رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الصحة العالمية" تطلق خطة لخفض الوفيات الناجمة عن الملاريا

جريدة الدستور

أعلنت منظمة الصحة العالمية ارتفاع حالات الإصابة بالملاريا وذلك بعد عدة سنوات من التراجع في مواجهة هذا المرض على مستوى العالم، مشيرة إلى إطلاقها خطة استجابة جديدة من أجل خفض الوفيات الناجمة عن المرض وإعادة المرض إلى مساره من خلال توسيع نطاق الوقاية والعلاج وزيادة الاستثمار لحماية الفئات الضعيفة من المرض القاتل.

وأشارت المنظمة- في تقرير اليوم الإثنين- إلى وجود ارتفاع كبير في أعداد الإصابات بالملاريا، ففي الوقت الذي كان عدد الحالات في العام الماضي يصل إلى 219 مليون حالة مقارنة بـ217 حالة في عام 2016، إلا أن السنوات السابقة كانت تظهر انخفاضا مستمرا في عدد الأشخاص الذين أصيبوا بالملاريا على مستوى العالم.

وقالت المنظمة إن حوالي 70% من جميع حالات الملاريا في العالم وبما يصل إلى حوالي 151 مليون حالة قد تركزت في العام الماضي 2017 في 11 دولة على مستوى العالم منها 10 دول أفريقية إضافة إلى الهند.

ولفتت إلى أنه كان هناك زيادة بحوالي 3.5 مليون حالة تم تسجيلها في البلدان الأفريقية العشرة، وذلك في عام 2017 مقارنة بالعام السابق له، ذلك في الوقت الذي أظهرت الهند تقدما في الحد من عبء المرض.

وأشارت إلى أن استراتيجية منظمة الصحة العالمية الهادفة إلى مكافحة الملاريا في الفترة من 2016 إلى 2030 والحد من انتشار حالات الإصابة ومعدلات الوفاة، بما يصل إلى حوالي 40% على الأقل بحلول عام 2020؛ لا تسير على الطريق الصحيح للوفاء بها.

وذكرت المنظمة أنه برغم ذلك فإن هناك بعض البلدان التي حققت تقدما مهما إذ لم يتم الإبلاغ عن أية حالة للإصابة بالملاريا في الصين وسلفادور في العام الماضي، وحيث كانت الملاريا متوطنة منذ زمن طويل.

كما أنه في العام الجاري 2018 صدقت المنظمة الدولية على خلو باراجواي من الملاريا لتكون بذلك أول دولة في الأمريكتين تحصل على هذا الوضع خلال 45 عاما، في حين طلبت ثلاث دول أخرى هي الجزائر والأرجنتين وأوزبكستان الحصول على شهادة رسمية بالخلو من الملاريا من منظمة الصحة.

ونوهت المنظمة إلى أن الهند والتي تمثل حوالي 4% من عبء الملاريا على مستوى العالم سجلت انخفاضا في عدد الحالات بنسبة تصل إلى 24% في العام الماضي مقارنة بعام 2016، وكذلك حققت كل من رواندا وإثيوبيا وباكستان تقدما ملحوظا.

وقالت إنه ومع تباطؤ خفض عدد حالات الإصابة والوفيات بالملاريا، فإن تمويل الاستجابة عالميا أظهر تفاوتا هو الأخر، موضحة أن بينما تم توفير حوالي 3.1 مليار دولار لبرامج المكافحة في العام الماضي 2017 بما في ذلك 900 مليون دولار من حكومات البلدان التي تتوطن فيها الملاريا إلا أن الولايات المتحدة ظلت أكبر مانح دولي منفرد حيث ساهمت بمبلغ 1.2 مليار دولار.

وأكدت المنظمة أنه للوفاء بأهداف استراتيجية مكافحة الملاريا لعام 2030 عالميا، فإن الاستثمارات في برامج المكافحة يجب أن تصل إلى حوالي 6.6 مليار دولار سنويا على الأقل بحلول عام 2020 وهو ما يبلغ ضعف التمويل الحالي.

ومن جهته، حذر الدكتور تيدروس ادهانوم المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، من أنه مع استمرار هذا التراجع فإن العالم سيكون عرضة لهدر سنوات من العمل والاستثمار والنجاح في مواجهة الملاريا والحد من عدد الأشخاص الذين يصابون بها، مشددًا على أن خطة الاستجابة الجديدة للمنظمة سوف تركز على المستوى القطري لجعل العمل أكثر فعالية على المستوى المحلي.