رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد زكي.. الأسمر القادم من بحري فأصبح إمبراطورًا

أحمد زكي
أحمد زكي

"اه يابلد ليه حبيتك.. وعشقت حواديتي وحواديتك.. يارتني ماجيت ولا حبيتك ولا خطيتك"؛ جاء من الزقازيق بأحلامه إلى العاصمة ليضعها بين يدي حبيبته "كعربون للمحبة"، فما كان منها إلا أن رحبت به وفتحت له أبوابها ورسَّمته كنجمٍ "أسمر" في سماء الفن، كانت "واسطته" أمامها صبره ومثابرته، فالنجم الذي لقب "بالإمبراطور" لم يكن أبيه ملكا أو رجل أعمال أو حتى من دائرة المشاهير؛ جل ما كان يمتلكه عبقريته، هو "الباشا" في الحب فوق هضبة الهرم، لم يكذب ولكنه تجمل، في "ليلة عشاء"، وعندما كان رجل مهم "تدرج في المناصب من باشا إلى معالي وزير وحتى وصل إلى الإمبراطور"، هو "الجان" الأسمر أحمد زكي.

جاء زكي من الزقازيق إلى القاهرة ليدرس الفنون المسرحية، وحصل على البكالوريوس في عام 1973، ليبدأ مسيرته الفنية بعدها طارقا أبواب المسرح.

المسرح "أبو الفنون" لم يبخل على العبقري أحمد زكي في شئ، فكان له بمثابة الضوء الذي أنار طريقه ليصبح بعدها من كبار النجوم في التمثيل، كان أحمد زكي كثير الجلوس بمنطقة وسط البلد، وله مواقف مع العديد من قدامى رواد وسط البلد.

قال عم سعيد صاحب مقهى الندوة الثقافية بوسط القاهرة، إنه عاصر الكثير من النجوم والمثقفين وقت طفولته، وكان أحمد زكي واحدًا من هؤلاء الذين ترددوا على المقهى، وذكر موقفا جمعه به: أتى أحمد زكي مع محمد أبو عوف، الناقد الفني وأحد رواد المقهى، وكان ينتظرهما محمد تبارك، رئيس قسم الفن بجريدة "أخبار اليوم" وقتها، وأحد رواد المقهى، فطلب "عوف" من "تبارك" أن يكتب خبرًا ويضع صورة لأحمد زكي ويشير بدوره في مسرحية "هالو شلبي"، وقال "أبو عوف" عن "زكي" إنه أتى إلى القاهرة للفن محملا بالأحلام والطموحات.. قف بجواره فهو فنان.

لم يكن مقهى الندوة الثقافية وحده به ذكريات للعبقري، فهناك أيضا مقهى كان يطلق عليه "إستر" سابقا بميدان التحرير، وهو حاليا محل يبيع كشري، وكان من أهم ضيوف المقهى عبدالرحمن عرنوس، خريج معهد الفنون المسرحية ومؤسس "مسرح المقهى" و"مسرح العربة" و"مسرح الشارع"، وصديق أحمد زكي في كفاحه، وكان الراحلين يجلسون على المقهى.

في آخر 15 عام من عمر أحمد زكي ابتعد الراحل عن المسرح ولم يبتعد عن وسط البلد، فهو أثر وأن يعيش بفندق الهيلتون في جناحه الشهير ليكمل أعماله السينمائية جميعها وهو يعيش بها.

كان الراحل كثير الملل وهو لا يعتاد الأماكن التي بجلوسك بها عليك بمراعاة الإتيكيت، فهو كان كثير التردد في آخر الـ5 سنوات الأخيرة على "بار الجريون"، حسب ما قاله "طلعت" جرسون المحل: "أنه كان كثير التردد ووقتها ووقت فيلم أيام السادات"، كما ذكر أيضا وقتها كان أيضا الراحل أحمد فؤاد نجم من رواد الجريون.

أثر أحمد زكي الجلوس في آخر حياته مع صديقه المقرب ممدوح عبدالعليم وصديقته رغده وكانوا عادة يذهبون له بفندق الهيلتون.