رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ليس وداعًا لبطل ساطع


الأبطال لا يرحلون إلا بأجسادهم فقط، فهم يتحولون إلي نجوم مضيئة في سماء الوطن تنير الطريق لغيرهم ليستكملوا مسيرتهم التي خاضوها في الدفاع عنه والتضحية بالنفس في سبيله واحتمال الصعب والتصدي للخطر بنفس راضية.
إن الشهيد ساطع النعماني قد تحول إلي رمز للشجاعة في لوحه الشرف في تاريخ الدفاع عن الوطن ضد الإرهاب.
إن الأبطال لا يموتون لان ذكراهم تظل معنا نتذكرها فنحس بأن مصر محروسة بسبب أبنائها المخلصين ونرويها لأبنائنا وأحفادنا لأنهم قد تحولوا من مجرد بشر إلي رموز خالدة في مرتبه اعلي من البشر..
إن قصة بطولة الشهيد العقيد ساطع النعماني تستحق إن تروي وان تتحول إلي رواية واقعية أو فيلم أو دراما يشاهدها الملايين..فبعد قيام الثورة الشعبية المليونية في ٣٠ يونيو ٢٠١٣والتي أطاحت بحكم الظلاميين هبوا في جحافل تحمل السلاح إلي الشوارع وبكل أنواعه لإثارة الفزع والرعب في قلوب المصريين من أبناء الشعب الذي ثار عليهم عليهم لإحراق البلد وتقسيمها وتحويلها إلي معقل للإرهابيين والكيانات الظلام..وارتكبوا بعد ٣يوليو اكبر مذابح للإرهاب في مختلف أنحاء الوطن والتي كان الشعب شاهد عيان عليها وذلك حينما وجههم إلي ذلك رئيسهم المخلوع والمتواطئ مع دول أخري لتنفيذ مخطط تدمير مصر..
حينما ترك مكتبه العقيد ساطع كنائب مأمور ليتصدي للدفاع عن أهالي بولاق الدكرور في أغسطس ٢٠١٣ في مواجهه مباشره مع مسيرات التنظيم الإرهابي تحول إلي بطل لا يؤدي واجبه فقط وإنما خرج للدفاع عن أهالي بولاق الدكرور متصديا لمسيراتهم المسلحة...في ذلك اليوم شهدت منطقه بين السرايات بالجيزة خروج مسيرات الإرهاب حامله السلاح تطلق النار عشوائيا علي أهالي بولاق الدكرور من فوق كوبري الجامعة ًوفي منطقه بين السرايات فأصيب بطلق ناري فأسرع الأهالي بنقله إلي اقرب مستشفي.ثم نقل إلي مستشفي الشرطة.وبدأت رحله طويلة مع الآلام والعلاج حيث فقد احد عينيه وتحطمت عظام وجهه ودخل في غيبوبة طويلة لمده ٩٠يوما.ثم اصدر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية حينذاك توجيهات بنقله بطائره خاصة للعلاج في سويسرا متنقلا من عمليه لآخري.ثم عاد بعد عام ونصف إلي ارض الوطن حيث استقبل في مطار القاهرة الدولي استقبال الأبطال ليس من زملائه من رجال الشرطة فقط وإنما أيضا من أهالي بولاق الدكرور الذين خرج للدفاع عنهم.. كما اتصل به الرئيس عبد الفتاح السيسي ليهنئه بسلامه الوصول إلي ارض الوطن.ثم قام بتكريمه بعدها بما يليق ببطل مصري عظيم..وأكد أن الدولة تقف وراء أبنائها الذين يحاربون الإرهاب ويضحون بأرواحهم من اجل استقلال البلاد.كما كرمه محافظ الجيزة بإطلاق اسمه علي مدرسه للبنات بها
.واستعيد بعض من كلمات تمس شغاف رغم بساطتها وتلقائيتها ألقي قالها عن حبه لمصر عقب عودته من رحله العلاج الطويلة الأولي في ٢٠١٤.اذ قال:"انا كل خوفي ان الوزاره تحيلني للمعاش ومستعد اشتغل اي حاجه حتي لو هفتح باب الوزاره واقفله.وابني ياسين إن شاءالله حايطلع ضابط شرطه وهو مكمل رسالتي...وأهالي بولاق فوق راسي...”
وكان ساطع النعماني قد تخرج في ١٩٩٢في كليه الشرطة وتدرج في المناصب حتى وصل إلي منصب نائب لمأمورية قسم بولاق الدكرور أثناء الأحداث الدامية في بين السرايات والجيزة..ًوقبل عودته بساعات قليله ومنذ أيام توفي العقيد البطل في أثناء إجراء جراحه له بمستشفي سانت ماري بلندن. وبكاه ملايين المصريين الذين حزنوا لوفاته.وكانت جنازته تليق ببطل مصري عظيم حيث أقيمت له جنازة عسكريه مهيبة تقدمها الرئيس عبد الفتاح السيسي في لفته إنسانيه تعبر عن تكريمه لمن تصدي للإرهاب.
وإذا كنا قد بكيناه بدموع حارة بطلا شهيدا في ساحة المعركة ضد الإرهاب فإن ذكراه باقية في سجل الشرف المصري والشجاعة المصرية والبطولات المصرية..انه ليس وداعا لنجم ساطع في سماء الوطن وإنما هو تحيه لرجل مصري شجاع أتمني الصبر لأسرته واتمني إن تعهدهم الدولة بامتيازات تدعم حياتهم إلي الأبد..كما أتمني إن يتم وضع قصه بطولته وقصه بطوله الشهيد المنسي وغيرهم كثيرين من خير أجناد الأرض المصريين في مناهج التعليم بالمدارس للتلاميذ حتى نرسخ فيهم قيم الانتماء والولاء والشجاعة.