رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكونجرس: أمريكا تفقد تفوقها العسكرى وقد تخسر حربًا مستقبلية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشف تقرير أعدته لجنة من الحزبين الديمقراطى والجمهورى في الولايات المتحدة بتفويض من الكونجرس لتقييم استراتيجية إدارة الرئيس دونالد ترامب للدفاع، النقاب عن أن الولايات المتحدة فقدت تفوقها العسكرى بدرجة خطيرة، وقد تخسر حربًا ضد الصين أو روسيا.

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن التقرير، الذى نُشر، اليوم الأربعاء، وأعدته لجنة استراتيجية الدفاع الوطنية، قيمت استراتيجية ترامب الدفاعية لعام 2018، التي أمر فيها ترامب بإعادة تشكيل الجيش الأمريكي على نطاق واسع، لمواجهة بكين وموسكو في عصر المنافسة المتجددة بين القوى العظمى.

ورغم اتفاق اللجنة مع أهداف استراتيجية ترامب؛ فإنها حذرت من أن واشنطن لا تتحرك بالسرعة الكافية ولا تستثمر بالقدر الكافى لتطبيق هذه الرؤية، وهو ما يهدد بتقليص الهيمنة العسكرية الأمريكية بدرجة أكبر بما يهدد مصالح الأمن القومي الأمريكى.

وأشار تقرير اللجنة إلى أن الصين وروسيا تسعيان إلى الهيمنة على منطقتيهما، في الوقت الذي تسعى فيها حكومتا هاتين الدولتين لتعزيز تعاظم قدراتهما العسكرية بشكل يستهدف مباشرة الولايات المتحدة.

وقالت كاثلين إتش. هيكس، المسئولة السابقة في وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون" في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وهي واحدة من أعضاء اللجنة المفوضة من الكونجرس: "هناك خوف كبير من الشعور الكبير بالرضا، إذ إن الناس اعتادوا على أن الولايات المتحدة قادرة على فعل ما يحلو لها في العالم بما في ذلك عسكريا لكنها لا تنتبه الآن إلى إشارات التحذير".

وقالت صحيفة "واشنطن بوست" إن صورة مشهد الأمن القومي الأمريكي التي رسمها تقرير اللجنة المكونة من 12 عضوًا من الكونجرس محبطة ويبدو فيها الجيش الأمريكي، الذي تمتع بالهيمنة التى لا ينازعه فيها أحد لعقود، يفشل في الحصول على الموارد والابتكار والأولوية التي يحتاجها قادته للتفوق على الصين وروسيا في سباق للقدرة العسكرية يعيد الأذهان إلى الحرب الباردة.

ووجدت اللجنة، بعد مراجعة وثائق سرية والحصول على إفادات من البنتاجون ومقابلة بعض كبار مسئولي الوازرة، أن التوازن العسكري يعكس تراجع القوة العسكرية الأمريكية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط بما يزعزع ثقة حلفاء أمريكا ويزيد من احتمالية نشوب نزاع عسكرى.

وأضاف التقرير، أن "الجيش الأمريكي قد يتكبد خسائر كبيرة غير مقبولة ويتكبد خسائر مالية كبيرة في النزاعات المقبلة، وقد يواجه كفاحًا للفوز أو قد يخسر حربًا ضد الصين أو روسيا".

وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة قد تواجه خطر التقهقر إن هي أجبرت على الحرب فى جبهتين أو أكثر في  الوقت ذاته.

وقال إريك إيدلمان، وهو مسئول كبير في البنتاجون في عهد إدارة بوش، شارك في رئاسة اللجنة مع الأميرال المتقاعد جارى رافهيد، إن التقرير تناول تداعيات سنوات من تجاهل التحذيرات بشأن تقلص القدرة العسكرية الأمريكية.

وقال "إيدلمان" إن الصين وروسيا تعلمتا مما حققته الولايات المتحدة وتعلمتا من نجاحاتها، وبينما كانت الولايات المتحدة منهمكة في نوع آخر من الحروب، كانتا تعملان على التجهيز لحرب لم ننخرط فيها منذ وقت بعيد.

وأشارت اللجنة إلى أنه على الرغم من أن الميزانية العسكرية الأمريكية لهذا العام، والتى تقدر بنحو 716 مليار دولار، وهى ميزانية تفوق أربعة أمثال ميزانية الصين العسكرية وعشرة أمثال ميزانية روسيا العسكرية، غير أن الجهود لإعادة تشكيل المؤسسة الدفاعية الأمريكية لمجابهة التهديدات الحالية ما زالت تفتقر إلى القدر الكافي من التمويل.

ونصحت اللجنة الكونجرس بأن يرفع الحد المسموح للإنفاق العسكري على مدار العامين الماضيين، والذي حد خلال الفترة الماضية من قدرة الجيش على التخطيط على المدى البعيد.

وقالت اللجنة إنه لا يقع في نطاق اختصاصها تحديد قدر الأموال اللازمة لتلبية احتياجات الجيش بشكل كامل، مشيرة إلى أن الموارد الحالية المتاحة لا تكفى لتحقيق طموحات الجيش، والتي تتضمن قدرة المؤسسة العسكرية الأمريكية على إنزال الهزيمة بمنافسين من القوى العظمى، بينما هى منشغلة بمحاربة أعداء آخرين في نفس الوقت.