رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معنى أن تتكلم بالعربية


نشأنا كجيل على قراءة العربية بشكل سليم من خلال سلاسل كتب مهمة وجذابة مثل المكتبة الخضراء وغيرها من كتب القصص والحكايات

اللغة العربية من أكثر اللغات ثراء وإتاحة القدرة على التعبير لمن يتكلم أو يكتب بها. كما أن لدينا العامية التى نستخدمها فى حياتنا اليومية، مفرداتها تتيح لنا التعبير ببساطة وسهولة كبيرة فى التعبير، وهى مليئة بالتعبيرات التى تمكننا من التواصل ببساطة وبسهولة مع الآخرين.. ولهجتنا المصرية التى نعتز بها يفهمها كل المحيط العربى من حولنا نتيجة انتشار الفيلم المصرى والأغانى المصرية التى يقبل عليها الأشقاء العرب فأصبحت متداولة وسهلة فى التواصل.
لكن فى السنوات الأخيرة تغيرت الحياة وتغيرت سلوكيات الناس وكادت الكلمات العربية البسيطة التى تقرب ببن الناس أن تندثر نتيجة تغير القيم، والخطط الممنهجة التى تستهدف منطقتنا ولغتنا وشخصيتنا، ونتيجة مشاكل التعليم واختلاف طرقه وأساليبه فى السنوات الأخيرة.
بل ظهرت تعبيرات عامية فى الشارع المصرى خاصة بين الشباب تكاد تكون غير مفهومة وبعيدة عن التعبيرات الراقية التى تعودناها واستخدمناها طوال حياتنا.. ويُدهش من يقترب قليلا من بعض المدارس الحكومية حيث سيجد أطفالا فى المدارس لكنهم لا يعرفون الكتابة ولا القراءة.. ويتحدثون بتعبيرات جديدة وغير موجودة فى قاموس العربية وهى متداولة فى بعض الأفلام السطحية والفجة التى سادت فى السنوات الأخيرة.. أو نتيجة مشاكل كثيرة تراكمت فى نظم التعليم فى بلدنا وعلى رأسها قلة الاهتمام بالتلاميذ فى المدارس وتكدس الفصول لتصل إلى ٦٠ تلميذا فى الفصل الواحد فى بعض الأحيان.. أما مدارس اللغات الأجنبية فهناك مدارس تفتقر إلى الاهتمام بلغتنا العربية.
أما فى الخارج فإن المصريين، خاصة الأجيال الجديدة التى ولدت فى الخارج، فى حاجة إلى جذب انتباههم حتى يقبلوا على اللغة العربية ويظلوا على صلتهم ببلدهم وببلد آبائهم وأمهاتهم.. ومن هنا فإننى حرصت على حضور توقيع بروتوكول مبادرة مصرية جديدة فى غاية الأهمية من أجل تعلم اللغة العربية أتمنى أن تؤتى ثمارها قريبا وأعجبنى أنها قائمة على الاهتمام بتعليم الأجيال الناشئة اللغة العربية وخاصة أبناء المصريين الذين هاجروا إلى خارج مصر منذ سنوات طويلة.. ويعيشون فى خارجها.
المبادرة أطلقتها د. نبيلة مكرم، وزيرة الهجرة وشئون المصريين فى الخارج، وهى صاحبة مبادرات متعددة ناجحة مثل «مصر تستطيع» من قبل، لديها رؤية غير تقليدية لتناول قضايا المصريين فى الخارج، واستطاعت أخيرًا أن تعطى مثلا فى الكرامة والاحترام كمصرية محترمة فى التعامل مع السفهاء والذين يحاولون تشويه مصرنا العزيزة أو الهجوم عليها، وذلك فى تعاملها المحترم فى تعدى نائبة كويتية هى صفاء الهاشم وهى ذات خلفية وميول سياسية معادية لبلدنا.. ولم ترد الوزيرة المحترمة عندما هاجمتها النائبة السفيهة بل رد عنها الشعب المصرية كله الذى لا يقبل المساس ببلده أو قيادته أو وزيرته المحترمة.
المهم أن المبادرة الجديدة المهمة التى حملت عنوان «اتكلم مصرى» تهدف إلى تعليم الأجيال الجديدة فى الخارج اللغة العربية بطرق حديثة وغير تقليدية وجذابة.. وتم توقيع البروتوكول بالتعاون بين ثلاث جهات هى وزارة الهجرة وشئون المصريين بالخارج بحضور الوزيرة د. نبيلة مكرم والمجلس القومى للطفولة والامومة بحضور رئيسته د.عزة العشماوى ودار نهضة مصر بحضور رئيسة الدار د. داليا إبراهيم.. وتم عرض نماذج من وسائل التعلم الحديثة التى بالمبادرة.. كما حضر عدد من المهتمين بالأطفال وبتعليمهم وبالثقافة بشكل عام منهم نائبات بمجلس الشعب وعدد من الإعلاميين والإعلاميات.
وفى اعتقادى أننا فى أمس حاجة إلى نشر وسائل التعلم الحديثة والسهلة وغير المباشرة ليس فقط بين أبناء المصريين فى الخارج الذين هم بالفعل فى حاجة إلى الوصول اليهم باللغة العربية بطرق جذابة حتى يتحدثوا بها وحتى يتعلموها وحتى يمكنهم قراءتها ومتابعة أحوالها وحتى لا تنقطع صلتهم بالوطن الأم مصر وحتى يظلوا على قيم الولاء لها والمشاركة فى بنائها على أسس حديثة ومتقدمة.
وإنما أيضا أن طرق التعلم الحديثة نحن فى حاجة إلى نشرها بين الأطفال فى مصر حتى ترسخ لديهم فكرة حب اللغة العربية والتحدث بها وتعلمها بشكل يخرج أجيالا متعلمة مهتمة بالقراءة بها، وحتى نحافظ على عادة القراءة باللغة العربية بين الأجيال القادمة.
فلقد نشأنا كجيل على قراءة العربية بشكل سليم من خلال سلاسل كتب مهمة وجذابة مثل المكتبة الخضراء وغيرها من كتب القصص والحكايات ثم فيما بعد قرأنا كتب كبار الأدباء والكتاب المصريين.
أما الأجيال الجديدة فإنها غارقة فى الإنترنت والفيسبوك ووسائل الاتصال الحديثة، وهذا يشكل خطرا على تراثنا اللغوى الثرى مما يجعلنى أطالب بدور تقوم به الأمهات والآباء الذين بإمكانهم دعم الاهتمام باللغة العربية وتعلمها فى البيت أولا لأن دورهم مهم جدا فى جذب الأطفال إلى القراءة بالعربية والتحدث بها بشكل سليم، وحتى نحافظ على لغتنا وشخصيتنا وقيم الانتماء والولاء لكل ما هو مصرى.