رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فيسبوك» فيه سُم قاتل




خلق عوالم افتراضية وأناسًا افتراضيين من عُبَّاد اللايك والشير والكومنت الحراق.
لو انتهت هذه اللعبة الكبيرة فى يوم ما وانمحت تلك الكذبة الذكية الشقية التى أشقتنا فشقينا بها- وصار الكثير منا بفضلها من الأشقياء- لن تسمع لهؤلاء ركزًا.. سيختفى الكثير من الخلائق من حيواتكم رغم بقائهم على قيد تلك الحياة باقين غير فاعلين وغير أحياء.
لقد خلق العالم الافتراضى خلقًا كثيرين، خلقهم مشوهين أو لعب الافتراض على تشوهاتهم النفسية، فطفح قيحهم على العامة فمرض بسببهم كثيرون.. لم يخلق الفيسبوك الناس كما خلقهم الله فى أحسن تقويم.
هؤلاء إن انتهت تلك اللعبة الاستعمارية الإمبريالية الخبيثة صدقونى لن تسمعوا لهم ركزًا.
لقد خلق الفيسبوك قومًا وأناسًا مبتسرين حاولوا الدخول لأحضان الافتراض علهم يطيبون فظهرت علامات المرض عليهم أكثر وأصبحوا خطيرين فى عدوانهم وعدائهم المجانى لأفراد، بل قيم ومؤسسات وأنظمة وشعوب وبلدان ومعتقدات وعقائد.
صار الفيسبوك سوقًا تباع فيه الذمم والأفكار والأفراد والنحل ويشترى غيرها!!.
يظنه البعض كسوق عكاظ نقدم من خلاله إبداعاتنا ونوثق فيه لحيواتنا وتذكاراتنا فيتحول ذلك الشىء الهلامى فجأة إلى غول أو سوق للنخاسة.
يقحمنا دومًا فى ما ليس لنا فيه شأن، ثم يقتحمنا بخبائث على شكل نكزات ورسائل تأتى أحيانا ملونة أو ظاهرها مبهج رغم أن فيها سُمًا أكيدًا، دُس فى عسل ظاهر.
التكنولوجيا لها فوائد أكيدة وعديدة، لكننا لا نحسن استخدامها فى ذلك الشىء النافع والمفيد وندخرها دومًا لكل ما هو غير مجدٍ وأحيانا هدام.
نستخدمها لتمرير ما لا يمرر، وتمجيد ما لا يفيد، وتكريس ما لا يستحق، وتعظيم كل ما هو تافه ودونىّ، فننشغل بصراعات مجانية صغيرة وننسى قضايانا الكبيرة، وأهمها الحياة نفسها وكيف تعاش وكيف يجب أن نستمتع بها ونعلو بها ولها.. لا أن نهدرها أو نبتذلها أو نضيعها كما أضاعها كثيرون وضاع فيها كثيرون.
إنه الإدمان العصرى الجديد الذى خلق أبطالا فى الفراغ.. أبطال شغلهم الفراغ حتى الثمالة فتأكسدوا.. وخلق مبدعين جددًا إبداعهم يشبه إبداعات النازيين الجدد أحيانا، فلا بد إذن أن يضاف ذلك الاختراع الإمبريالى «الفيسبوك» بعد كل ذلك إلى ترسانة المخدرات التى ملأت حياتنا العصرية المليئة بالأجهزة والذبذبات والتكنولوجيا والميكنة وكل وسائل الكسل وإهدار الوقت والطاقة، وبالطبع كل أنواع المثبطات والمواد المخدرة التى صار لها ألف وجه وألف لون ومئات الأشكال.
لقد قامت هبّات واشتعلت صراعات وشاهدنا حروبًا عبر الشاشات وصورًا مزيفة ومشاهد مركبة، وبالتالى سقطت أمم وستسقط قارات، وسقطت حكومات، ومات بشر وخربت بيوت من الخارج ومن الداخل، وطُعنت علاقات فى الصميم وصارت قاعات المحاكم تستقبل يوميًا ضحايا من واقع العالم الافتراضى!!.
ضحايا فى مجالات التشهير والسب والقذف، وضحايا فى محاكم الأسرة وقضايا طلاق وخلع، وأضف ما شئت، وافتح الباب على مصراعيه لكم المشاكل، بل الكوارث الفعلية والإنسانية والنفسية التى حدثت ووقعت على شاشة هنا أو بضغطة زر هناك
فصار ذلك الشىء الافتراضى هو من يسيّر الواقع ويتحكم فيه!.