رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مناقشة "علاقة الإعلام الغربى بالأحداث السياسية فى مصر" فى إعلام الأزهر

جريدة الدستور

حصل الباحث محمد سيد ورداني على درجة الدكتوراة بكلية الإعلام جامعة الأزهر مرتبة الشرف الأولى في رسالته التي جاءت تحت عنوان "أطر معالجة الصحافة الإلكترونية الغربية للأحداث السياسية في مصر بعد 30 يونيو 2013 دراسة تحليلية مقارنة"، أشرف عليها الدكتور عبد الصبور فاضل عميد كلية الإعلام جامعة الأزهر السابق، والدكتورة نجوى كامل وكيل الإعلام جامعة الأزهر الأسبق، وناقشتها الدكتورة إيناس أبو يوسف عميد كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، والدكتور عرفة عامر وكيلة كلية الإعلام الأسبق جامعة الأزهر.

وقال ورداني: "اختياري للمشكلة البحثية متسقًا مع أهمية الموضوع الذي تتناوله، حيث تتجمع تلك الأهمية في محورين مهمين، الأول: أهمية مصر المعروفة جغرافيًا وتاريخيًا ولا سيما في ظل ما مرت به من حراك سياسي وتحولات ديموقراطية في السنوات القليلة الماضية وهو ما تعرضت له الدراسة.
أما المحور الثاني والذي يضفي على البحث أهميةً خاصةً، فإنه يتمثل في عينة الدراسة التي تضم صحفًا لها قوتها وتأثيرها في الرأي العام العالمي، بل إنها تمثل سياسات متنوعة قد تعكس موقف الدول التي تصدر منها تلك الصحف مما وقع في مصر إبان فترة الدراسة".

ومن هنا جاءت إشكالية البحث والتي تناقش تناول الصحافة الإلكترونية الغربية للأحداث السياسية في مصر بعد 30 يونيو 2013، وكيف تعاملت الصحف الإلكترونية الغربية مع الأحداث السياسية التي شهدتها مصر خلال فترة الدراسة، وبالتحديد في الفترة من يونيو 2014 وحتى يونيو 2015، من خلال رصد وتوصيف الأطر التي استخدمتها صحف "واشنطن بوست الأمريكية، الإندبندنت البريطانية، لوموند الفرنسية" كعينة ممثلة لمجتمع الدراسة، في معالجتها لتلك الأحداث، والتي أحدثت تطورات نوعية في المشهد السياسي المصري.

واستطرد الباحث في عرضه لبيان دراسته قائلا: السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا هذه الفترة؟.. وأجاب قائلا: إنه قبل البدء في هذه الدراسة قام الباحث مبدئيا بإجراء دراسة استطلاعية خلال هذه الفترة الزمنية المحددة، وبيّنت أن تلك الفترة حوت العديد من الأحداث والتطورات في المشهد السياسي المصري، خاصة ما مرت به مصر من تحولات ديموقراطية واستحقاقات انتخابية في أجواء كان الإعلام الغربي، بل والأنظمة الغربية يترقبون الموقف في مصر.

وهنا تناول الباحث هذا الموضوع من خلال طرح مجموعة من التساؤلات ومجموعة من الفروض سعى الباحث من خلال الإجراءات المنهجية المتبعة للإجابة على تلك التساؤلات وإثبات صحة وعدم صحة تلك الفروض، كان من أهم هذه الأسئلة، التساؤل حول درجة اهتمام الصحف الإلكترونية الغربية بتناول الأحداث السياسية في مصر، ونوعية القضايا التي تركز عليها، والأطر التي استخدمتها في تغطية تلك الأحداث، وكيف اختلفت المعالجة الإخبارية للأحداث والقضايا السياسية التي حدثت في مصر بين الصحف الغربية –عينة الدراسة-؟

بعد تحليل مضمون الصحف الإلكترونية الغربية وبالتحديد التناول الإخباري للتطورات السياسية المصرية خلال فترة الدراسة باستخدام أداة تحليل المضمون، توصلت الدراسة إلى أن هذه الصحف لم تغفل كثيرا من الأحداث السياسية التي شهدها الشارع المصري، وإنما عاشت أحداثها في توقيت وقوعها، لكنها في الوقت نفسه وجّهت أدواتها الصحفية في تقديم تلك القضايا ووصف تلك الأحداث للقارئ حسب توجهاتها التي تتفق مع سياساتها التحريرية، وذلك من خلال التركيز على بعض تلك الأحداث كالمحاكمات وغيرها من الأحداث التي تُظْهر وجود صراع داخلي، بينما تجاهلت أخرى كالتحولات الديموقراطية المتمثلة في الانتخابات الرئاسية، والإعلان عن بعض الخطط الاستراتيجية التنموية التي بدأت الدولة تنفيذها في هذه الفترة.

وانطلاقًا من أن مغزى الأحداث يتضح من خلال وضعها في إطار يحددها ويضفي عليها قدرًا من الاتساق، فإن نتائج الدراسة أظهرت نتائج الدراسة إسراف الصحف الإلكترونية الغربية في تأطير الأحداث السياسية في مصر بإطار "الصراع" أثناء تقديمها تلك الأحداث للقارئ، من خلال إبراز وجود صراع مستمر بين طرفين رئيسين، الأمر الذي يقدم صورة للقارئ والرأي العام العالمي بأن المشهد المصري في صورة ملتهبة وغير مستقرة، وهنا ظهرت صحيفة "لوموند" من أكثر صحف الدراسة استخدامًا لهذا الإطار و"الإندبندنت" هي الأقل.

ومن واقع أن استدعاء وجهة نظر واحدة في المعالجة التحريرية للأحداث، وتجاهل وجهات النظر الأخرى مما يدعم جانب التحيز، ويقلل من نسبة الموضوعية، فإن الدراسة كشفت وجود تحيز واضح لدى صحف الدراسة في تعاملها مع الأحداث السياسية المصرية، خاصة صحيفة "لوموند" التي كانت من أكثر صحف الدراسة اعتمادًا على وجهة نظر واحدة في تأطيرها للأحداث السياسية في مصر، بالإضافة إلى العديد من النتائج التي أسفرت عنها الدراسة.