رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شقيقتان تبيعان «ساندوتشات بيتى» فى مترو الأنفاق: نحمى الطلاب من أكل الشارع

أسما وإسراء
أسما وإسراء

مع الساعات الأولى لصباح كل يوم، تنطلق الشقيقتان «أسما» و«إسراء» من منزلهما بمنطقة فيصل، وهما تحملان «آيس بوكس» وردى اللون، وبداخله مجموعة من الساندوتشات التى آعداها مسبقًا، وعدد من علب العصير، لبيعها فى عربات المترو، المخصصة للسيدات تحديدًا، وذلك بدءًا من محطة «فيصل».
تبيع الشقيقتان- اللتان تدرسان فى الجامعة- ما أعدتا من طعام وما لديهما من عصير، وزبائنهما فى المقام الأول من طلاب المدارس، وفى أغلب الأوقات ينتهيان من بيع كل ما بحوزتهما قبل وصول المترو إلى محطة شبرا الخيمة، لتعودان إلى منزلهما بعد ذلك مبتهجتين بما حققتاه من مكسب.
«حتى لو محدش اشترى الكل بيدعم وفرحان بينا».. بهذه العبارة تتحدث «أسما»، الشقيقة الصغرى البالغ عمرها ١٨ عامًا، عن مشروعهما، مضيفة: «نتلقى دعمًا كبيرًا من جميع المحيطين بنا، منذ أن كان هذا المشروع مجرد فكرة تجول بأذهاننا، وبفضل هذه المساندة خرجت الفكرة إلى النور ونجحت».
وتوضح الشقيقة الكبرى «إسراء» صاحبة الفكرة: «أدرس فى كلية السياحة والفنادق، ودراستى هذه أوحت لى بفكرة المشروع، وخلال التنفيذ استفدت من إلمامى بطرق إعداد الوجبات وتقديمها، الأمر الذى جعل ما نبيعه يلقى إعجابًا كبيرًا من قبل المشترين، لذا نبيع كل ما نعده بشكل يومى».
وتقول الشقيقتان إن المشروع لا يستهدف تحقيق ربح مادى فحسب، بل هو «محاولة لإنقاذ الأطفال تحديدًا من المأكولات التى يشترونها من الشارع، واستبدالها بأخرى منزلية مضمونة، ما يطمئن الأمهات على صحة أبنائهم الصغار». أما الهدف الثانى فيتمثل فى «حاجتنا إلى الاعتماد على النفس من خلال مشروع خاص بنا، بعد أن وجدنا صعوبة فى الحصول على عمل بالتزامن مع أوقات الدراسة».
ومع الانتشار والقبول الذى حققته «ساندوتشات» الشقيقتين فى المترو، فكرتا فى التوسع بمشروعهما، وإضافة أصناف أخرى لبيعها، غير «الجبن» و«اللانشون»، والتعامل مع السيدات ربات البيوت.
وتكشف «أسما» و«إسراء» عن حاجتهما إلى دعم من الدولة، بمنحهما التصاريح التى تمكنهما من استكمال مشروعهما بشكل آمن بعيدا عن ملاحقة الأمن لهما، خاصة مع عدم وجود شكاوى من الطعام الذى تقدمانه، وزيادة الإقبال عليه، واستعدادهما لتقديم «ضمانات» تؤكد سلامته.