رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف تأثر الشعراء الروس بالقرآن الكريم والنبي محمد (ص)؟

جريدة الدستور

في القرن الثامن عشر أنجز "بوسنيكوف" رجل الثقافة الروسي، ترجمة القرآن الكريم باللغة الروسية بناءً على طلب من بطرس الأكبر، رغم أنها تبتعد كثيرًا عن النص الأصلي ولاسيما أنها اعتمدت على الترجمة الفرنسية غير الموفقة. حسبما ذكر مينا فاخر في مجلة المعرفة 1995.

في تلك الفترة نال القرآن الكريم وشخصية النبي محمد اهتمامًا كبيرًا من قبل الشعراء الروس، فنظم "بوشكين" سلسلة من تسع قصائد بعنوان "متشابهات القرآن"، وأكّد على هذا الباحث العربي صفاء محمود علوان في رسالته العلمية "بوشكين والشرق العربي" عام 1985، واعتمد على الأمثلة الكثيرة التي تُثبت أن الشاعر الروسي كان يعرف القرآن الكريم جيدًا سواء بالعموم أو بالتفاصيل، وكان يلتقط بحس مرهف ما في القرآن الكريم من تلميحات جمالية.

فجاء أول رباعية من المتشابهة الخامسة، يقول فيها: "الأرض الساكنة وقبة السماء التي تمسك بها يا خالق العالمين.. لن تسقطا على البر والماء.. ولن تسحقانا نحن الاثنين".

فتح "بوشكين" الباب أمام الشعراء المعاصرين له، فنقلوا النصوص القرآنية شعرًا، وجاء في مقدمتهم "روتشيف" الذي نظم اثنتي عشرة قصيدة صدرت في مجموعة من "متشابهات القرآن" موسكو 1838.

وفي عام 1838 كتب الشاعر "ب.ماناسيين" قصيدة "جهنم ونعيم محمد" التي استخدم فيها على نطاق واسع أيضًا الاكتشافات الشعرية لبوشكين والأشكال التي اقترحها للتعبير شعرًا عن التصورات العربية الإسلامية للعالم: "والغيوم الهاردة بالبروق مرات.. والقمر السابح في السموات.. والدوامة التي ترفع التراب إلى عنان السماء في الفلوات..والرعد والنجم الساقط: سيحل يوم النشور".

أما الشاعر الوجداني "بولوتسكي" عندما كتب عن سنوات الدراسة، قال: "في ذلك الوقت كان لا يفارق طاولتي مرجع "الكتب المقدسة للشرق" وكان يتضمن القرآن الكريم أيضًا لكنني طالعت القرآن من قبل أيضًا مترجما من اللغة الانجليزية".

كما كتب الشاعر دانييل اندرييف، قصيدة عن حادث الإسراء والمعراج وصعود النبي محمد على فرسه المجنح "البراق" من مكة المكرمة إلى البيت المقدس ومنه إلى السماء السابعة حيث عرش الخالق.