رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مولانا الفنان".. الأفلام والموسيقى والأدب فى حياة أئمة الأوقاف

جريدة الدستور

على عكس الصورة المأخوذة عنهم فى بعض الأعمال الأدبية والفنية، يعيش أئمة الأوقاف «حياة طبيعية»، يشاهدون خلالها أفلامًا عربية وأجنبية، ويقرأون روايات كبار الأدباء، ويتابعون مباريات كرة القدم، بل إن بعضهم زاد من البيت شعرًا وبدأ دراسة الموسيقى والمسرح.

وإن كنت لم تشاهد فى مسلسل أو فيلم، لمن يتناولون حياة الأئمة والدعاة، أيًا منهم ضبط وفى يده رواية لنجيب محفوظ أو قصة لإحسان عبدالقدوس، أو رسالة من رسائل الحب للرافعى، أو قصيدة لنزار قبانى، أو بيت عشق لمحمود درويش، فأنت فى حاجة لقراءة السطور التالية، عن مجموعة من الأئمة حاورتهم «الدستور» عن الفن والأدب فى حياتهم.

محمود الأبيدى: أدرس المسرح.. أتابع مباريات كرة القدم وقابلت ياسمين عبدالعزيز

أكد الشيخ محمود الأبيدى، إمام مسجد «عمرو بن العاص»، أنه يحرص على دراسة مختلف العلوم والفنون، بداية من تعلم مبادى القانون الدولى والنظم السياسية، مرورًا بدراسة المسرح والمقامات الموسيقية للاستفادة منها فى قراءة القرآن الكريم.
وكشف عن أنه قرأ روايات لأديب نوبل، نجيب محفوظ، وإحسان عبدالقدوس، بجانب أعمال أحمد خالد توفيق، الذى قال عنه: «قرأت له قبل ما يتوفى، ومن العجائب أن يتوفى فى نفس اليوم الذى حدده لوفاة إحدى شخصياته الأدبية».
وعن نجيب محفوظ تحديدًا، قال: «فى مادته وكتاباته رائع وبارع جدًا، ويملك أدوات لا يملكها أحد غيره، وما بينه وبين ربه يحاسبه عليه المولى سبحانه وتعالى»، لافتًا إلى أنه قرأ «الثلاثية» الشهيرة.
وفيما يتعلق بالفن، قال إمام «عمرو بن العاص»: «تابعت بعض أعمال يوسف شاهين، وفيلمه (المصير) هو ما دعانى لقراءة كتب ابن رشد، كما شاهدت أجزاءً كبيرة من مسلسل (يوسف الصديق)، وأرى أن مخرجه أبدع فى استنباط المعانى القرآنية فيه، لكنه تضمن بعض الزيادات التى يجب تنقيتها». وعن الفنانين الذين يفضلهم، قال: «كان يستهوينى الممثل الذى لعب دور عمر المختار (أنتونى كوين)، وأحب الفنان رشوان توفيق، ومن جيل الشباب كريم عبدالعزيز، الذى التقيته فى الطائرة وتحدثت معه، وكان إنسانًا رائعًا ونبيلًا، ثم التقيته فى المسجد النبوى، وقابلت ياسمين عبدالعزيز ووجدتها مؤدبة ورقيقة جدًا».
واختتم: «الداعية المستنير يجب أن يتوقف عند كل شىء، أنا أتابع مباريات الكرة وأبحث عما يشغل الشباب، لذا تابعت عن كثب لعبة (الحوت الأزرق)».

أسامة الجندى: نشاهد الفن المعتدل الصحيح
قال الدكتور أسامة فخرى الجندى، مدير إدارة المساجد الحكومية بوزارة الأوقاف، إنه لا مانع من مشاهدة بعض الأعمال الفنية التى تتضمن «رسائل معتدلة وصحيحة» تؤسس لقيم أخلاقية وسلوكية وإيمانية، وترقى بالأمة وتبنى عقلها الجمعى، من خلال شخصيات واقعية أو مثالية، وعبر قصص بطولية أو علمية أو درامية بغية الاقتداء بها فى الواقع.

ودعا الجندى إلى مشاهدة الأعمال الفنية التى تبرز بطولات وانتصارات الوطن، وتحافظ على هُويته من ثقافة ولغة وحضارة ودين، مضيفًا أن «الأمم الواعية التى تريد التنمية والتطور هى التى تذكِّر كل جيل من أجيالها وكل طفل يولد بها بمظاهر عزتها وصور انتصاراتها».
ورأى أن الأصل فى الفن أن يكون هادفًا، ويُرسخ القيم الاجتماعية من خلال الدراما، والقيم التاريخية والبطولية من خلال «الفن التاريخى»، وقبلهما القيم الرُّوحية التى لا ينبغى أن تتضمنها البرامج الدينية فقط، بل تكون فى سائر الفنون.
وأضاف أنه وأئمة «الأوقاف» يشاهدون الأعمال التى تقوم على مصالح الأمة وتعمل على تنمية معارفها العلمية وتهذب طباعها وسلوكها وتحاول أن تعالج المشكلات التى تواجهها وتعطى نماذج لإدارة الأزمات، وقبل ذلك كله تحافظ على هُويتها.
واختتم: «نشاهد الأعمال الفنية التى تكون سبيلًا لتهذيب النفس، ووسيلة لتوجيه الطاقات نحو البناء، لأنه معلوم أن بناء الأمم والحضارات يرتبط ارتباطًا وثيقا بالبناء الأخلاقى، وانهيارها يرتبط بانهيار الأخلاق».

أحمد البهى: أعشق أفلام أحمد حلمى ومسلسلات نور الشريف وأفضل أعمال تشارلز ديكنز
نشأ الشيخ أحمد البهى، إمام مسجد «زين العابدين» فى القاهرة، أحد الدعاة الشباب فى «الأوقاف»، على قراءة قصص سلسلة «المكتبة الخضراء» و«المغامرون الخمسة» و«تان تان»، ثم فى مرحلة الشباب انتقل لقراءة روايات نبيل فاروق وأحمد خالد توفيق، مع المواظبة على إثراء الثقافة العامة من خلال قراءة الصحف اليومية ومتابعة مجلة «الشباب».
«فى الثانوية بدأت القراءة الدينية بكتاب (إحياء علوم الدين) للغزالى، وهو ما جذبنى للعلوم الدينية بشدة» يضيف إمام «زين العابدين»، لافتًا إلى أنه عكف بعد ذلك على القراءة فى الفقه المقارن والتصوف، بالإضافة للكتب الأدبية، خاصة أن «القراءات الأدبية تؤثر جدًا فى الخطاب الدينى للإمام وتثرى أسلوبه». ولم يكتف البهى بالثقافة المصرية والعربية، وقرأ عددًا من الروايات الأجنبية المترجمة، مثل «رحلات جوليفر» للكاتب جوناثان سويف، بجانب بعض أعمال تشارلز ديكنز.
وفى الشعر، يفضل فاروق جويدة من العصر الحالى، وقبله أحمد رامى وأحمد شوقى وحافظ إبراهيم، فضلًا عن شعراء الصوفية مثل سيدى على وفا الشاذلى والراحل عباس الديب.
وفيما يتعلق بالسينما، يقول البهى: «كنت أحب الأفلام التى تناقش مشاكل مجتمعية أو سياسية وتحاول إيصال مجموعة من الأهداف، وهو ما تجسد فى عدة أعمال من بطولة يحيى الفخرانى ومحمود عبدالعزيز، بجانب بعض أفلام أحمد زكى ذات البعد السياسى، وحاليًا معجب ببعض ما قدمه أحمد حلمى سينمائيًا ويوسف الشريف دراميًا».
أما الأفلام الأجنبية فيفضل منها التاريخى والتشويقى، الذى يعتمد على رعب المواقف والقصة، موضحًا: «لا أحب أفلام الزومبى ومصاصى الدماء أو أفلام الحركة والقتال، وإن كان يعجبنى القديم منها، فضلًا عن الأفلام الكوميدية للممثل نورمان ويزدروم».

أحمد تركى: أذوب مع موسيقى بيتهوفين.. وأقرأ لـ«باولو كويلو» ونجيب محفوظ بكثافة
كشف الشيخ أحمد تركى، مدير عام مراكز التدريب السابق بوزارة الأوقاف، أحد دعاة الوزارة المعروفين، عن أنه يحب دائما الاستماع لإبداعات الموسيقار العالمى ألمانى الجنسية بيتهوفن. وأضاف تركى، خطيب مسجد «النور» بالعباسية سابقًا: «أحرص على سماع الموسيقى، خاصة للموسيقار العالمى بيتهوفن»، مشددًا على أن الله سبحانه وتعالى لم يحرِّم الموسيقى، لكن «علينا الابتعاد عن أى شىء يخاطب الشهوات». وعن كُتابه المفضلين فى الأدب، قال إنه قرأ لنجيب محفوظ، وتحديدًا: «السكرية، وزقاق المدق، ويوم مقتل الزعيم، وأولاد حارتنا، وثرثرة فوق النيل»، فضلًا عن قراءته أعمالا عديدة للكاتب إحسان عبدالقدوس، وعالميًا قرأ لـ«باولو كويلو» الروائى والقاص البرازيلى صاحب روايتى «الخيميائى» و«الزانية»، وغيرهما الكثير.

أحمد فهمى: أفضِّل «بيت سيئ السمعة».. وأسمع جورج وأصالة

يستمتع الشيخ أحمد فهمى، أحد مشاهير دعاة «الأوقاف» بمحافظة الدقهلية، بقراءة كتب المفكر الراحل مصطفى محمود، خاصة «ألعاب السيرك السياسى» و«عصر القرود»، بجانب رواية «ألف ليلة وليلة».
ويكشف عن أن روائى نوبل الراحل نجيب محفوظ هو أقرب الكُتاب إلى عقله وقلبه، ومن أعماله التى يحبها «بيت سيئ السمعة» و«ميرامار»، و«كفاح طيبة»، و«عصر الحب» و«أفراح القبة»، و«رأيت فيما يرى النائم»، و«الشحاذ»، و«الشيطان يعظ»، بجانب الثلاثية التاريخية، كما أنه يعشق أيضًا أعمال الكاتب توفيق الحكيم، وفى الشعر يحب قصائد أئمة وفلاسفة التصوف، مثل ابن الفارض وجلال الدين الرومى وابن عربى والتبريزى. ولا تقتصر اهتمامات داعية الدقهلية على الأدب فحسب، بل تتعدى لتصل إلى الفن السابع: «دخلت السينما أكثر من مرة، خاصة وأنا صغير فى السن، وكنت حينها أشاهد أفلام الممثل الهندى الشهير أميتاب باتشان»، مضيفًا: «أعشق النجم أنتونى كوين، الذى أبدع فى أفلام (الرسالة) و(أسد الصحراء) و(لورنس العرب)، وبالنسبة لنجوم العرب أرى أن الراحل عبدالله غيث من أفضل الممثلين، كما يعجبنى جدًا فيلم (إحنا بتوع الأتوبيس) للنجم عادل إمام».
وعن مطربيه المقربين إلى قلبه، يقول: «كوكب الشرق أم كلثوم هى الأقرب لدىّ، بالإضافة إلى نجوم العصر الحالى وعلى رأسهم جورج وسوف»، ثم يضيف ضاحكًا: «عشان الوحدة الوطنية»، بجانب وائل جسار وأصالة وكاظم الساهر، فضلًا عن المنشد ياسين التهامى.
ويختتم: «أنا شخص منفتح جدًا، سمعت وشاهدت معظم الأفلام والمسرحيات والأغانى القديمة والجديدة، سواء العربية أو الأجنبية».

حسام فوزى:دخلت «حنفى الأبهة» سينما.. وأحب «حمام الملاطيلى» وأشعار سرور

ذكر الشيخ حسام فوزى، إمام وخطيب مسجد «سيدى الصياد» بمحافظة الشرقية، أنه يحب أعمال الروائى البريطانى «جورج أورويل»، خاصة روايتى «مزرعة الحيوان» و«١٩٨٤»، بجانب الروائى والكاتب المسرحى الأيرلندى، صامويل باركلى بيكيت، أحد أشهر النقاد الأدبيين والشعراء فى القرن العشرين، فضلًا عن الإنجليزى الشهير وليم شكسبير.
وبالنسبة للكتاب المصريين، يقرأ فوزى للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس، خاصة كتاباته التى تتناول الحياة مع الجنس الآخر، بالإضافة إلى كتابات الكاتبة نور عبدالمجيد، واصفًا إياها بـ«فيها روح نجيب محفوظ»، بجانب هالة البشبيشى، وأعمال الدكتور أحمد خالد توفيق، كما يحب رواية «ليلة الزفاف» لتوفيق الحكيم.
ويقتنى موسوعة «شخصية مصر- دراسة فى عبقرية المكان» للمفكر الكبير جمال حمدان، وفى الفلسفة والشعر يميل إلى كتابات جبران خليل جبران ونزار قبانى وفاروق جويدة، وبالنسبة لــ«العامية» يفضل أعمال نجيب سرور وأحمد فؤاد نجم.
وكشف عن عشقه للسينما قائلًا: «شاهدت جميع أعمال السينما الأجنبية والمصرية من ١٩٩٠ إلى ١٩٩٨. أتابع أعمال الساحر محمود عبدالعزيز مثل (الكيت كات)، وعادل إمام خاصة (طيور الظلام، الإرهاب، الكباب، حتى لا يطير الدخان، حنفى الأبهة)، والأخير شاهدته فى السينما، وأحمد زكى فى (البرىء) و(الهروب) و(الإمبراطور)، كما أحب فيلم (حمام الملاطيلى) للفنانة المعتزلة شمس البارودى». وعن نجومه الأجانب المفضلين، قال: «أحب أعمال كلينت إيستوود، وهو ممثل ومخرج ومؤلف موسيقى للأفلام ومنتج سينمائى أمريكى حائز على جائزة الأوسكار ٤ مرات، منها اثنتان عن أفضل مخرج واثنتان عن أفضل فيلم، ويعتبر رمزًا للسينما الأمريكية».