغذائية الإضافية لليمن، ليصل إجمالي المساعدات الإنسانية إلى أكثر من 697 مليون دولار على مدى الـ14 شهرا الماضية، ويتم توفير الأموال لبرنامج الأغذية العالمي والمنظمات الأخرى التي تعمل على إطعام الشعب اليمني.

وأشار بومبيو إلى أنه لن يكون هناك وسيط نزيه مثل أمريكا لإدارة العلاقات بين السعودية وشركائها في التحالف الخليجي، الذين تعتبر قواهم ضرورية لجهود الحرب، حيث لا مصلحة لإيران في تخفيف المعاناة اليمنية، فالملالي لا يهتمون حتى بالإيرانيين العاديين، وقد استثمرت المملكة العربية السعودية المليارات لتخفيف المعاناة في اليمن.

وأضاف أن اليمن أيضًا جبهة مهمة في الحرب على الإرهاب، وظلت كذلك عبر الإدارات الرئاسية لكلا الطرفين، حيث أطلقت المجموعة المعروفة الآن باسم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أول هجوم كبير على الأمريكيين في أكتوبر 2000، عندما قصف عملاؤها المدمرة الأمريكية كول، في حين أن المدمرة رست في ميناء عدن باليمن، وأسفر الهجوم عن مقتل 17 بحارًا و39 جريحًا.

ومنذ ذلك الحين، يقول بومبيو، حاول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب هجمات متعددة على الولايات المتحدة والمصالح الحليفة، من محاولة إرهابية للمدعو عمر فاروق عبد المطلب لقصف رحلة طيران نورث ويست 253، في طريقه من أمستردام إلى ديترويت في عيد الميلاد عام 2009، إلى مجزرة 2015 في مكاتب تشارلي إيبدو في باريس، كما يحافظ داعش على وجوده في اليمن، ويسعى من خلاله إلى مهاجمة الولايات المتحدة وحلفائنا.

وقال بومبيو إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان نقل البلاد في اتجاه إصلاحي، من السماح للنساء بقيادة السيارات، وحضور الأحداث الرياضية، إلى الحد من التشدد الديني، والدعوة إلى العودة إلى الإسلام المعتدل.