رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"رشدي أباظه" الذي لا نعرفه

رشدي أباظه
رشدي أباظه

عندما تطفو له صورة على السطح، في اي وقت كان، وعلى اي وسيلة، شاشة التلفزيون، غلاف مجلة، أو على وسائل التواصل الاجتماعي،يتبادر إلى ذهن الجمهور "حكايته مع النساء"،أمران ساعدا على إبراز هذه الصورة الذهنية وتأكيدها أغلب فترات حياة الفنان الراحل رشدي أباظة، الأدوار التي أسندت إليه ظهر بها في صورة الرجل الدنجوان، والشىء الآخر هو الكلام الذي تواتر عبر الصحف وألسنة بعض الفنانات.

المؤكد أن كل هذا ظلم "أباظة"، ابتعدت عنا حقيقته، التي ظهرت في بعض حواراته الصحفية، ومنها ح بمجلة الموعد عام 1979 عندما كان في استراحته المعتادة بفندق "مينا هاوس".

ظهر رشدي أباظة في حديثه على حقيقته، لايخلو من القلق والتوتر والضجر والضيق، وحكى ما واجهه في علاقته الأولى بالفن قائلا:"عندما وضعت قدمي على طريق التمثيل، كان يُنظر لى على أنني مشخصاتي، لكني استطعت التغلب على هذه النظرة، وأجبرت عائلتي على الاعتراف بي كفنان".

واستنكر"أباظة" فكرة انه لم يجيد سوى أدوار معينة ومحددة، وسجن نفسه في إطار معين، قائلًا:"أنا رشدي أباظة، الممثل الوحيد في مصر الذي لا يحدد نوع الأدوار التي يمثلها، بل انني امثل أي دور ما دام يعجبني ويروق لي"، وعطفًا على ذلك أكد انه قادر على تجسيد أي دور وتقديمه، وبإجادة تامة، لكن بعدما يثق ان هذا الدور يليق به وبمكانته.

ونجىء عن النقطة الأهم، المفصل، هل كان لإمرأة سيطرة كاملة على قلبه ؟ هل شغلته عن الفن؟ أيهما كان له الأولوية بالنسبة له "الفن أم المرأة؟، من خلال النظرة الشائعة الإجابة ستكون:"المرأة" أما الحقيقة فهي غير ذلك.

قال: "أنا أحب من أحب، ولا أحد يقدر أن يحاسبني أو يقول لي: ثلث الثلاثة كام؟، وأنا إذا ما أحببت أية امرأة فإنها تصبح ملكًا خالصًا لي، ومكتوب عليها إسم رشدي أباظة، ومن حقي في أي وقت أن أتأبط ذراعها وأعلن حبي لها على الملأ، ولا يهمني بعد ذلك كلام الناس".

واعترف "اباظه" أنه لم تعطه أية إمرأة سعادة اكثر مما اعطته السينما، رغم أنه تزوج اكثرهن جمالًا، سامية جمال، تحية كاريوكا، صباح، لكن لم تملأ إحداهن قلبه، لم تأكله، لم تسيطر عليه، كان لكل واحدة منهن مكانة، قال:" أنا أريد المرأة القادرة على فرض سيطرتها الكاملة على قلبي، ولكنني لم أجدها، لأن الأمر يبدو صعبًا بالنسبة لأية امرأة".

وعن صفات المرأة التي تستطيع أن تغمر قلب رشدي أباظة: قال: "المرأة التي تغمر قلبي وتسيطر عليه هي التي تكون ملكة في البيت، كما أنا ملك في خارجه، أريد عندما أعود الى البيت أن أخضع لسلطانها لأنها هي التي تدير مملكة البيت من الداخل، وكما أتعب أنا في العمل خارجًا تكون هي أيضًا قد تعبت في تنظيم الشؤون الداخلية وتحمل مصائب الشغالين والشغالات".

يفضل"أباظة" أن يكون وحيدًا، يبحث عن الوحدة، ويسعي إليها في كابينة صغيرة في حديقة "مينا هاوس"، ليتخلص من حالة القلق المستمرة، بالقراءة، وقد بلغ عدد الكتب التي قرأها ما يقارب لـ30الف، يبحث فيها عن المجهول الذي لايعرفه:"قد يكون الحب، وقد يكون انسانة اكلمها وتكلمني".

وهل المجهول الذي تبحث عنه هو امرأة تحبها وتحبك؟ رد: - فعلًا.. إنني بشوق الى إنسانة تقول لي: أنا بحاجة اليك.